مقالات

إستقلاليّة القضاء تعزّز ثقة المواطن بالدولة/جمال الحلو

القاضي المُتقاعد جمال الحلو:
كم نحن بحاجة في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد إلى قانون استقلاليّة السلطة القضائيّة بشكلٍ كامل وعلى المستويات كلّها، ولا سيّما بوجود معادلة ذهبيّة عنيتُ بها القضاة الثلاثة: الرئيس سهيل عبّود، الرئيس غسّان عويدات، والرئيس بركان سعد، مع خالص تحيّاتي ومودّتي لكبار القضاة الأجلّاء وهم كُثر والحمدُ لله.
إنّ مِن شأن استقلاليّة القضاء تعزيز ثقة المواطن اللبنانيّ بدولته، هذا الشعب الكادح التوّاق إلى العدالة على الصُعد الاجتماعيّة والاقتصاديّة كلّها، والأهمّ مِن ذلك الإنسانيّة الّتي بدأت تتآكل في ظلّ ظروفٍ صعبة نتيجة الفساد والاستبداد السياسيَّيْن والإداريَّيْن ممّا انعكس سلبًا على حياة المواطنين البائسين.
القضاء، والقضاء العادل وحده هو السبيل الوحيد لبناء نظام مجتمعيّ يرتكز على حسن التصرّف والحسّ بالمسؤولية لمَن يقومون بواجب إدارة البلاد لتحقيق العدالة الاجتماعيّة الحقّة.
القضاء هو محور الارتكاز في حفظ الكرامات ورفع التعدّيات ودرء المفاسد والمظلومات. القضاء هو السبيل لتحقيق مطلب المواطن اللبنانيّ بدولة عادلة ومنصفة وعاملة لتحقيق أحلامه المُحقّة.
لستُ مِمَّن يستعمل التبخير لحاجة خاصّة، ولا لتسخير مطالب غير مُحقّة، ولستُ أسعى إلى منصب أتّكئ عليه لنيل جائزة ترضية.
إنّها صرخة وجع في وجه مستبدّ، ولا يُداويها إلّا القضاء المُستقيم.
أيّها المُشرّعون.. كي تنجوا من عواقب الأمور، ولكي يظهر المستور، وتخفّ الشرور.. سارعوا إلى إقرار قانون استقلاليّة السلطة القضائيّة بشكلٍ كامل وفاعل، لتتمكّن مِن الإسهام في بناء سلطة القانون على أُسس صلبة وسليمة.
وبوجود قضاة أفاضل مسلّحين بالعلم والمعرفة والأخلاق، ستتحقّق الآمال، وينفسحُ المجال أمام لبنان العدالة، لبنان الحقّ، لبنان الخير، لبنان الوطن الحرّ والسيّد والمُستقلّ.
“محكمة” – السبت في 2019/12/14

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!