نشاطات

كسبار في عشاء خريجي حقوق اليسوعية: تخرجنا وخرجنا من الجامعة ولم تخرج منا

أحيت جمعية متخرجي كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف – اليسوعية ذكرى مرور ماية وخمسين عاماً على تأسيس الجامعة في العام 1875، وذلك في عشاء اقامته في فندق فنيسيا في بيروت.
ففي الساعة الثامنة والنصف بدأ الخريجون والمدعوون يتوافدون، وكان في استقبالهم رئيس الجمعية الوزير السابق القاضي عباس الحلبي واعضاء الجمعية، وبلغ عددهم خمسماية مدعو.
وعند الساعة التاسعة والنصف افتتح اللقاء بكلمة عضو الجمعية النقيب ناضر كسبار الذي رحب بالحضور وقال:
في العام 1957 تأسست جمعية خريجي اليسوعية وكان اول رئيس لها معالي النقيب ادمون كسبار. وتوقفت نشاطاتها في العام 1975 بسبب الحرب وكان رئيسها البروفسور حسان رفعت. وعادت نشاطاتها في العام 1993 بعد ان اعدنا انتخاب هيئة ادارية جديدة برئاسة البروفسور رفعت، ثم برئاسة القاضي رالف الرياشي فالقاضي شكري صادر. وحالياً معالي القاضي عباس الحلبي الذي انتخب ايضاً رئيساً لاتحاد جمعيات الخريجين.
كلية الحقوق لم تبخل على لبنان، واعطته اقوى رجال القانون وبعضهم اصبحوا رؤساء جمهورية ورؤساء مجلس نواب ورؤساء حكومة ووزراء ونواب ومدراء عامين وقضاة ومحامين.
لذلك، فعلى الخريجين ان يقفوا الى جانب جامعتهم، والى جانب بعضهم البعض. وهذا ما يفعلونه بكل وفاء وامانة. وعليهم ان يفعلوا كما فعل معالي النائب المحامي بهيج تقي الدين واشقاؤه يوم طلبت منهم والدتهم الحضور. فأنشد الاديب أمين الابيات الآتية:
بنوك فديتِ يا أم البنين
هُمُ اهلُ الوفا لو تعلمين
دعوتهم فلبينا كأنّا
رجعنا للصبا لما دعينا
  إذ صحيح اننا تخرجنا وخرجنا من الجامعة، إلا ان الجامعة لم تخرج منا.
*****
بعده تكلم رئيس الجمعية الوزير الحلبي فشدد على ان هذا العشاء هو عشاء الوفاء والانتماء. وان اللقاء يجمع الاجيال ويجدد الالتزام. وقال: تعاود جمعية خريجي كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت دعوتها السنوية الى حفل العشاء الجامع، الذي يشكل تقليدا عزيزا في مسيرتها، ورافداً اساسياً لبرنامج المنح والمساعدات المالية المخصص لدعم الطلاب والطالبات غير القادرين على تسديد اقساطهم الجامعية بالكامل او جزئياً.
على مر السنوات، كان هذا الحفل اكثر من مجرد مناسبة اجتماعية هو لقاء تنتظره النخبة القانونية والسياسية والادارية من خريجي الكلية، من قضاة ومحامين ومستشارين وناشطين، يجتمعون فيه على مائدة الذكريات والعمل المشترك، لتجديد روابط الصداقة والزمالة وتأكيد الانتماء الى هذه الكلية العريقة.
ورغم التحديات الاقتصادية والمعيشية التي عصفت بالبلاد، اصرت الجمعية هذا العام على اعادة احياء هذه الامسية بعد انقطاع دام سبع سنوات، فرضته ظروف صحية وسياسية وامنية استثنائية. ويأتي هذا الاصرار تعبيرًا عن إيمان راسخ بدور الجمعية واستمرارية رسالتها في دعم طلابها وتعزيز شبكتها المهنية والانسانية.
ولا بد من التذكير بأن قوة كل جمعية من جمعيات خريجي الجامعة تعزز نشاط ودور “اتحاد الجمعيات (La fédération) الذي نلت شرف رئاسته في الثامن من تموز الماضي، خلفا للدكتور كريستيان مكاري الذي انتخب رئيسا شرفيا للاتحاد، تقديرا لمسيرته الغنية وعطاءاته القيمة.
