مقالات

ماذا ينتظر هذا الشعب ليتحرّك؟/ناضر كسبار

ناضر كسبار (نقيب المحامين السابق في بيروت):
في حياة كل مواطن حر ومستقل ومتابع لمجريات الامور على مختلف الاصعدة، صراع بين ان يتكلم وينتقد ويجاهر ويصرخ في وجه المسؤولين والآخرين، أو أن يصمت في بلد لا قيمة فيه للرأي الحرّ ولا للمواقف الصحيحة، بل للتزلّف والكذب والخبث وتبييض الوجه.
قرأت طرفة منذ عدة سنوات تعبّر عن وجهة نظر العديد من المواطنين الذين تعبوا من النضال غير المجدي، ومن المواقف الشجاعة التي لا قيمة لها في بلد التناقضات وسيطرة الأحزاب والجمعيات والطوائف. في بلد استيعاب الغرباء المسلحين وغير المسلحين والذين يعيثون فيه قتلاً وفساداً.
تقول الطرفة ان شخصاً قال لصديقه: لماذا كلما قال لك شخص آخر إنّه على حق وإنّك مخطئ تقول له: معك حقّ.
فأجابه: تعبت من الجدل والنقاش والمواقف غير المجدية. فأقول له معك حق.
فقال له صديقه: ولكن ما معك حق تعمل هيك.
فأجابه: معك حق.
فالانسان يصل الى مرحلة يحسّ فيها أنّ صوته غير مسموع، وأنّ لغة السلاح واللغة الطائفية والمذهبية هي السائدة. ولغة تمرير المشاريع المشبوهة المتبادلة بين المسؤولين هي السائدة خصوصاً واننا بتنا نفتش عن رجال دولة لا رجال سياسة فقط، فلا نجد إلاّ المصالح المتبادلة، والشعب يردد بالروح بالدم. هذا الشعب الذي قد يعلم او قد لا يعلم ان بعض مسؤوليه يستفيدون بالجملة ويوزعون بالمفرق.
يضاف الى ذلك، ان هناك اموراً مزعجة وخطيرة وحلها بسيط جداً. منها على سبيل المثال مسألة الدراجات النارية التي باتت بالفعل لا بالقول، تهدّد المجتمع اللبناني بأسره. لا أحد يستهتر بهذا الملفّ. كلّ يوم ينجو آلاف المواطنين، ونحن منهم، من حوادث ومشاكل. ويكفي ان يخبر كل سائق ماذا يحصل معه من حوادث ومن تهديدات من اصحاب الدراجات النارية حتى يتحرك المسؤولون عن هذا الملف.
يضاف الى ذلك، الحُفَر في الطرقات التي تسبب الحوادث والتي لا تحتاج الى مبالغ طائلة لمعالجتها. وكذلك الملف الشائك، ملف المولدات الكهربائية الذي لا يعيره احد الاهتمام الكافي.
يبقى الملف الشائك. ملف السلاح بيد المواطنين والغرباء وخصوصاً في المخيمات الفلسطينية. مشكلة المواطن اللبناني انه لا يتكلم ولا يتحرك الا بعد وقوع الكارثة. يتحرك لعدة ايام ويطالب بما يطالب به ومن ضمنه الاعدام للقتلة. ثم يصمت. ألم نقل منذ عشرات السنين ان الفضيحة في لبنان: اول يوم يا لطيف، ثاني يوم شي خفيف، ثالث يوم كل شي نضيف؟
لا نعلم ماذا ينتظر هذا الشعب ليتحرك؟
“محكمة” – الاربعاء في 2025/10/29

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
مجلة محكمة
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.