ريما شبارو.. حرّة مستقلّة/غادة عون

القاضي غادة عون:
القاضي ريما شبارو تتقاعد. نعم للأسف. من بين قافلة القضاة الاوادم الذين لن يتكرّروا.
أربعون سنة من العمل الشاق في علم القانون وخدمة العدالة من أجل نصرة الحقّ والدفاع عن المظلوم.
أربعون سنة من الصدق والوفاء لقسمها القضائي.
ضميرها مرتاح لأنّها لم تصغي إلّا لصوته.
أربعون سنة من الشرف والاستقامة.
كان باستطاعتها لو أرادت تبوء مراكز رئيسية حسّاسة وهي تستحقّها، كرئيسة لإحدى غرف محاكم التمييز، لكنّها آثرت أن تظلّ حرّة مستقلّة، فرفضت أن تلجأ لهذا أو ذاك لتحقيق رغبتها. أبت ذلك وبقيت شامخة مرفوعة الرأس، لا تنحني إلّا لربها وصوت ضميرها .
عزيزتي وزميلتي ريّسة ريما
سيبقى مثالك في القضاء نموذجًا يقتدى به، في زمن فقدان المحاسبة، حيث أمسى فيه أمر مخالفة القانون من قبل بعض القضاة وتسخير ضمائرهم لإرضاء المنظومة، أمرًا عاديًا لا يستأهل المحاسبة فحسب، إنّما التقدير.
عزيزتي،
كم أتشرّف بأنّي عرفتك وعاصرتك.
هي مرحلة جديدة الآن من حياتك، لكنّ الأهمّ فيها أنّك ستسيرين فيها مرتاحة الضمير، مرفوعة الرأس لأنّك حفظت العهد والأمانة.
“محكمة” – الجمعة في 2025/6/13
* نشرت القاضي غادة عون هذا النصّ على صفحتها على منصّة “اكس” وأرفقته برابط النصّ الذي كتبه المحامي علي الموسوي ومجلّة “محكمة” عن القاضي ريما شبارو، وهذا هو النصّ:
القاضي ريما شبارو وأربعون عامًا في العمل القضائي/علي الموسوي