إلى روح المحامي الثائر الفذّ ممتاز نصار/أنطونيو الهاشم
أنطونيو الهاشم (نقيب المحامين سابقاً):
سيف العدالة ودرع الحقّ كنت في زمن كاد فيه الحقّ أن يُنسى، لقد كنت يا صديقي النبيل رمزًا للشرف والنزاهة، تقف كالطود الأشم في وجه الظلم، حاملاً راية الحق بلا تردد ولا خوف.
تسير بين الناس بشموخ، لم تنحنِ يوماً لرياح الباطل. كم هو صعب على الكلمات أن تفيك حقك، وأنت الذي قضيت عمرك كله مدافعًا عن الحق، لا تغريك السلطة، ولا تستهويك.
لقد كنّت رجلاً من طراز نادر، لا تعرف معنى الخوف إلا عندما تخشى على الحق أن يُهزم. في ساحات الحق كالأسد في عرينه وقفت،صوتك جهورٌ، وكلماتك كالسيف القاطع، لا ترضى بغير العدل بديلاً. لقد كنت صديقًا للجميع، تفتح لهم قلبك قبل مكتبك ، وكأن قضاياهم هي قضيتك الشخصية.
كنت تعرف أن الطريق الذي اخترته ليس سهلاً، مليئ بالأشواك، لكنك لم تتراجع يومًا، ولم تساوم على مبادئك.
في حياتك، كنت مثالاً للشجاعة والاستقامة، وفي مماتك تركت فراغًا لا يمكن ملؤه. سيذكرك كل من عرفك بالمحبة والتقدير.
رحلت عن دنيانا أيها الثائر، لكنك لم ترحل من قلوبنا، ستبقى دائمًا المثال والنموذج الذي نحتذي به، وستظل كلماتك وأفعالك نبراسًا لكل من ينشد العدل ويبحث عن الحق.
ذكراك باقية، محفورة في قلوب من عرفوك وعملوا معك. ستظل أفعالك النبيلة وأقوالك الصادقة شعلة تضيء طريق من يأتي بعدك، فتستمر رسالتك حتى وإن غاب حاملها.
عزاؤنا بمن أطلقت من بعدك الاستاذ هادي والاستاذة كارين.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، وجعل ما قدمت من خير وبركة شفيعاً لك يوم الحساب. ستبقى ذكرى الثائر الشريف الذي عاش ومات من أجل الحق، ترويها الأجيال.
“محكمة” – الأحد في 2025/10/12



