المحامي سمير بقاعي صعب نبكي فيك رجل الصفات الحميدة/الياس بازرلي

بقلم المحامي الياس بازرلي*:
أيّها الأعزاء،
كلّفني سعادة نقيب المحامين في بيروت الأستاذ ناضر كسبار بإلقاء كلمة وداع الأستاذ سمير طانيوس البقاعي صعب فشرّفني بهذا التكليف.
أستاذ سمير،
يا أيها الراحل براحة ضميرٍ، وهدوء الكبار الانقياء،
لقد ترجَّلت فارساً من فرسان المحاماة وشيوخها، من دونِ أنْ تكبوَ بك قَدَمٌ، أو تنهدَّ لك قامةٌ.
فما أعجز الأقلام حين رثاء الأحباء.
إن بكيناك اليوم فإنّما نبكي فيك رجل الصفات الحميدة.
لا عجب أن تجتمع كلّ الخصال الحسنة في شخصك، فأنت سليل هذا البيت البقاعي العريق الذي قدّم للعدالة استقامة في الحقّ والإنسانية، وللوطن ثباتاً في المواقف والعطاء، فكنت المحامي الثالث في العائلة بعد والدك المرحوم طانيوس البقاعي صعب الذي كان مندوب النقابة في زحلة، وشقيقك عميد مندوبي النقابة الأستاذ منير الذي تابع مسيرة الوالد وكان على الدوام سنداً ومرجعاً لزملائه المحامين، أطال الله بعمره،
قاربت كبار المحامين في لبنان والخارج، والثوب الذي ارتديته كرامةً ورسالةً ما كان أعدله عليك.
أيّها الأحباء،
من عرف الاستاذ سمير خبره بقاعياً صعباً. بقاعيٌّ أصيل مقدام لا يهاب ولا يهادن، صعب وصلب في دفاعه المستميت عن الحق والحقيقة،
إنه الأب المتفاني الذي حضن مع زوجته السيدة سميرة أبو سمرا أولاده الثلاثة الدكتور طانيوس والمهندس سامر والمحامية نتالي، برعاية أبوية إستثنائية فوجدهم في حياتهم وأعمالهم منارةً في العلم ومثالاً في الآدمية،
وكما يقول الإنجيل من ثمارهم تعرفونهم، ها نحن نرى ثماره في أصقاع الأرض حيث برعوا في اختصاصاتهم.
لا لسنا نبكيك اليوم بقدر ما نبكي على وطن بات يفتقر إلى رجالات المواقف والمروءة والشجاعة. لقد عشت شجاعاً وأبيت أن تغيب إلا على أرض الوطن الذي أحببت،
جميعنا يعرف بأننا خلقنا للرحيل لكن الذكرى الطيبة تبلسم لهيب الألم،
من نقابة المحامين في بيروت تحية أخيرة لمسيرتك المشرّفة،
هنيئاً لك مسكنك السماوي الذي تستحق،
باسم سعادة نقيب المحامين في بيروت الأستاذ ناضر كسبار وباسم مجلس النقابة وباسمي الشخصي، أتقدم بأحر التعازي من العائلة الكريمة.
أستاذ سمير، وداعاً. لروحك السلام.
*ألقى عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت أمين الصندوق الياس بازرلي هذه الكلمة في رثاء المحامي سمير طانيوس بقاعي صعب في كنيسة سيدة الإنتقال- اتشيناك- الأشرفية اليوم الجمعة الواقع فيه 2 أيلول 2022.
“محكمة” – الجمعة في 2022/9/2