طرائف وأشعار

يوسف جبران يوصّف مسؤولية القاضي: يُصدر قرارات ولا يؤدّي خدمات/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
خلال حفل الغداء الكبير في زحلة، عروس البقاع بتاريخ 12 حزيران 2021، وقف مفوّض النقابة في زحلة المحامي الألمعي منير البقاعي وقال:”وقت الله يرضى عن أحدهم، يجعله محاميًا. وعندما يريد أن يزيد على أحدهم نعمه يجعله ناضر كسبار نقيبًا للمحامين”.
وأضاف:”لم يتسلّم الأستاذ ناضر مركزًا إلّا وأعطاه من قلبه وفكره. وأنا أفتخر وأعتزّ بكلّ زميل حضر إلى زحلة إلّا ووجدني في مركز النقابة لأخدمه. ومن هو مثلي الأستاذ ناضر كسبار. لم نزر نقابة المحامين يومًا إلّا ووجدناه في مكتبه يستقبل الجميع بلهفة ويتابع طلباتهم”.
***
العتب عالنظر
كان عضو مجلس نقابة المحامين المحامي المرحوم أنطوان شكرالله الحايك يروي أنّه كان موجودًا في قاعة المحكمة عندما أُحضر مدعى عليه تقدّمت زوجته بدعوى ضدّه لأنّها وجدته بالجرم المشهود مع جارتها. وكانت الإثنتان تدعيان: أليس.
وعندما سئل المدعى عليه عمّا أسند إليه قال:”سيّدي القاضي، كان الوقت حوالي الساعة السابعة مساء، وغابت الشمس، وبدأت تعتم.
وأضاف: عيطنا أليس، اجت أليس.والتعب عالنظر يا حضرة الرئيس.
***
القاضي
يقول معالي رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق المرحوم يوسف جبران في كلامه عن القاضي: كيف يمكن رسم للقاضي صورة جميلة بألوان زاهية وريشة ناعمة رخيمة، عندما يكون هو متجهّم الوجه، عابسًا صامتًا كأبي الهول، يريد أن يفرض هيبته بوجه كئيب وبالتفتيش عن مظاهر عدالة مأساوية، وكثيرًا ما يفرض الإنسان مخيفًا حتّى عندما يقول بنشاطه الخلقي كالقاضي الذي يريد أن يكون عادلًا وعادلًا جدًّا.
فالعدالة التي تحكم باسم الشعب اللبناني يجب أن تكون عدالة حيّة. لأنّ الدعوى حيّة إذ إنّها نزاع بين أحياء. والقاضي إنسان يحكم بين الناس كالأمّ تحضن بنيها بحفاوة وترحاب. لا أن تكون بعيدة المنال صعبة التحقيق وفيها مضيعة للوقت وللمال وأحيانًا لماء الوجه.
ولتكون حيّة، يجب أن يكون القاضي إنسانًا يعرف هموم الناس ومشاغلهم ويعرف مجتمعه ومشاكله الإقتصادية والإجتماعية والسياسية.
ويضيف الرئيس جبران: “….فالقاضي ليقوم بدوره البطولي في الدعوى، لا يمكن أن يكون موظّفًا مهمّته تطبيق القانون، وعليه أن يصمت عندما تنطق الدولة أو تنطق القوّة أيّة قوّة على أنواعها حتّى ولو كانت قوّة الرأي العام. ولا يكفي ليلعب القاضي دوره بصفاء ذهن أن لا يكون من الممكن إعطاءه أوامر بل يجب أن يكون شاعرًا بالطمأنينة وأن لا ينتابه الخوف. وأن يكون ككلّ ممثّل حقّ واسع الثقافة حسن الإطلاع فيصدر قرارات ولا يؤدّي خدمات كما قال الرئيس Seguier وأن يكون محترمًا لنفسه ولمبرّر وجوده ولعب دوره أيّ للحقّ”.
***
الأخطل الصغير
يقول المحامي جوزيف بشارة الأخطل الخوري إنّ والده الأخطل الصغير قد كتب في العام 1961 بيتين من الشعر كان يحلو له إنشادهما فيقول:
أنا في شمال الحب قلبٌ خافقٌ
وعلى يمين الحقّ طير شاد
غنّيت للشرق الجريح وفي يدي
ما في سماء الشرق من أمجاد
وحول السيف والقلم يقول الأخطل الصغير:
عذرٌ لمن مات، لا عذرٌ لمن سلما
إذا تهدّم مجد واستبيح حمى!
سيّان، عند ابتناء المجد في وطن
من يحمل السيف أو من يحمل القلم
وكتب الاخطل لعقيلته قصيدة جاء في مقدمتها:
بلّغوها إذا أتيتم حماها
أنّني متُّ في الغرام فداها
واصحبوها لتربتي، فعظامي
تشتهي أن تدوسها قدماها
لم يشقني يوم القيامة، لولا
أملي أنني هناك أراها
ولو أنّ النعيم كان جزائي
في جهادي والنار كان جزاها
لأتيت الإله زحفًا، وعفّرت
جبيني كي أستميل الإلها
وملأت السماء شكوى غرامي
فشغلت الأبرار عن تقواها
ومشى الحبُّ في الملائك حتّى
خاف جبرايل منهم عقباها
***
باقة من الورود
بمناسبة عيد الأمّهات قدّم المحامي جوزيف بشارة الأخطل الخوري لزوجته إلسي باقة من الورود وكتب لها الكلمة الآتية:
إليك تلك الباقة أسمعها تقول:
ليتني كنت مثلك لا أعرف الذبول
كما قدّم لها مرّة وردة واحدة وكتب ما يأتي:
بس حساباتي قلّو ورداتي نصن فلّو
البيعزّيني انو الحبّ بوردة واحدة بيضلّو
***
قصير…واسمه نخلة
تقول المحامية نايلة حاتم إنّ القاضي حليم الحايك كان يستمع إلى الشهود عندما دخل أحدهم ، وهو قصير القامة، فسأله عن اسمه فأجابه: نخلة.
فقال له القاضي الحايك مداعبًا: شو بلّشنا نكذّب من أوّل الجلسة؟
“محكمة” – الإثنين في 2021/6/14

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!