مقالات

يوم المرأة العالمي: احتفاءٌ بالأنوثة والكفاح/أنطونيو الهاشم

أنطونيو الهاشم (نقيب المحامين سابقاً):
يأتي يوم المرأة العالمي، في الثامن من آذار من كل عام، ليحمل في طيّاته احتفاءً عميقًا بالمرأة، باعتبارها ركنًا أساسيًا في بناء المجتمعات وحجر الأساس في صياغة ملامح الحضارة الإنسانية. إنه يومٌ تتجلّى فيه معاني النضال والكفاح، يومٌ يُذكّر العالم بأن المرأة ليست مجرّد نصف المجتمع، بل هي قلبه النابض، وروحه التي تمنحه الدفء والاستمرار.
عبر التاريخ، حملت المرأة على عاتقها مسؤولياتٍ جسامًا، متنقلة بين أدوارٍ متعددة؛ فهي الأم التي تزرع الحب في قلوب أبنائها، وهي العاملة التي تكدّ في سبيل تحقيق أحلامها، وهي الكاتبة التي تخطّ بأناملها تاريخًا جديدًا، وهي الثائرة التي تقف شامخةً في وجه الظلم، مطالبةً بحقوقها. ومع ذلك، لم يكن طريقها مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالتحديات التي جعلت من كل خطوةٍ لها إنجازًا، ومن كل صوتٍ ترفعه انتصارًا.
في هذا اليوم، لا نحتفل فقط بالمرأة كرمزٍ للجمال والعطاء، بل نحتفي بقوتها، بقدرتها على التغيير، بذكائها الذي صاغ أساطير النجاح، وبإصرارها الذي جعلها تخرج من عباءة التهميش إلى فضاء الحرية والإبداع. لقد أثبتت المرأة، عبر العصور، أنها ليست مجرّد تابع، بل هي القائدة، والمفكرة، وصاحبة الرؤية و السند و الإلهام.
ولكن، رغم ما تحقق، لا يزال هناك الكثير من القضايا العالقة، لا تزال هناك نساءٌ يعانين تحت وطأة العنف والتمييز. وهنا، تكمن أهمية يوم المرأة العالمي، ليس فقط كذكرى، بل كحافزٍ للاستمرار في النضال، للتذكير بأن الطريق لم ينتهِ بعد، وأن الأحلام التي تسكن قلوب النساء في كل مكان لا بد أن ترى النور.
فلنرفع أصواتنا اليوم، ليس فقط احتفاءً بالمرأة، بل التزامًا بدعمها، بإعطائها المساحة التي تستحقها، بتمكينها لتكون ما تريد أن تكون. لأن العالم لا يكتمل إلا بها، ولا يزدهر إلا حين تأخذ مكانها الحقيقي تحت شمس المساواة والعدالة.
“محكمة” – السبت في 2025/3/8

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!