بسام الداية النقيب الإستثنائي/محمد المراد
بقلم النقيب محمد المراد*:
لأوّل مرّةٍ أجد قلمي شديد الجفاف، أستعطي مِداده فيبخل وأستجدي ريشته فتنكسر.
إنّه الحزن العميق الذي يخيّم لفقد عظيمٍ من نقابتي وركن ركين من أركانها وصِمام أمانٍ لقيمها ومبادئها. فكيف لي أن أرثي اليوم بالكلمات العاديَّةِ حالةً استثنائيةً مضيئةً في كلّ صور العطاء والإبداع والتمايز، ومدرسةً كبرى في القانون والمناقب، حفرت علاماتِ ضوءٍ في عالم المحاماة علمًا واجتهادًا ورصانةً وحزمًا وصدقًا ووفاءً وإخلاصًا وأمانةً؛ وزيّنت العمل النقابي بقيادة هي أنموذج الدفاع عن مصالح المحامين وعن آداب المهنة وتقاليدها، وعن الصالح النقابي العام. قيادة ارتفع بها تاريخ النقابة وتألّق تراثها رفعةً وسموًّا من خلال العمل المؤسسي، والحضور الفاعل في جميع المناسبات والمحافل الوطنية والعربية والدولية.
إنّه النقيب الاستثنائي بسام عشير الداية، الذي اقترن اسمه بنقابته، فزادتها ولايته هيبةً ووقارًاً ودورًا، وتعانق اسمه مع رسالة المحاماة، فكان فيها لجميع المحامين ينبوع علم ونهر ثقافة وغدير تواضع.
واقترن اسمه أيضًا بمجتمعه ووطنه فكانت صداقاته جسور تواصل تجمع ما ابتعد، وظلالًا تفيء إلى حكمتها القلوب المضطربة.
أيّها النقيب الحبيب
يا عظيمًا من نقابتنا، يا ضمير الحقّ الذي لا يغيب…
قد ترحلُ عنّا، لكنّك لن ترحل منّا.
رحمك الله يا أبا عشير وأدخلك فسيح جناته.
* الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب.
“محكمة” – الإثنين في 2022/7/11