فلنجعل من هذا العشاء مناسبة للاحتفاء بالانتماء، وتعزيز التضامن، وتجديد الالتزام تجاه جامعتنا وطلابها، ولنبني معا مستقبلا يليق بتاريخنا ودورنا.
*****
وبعدها كرم رئيس الجمعية واعضاؤُها، رئيسَ الجامعة الاب البروفسور سليم دكاش وقدموا له درعاً تكريمياً، في حضور وزير العدل المحامي عادل نصار، ووزير الاعلام الدكتور بول مرقص، ونقيبي المحامين في بيروت فادي مصري وطرابلس سامي الحسن، وعميدة كلية الحقوق الوزيرة السابقة البروفسورة ماري كلود نجم.
والقى الاب دكاش كلمة قال فيها:
ايها الاصدقاء الاعزاء،
خريجي كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف.
يا له من فرح عميق ان نلتقي هذا المساء بعد اربع سنوات من الغياب فرضتها الازمة التي هزت وطننا وجامعتنا. هذا اللقاء ليس مجرد مناسبة اجتماعية، بل هو علامة وفاء وامل، ورسالة محبة وانتماء الى البيت الذي جمعنا، وعلمنا، ووجهنا نحو خدمة الانسان والوطن.
احيي بحرارة لجنة الخريجين في كلية الحقوق ورئيسها، كما اوجه تحية تقدير الى سعادة الاستاذ عباس الحلبي، رئيس اتحاد جمعيات خريجي جامعة القديس يوسف، على هذه المبادرة الجميلة التي اعادت الينا دفء اللقاء، ومذاق الصداقة والوفاء.
ان اجتماعنا اليوم هو قبل كل شيء نداء للتأمل في لبنان الغد، في لبنان الذي نريد ان نعيد بناءه على اسس من القانون، والعدالة، والمسؤولية. فلبنان، ايها الاحبة، ولد على اكتاف رجال القانون، انتم الذين وضعتم دساتيره وقوانينه، ودافعتم عن مؤسساته وحرياته، وكنتم دائماً صوته في وجه الظلم والفوضى.
لكن اسمحوا لي ان اقول ايضاً ان جامعة القديس يوسف بُنيت وتستمر بفضل خريجيها. منذ مئة وخمسين سنة، وهي تعيش على وفائكم ودعمكم وثقتكم. انتم شهودها الاوفياء، وسفراؤها في المجتمع، والمدافعون عن رسالتها في خدمة الحقيقة والانسان.
وبفضل تضامنكم تمكنا، رغم الصعوبات الهائلة، من الاستمرار في رسالة التعليم والبحث وخدمة الشباب.
اليوم، اقولها بفخر وامتنان:
ان اكثر من 6600 طالب وطالبة في الجامعة يتلقون دعما ماليا مباشراً، و530 طالبا يتابعون دارستهم مجانا بالكامل بفضل صناديق المساعدة ومنح التضامن وتبرعات الخيرين من خريجينا واصدقائنا.
هذه الارقام ليست مجرد معطيات مالية، بل هي قصص حياة وامل.
وراء كل منحة طالب يحلم، وعائلة تتنفس الامل، ومستقبل يبنى.
هكذا تبقى جماعة القديس يوسف جامعة الانسان، لا تترك ابناءها، بل تواصل رسالتها في تكوين اجيال حرة ومسؤولية ومؤمنة بلبنان.
ايها الاصدقاء،
ان ما يجمعنا اليوم هو اكثر من ماض مشترك.
انه ايمان بمستقبل نصنعه معا، جامعة ووطنا، قانونا وعدالة، علما وضميراً.
فكونوا دائماً، كما كنتم، سنداً لجامعتكم، ومدافعين عن رسالتها في التربية، وخدمة الحقيقة، وبناء المواطن المسؤول.
شكرا لكم جميعاً،
وعاشت لجنة خريجي كلية الحقوق،
وعاشت جامعة القديس يوسف.
وفي نهاية اللقاء ابدى الحاضرون اعجابهم بالتنظيم الراقي للعشاء، وهو امر اعتادوا عليه منذ اكثر من ثلاثين سنة.
“محكمة” – الخميس في 2025/10/16

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
مجلة محكمة
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.