سجن “القوّاتي” حنّا البرساوي 20 عاماً لقتله شقيقين من “المردة” في ضهر العين
كتبت ياسمينة العلي:
بعد مرور سبع سنوات على ارتكاب حنّا حبيب البرساوي(مواليد العام 1955) المنتمي إلى حزب”القوّات اللبنانية” جريمة قتل الأخوين نايف وطوني صالح في بلدة ضهر العين الكورانية بسبب خلافات عائلية، صدر في 15 حزيران 2017، حكم عن محكمة الجنايات في بيروت والمؤلّفة من القاضي عماد سعيد رئيساً منتدباً، والمستشارين هاني عبد المنعم الحجّار وفرح حاطوم منتدبة، وقضى بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبّدة وجاهياً بالمتهم البرساوي وتخفيفها إلى الأشغال الشاقة مدّة عشرين سنة، وإلزامه بأنّ يدفع إلى ورثة ضحيتيه طوني ونايف صالح مبلغ ثلاثماية مليون ليرة لبنانية كعطل وضرر، وبأن يسلّم المسدّس المستعمل في الجريمة خلال عشرة أيّام من انبرام هذا الحكم تحت طائلة دفع ضعفي ثمنه مبلغاً مقداره ثلاثة ملايين ليرة لبنانية.
كما قضى الحكم بحبس جوزف حنّا البرساوي(مواليد العام 1990) مدّة خمسة شهور وتخفيفها إلى الاكتفاء بمدّة توقيفه الإحتياطي(117 يوماً)، وإبطال التعقّبات بحقّ الظنين أمين أيوب عيسى(مواليد العام 1982) لسبق الملاحقة.
وذكر الحكم أنّ الخلافات بين القاتل البرساوي والضحيتين بدأت عقب مقتل عزيز صالح وطوني عيسى في العام 2005 في بلدة ضهر العين على يد يوسف فرنجية المعروف باسم”أبو وجيه”، ثمّ وقع إشكال قبل فترة وجيزة من حصول الجريمة الجديدة علماً أنّه كانت توجد مصالحة بين الطرفين نتج عنها إسقاط حقّ مقابل إخلاء سبيل ولدي حنّا البرساوي المدعوين جوزف والياس البرساوي اللذين يتكفّلان بتعويض مالي وتكاليف استشفاء جاك صالح شقيق الضحيتين.
غير أنّ خروج المذكورين من السجن قبل إتمام المصالحة وتّر طوني صالح، فقرّر الإنتقام، وعلى هذا الأساس توجّه إلى ملحمة حنّا البرساوي الذي شاهده قادماً إليه وبيده قضيب من الحديد، كما رأى نايف آتياً على متن سيّارته، فما كان منه إلاّ أن خرج من ملحمته لملاقاتهما، وبادر فوراً إلى شهر مسدّسه الحربي غير المرخّص، وهو من نوع”هريستال”، ومن عيار 9 ملم، عن خصره، بعدما خشي أن يتعرّضا له بالأذى، وأطلق النار فأصاب طوني واقترب منه مكرّراً إطلاق النار عليه وهو مرمي على الأرض لكي يجهز عليه بحسب تعبيره، ثمّ أطلق النار على نايف وأرداه أيضاً، مستفيداً من وجود رصاص عادي ومتفجّر في مسدّسه، وهرب من ضهر العين إلى محلّة البحصاص في طرابلس حيث استقلّ سيّارة أجرة باتجاه جبيل واختبأ تحت الطريق.
وأوضح المحامي طوني فرنجية بوكالته عن ورثة المغدورين أنّ الجاني قتلهما بدم بارد، نافياً عن الجريمة الدافع السياسي بخلاف ما أدلى به الجاني البرساوي، وإنّ قتله للأوّل طوني لم يردعه فعاجل الثاني نايف بخمس رصاصات أيضاً وأرداه.
أمّا وكيل القاتل المحامي عبدو بو طايع فذكّر بالعداء التاريخي بين حزبي “المردة” و”القوّات اللبنانية”، معتبراً أنّ موكّله كان في حال الدفاع المشروع عن النفس.
ورأت المحكمة أنّ شروط حالة الدفاع عن النفس غير متحقّقة، لأنّ” الوسيلة التي يستعملها الفاعل للدفاع عن نفسه يجب أن تكون متناسبة مع الوسيلة المستعملة من قبل الضحية، ويتبيّن من الوقائع أنّ طوني كان قادماً نحو المتهم وبيده حديدة، ولا يجوز بالتالي للمتهم استعمال مسدّسه للدفاع عن نفسه، ومن ثمّ القول إنّه كان في حالة الدفاع المشروع عن النفس، فضلاً عن أنّ نايف كان أعزلاً ومع ذلك أقدم المتهم على إطلاق النار عليه وقتله”.
كما ردّت المحكمة ما أثاره وكيل المتهم لناحية أنّ فعل موكّله له طابع سياسي لعدم ثبوت توافره بالاستناد إلى مختلف وقائع الدعوى.
وأضافت المحكمة أنّ فعل المتهم ينطبق على نصّ المادة 548 عقوبات، وليس نصّ المادة 547 عقوبات، كونه أقدم على قتل شخصين، ولم ترد في متن القرار الاتهامي أيّة إشارة إلى القتل العمدي، علماً أنّ عناصر القتل العمدي غير متحقّقة، فالمتهم كان أمام ملحمته ولم يذهب لترصّد المغدورين لقتلهما.
“محكمة”- السبت في 08/07/2017
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، يرجى الإكتفاء بنسخ جزء من الخبر وبما لا يزيد عن 25% من مضمونه، مع ضرورة ذكر إسم موقع “محكمة”، وإرفاقه بالرابط التشعّبي للخبر(Hyperlink)، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية.