“دياب الغابات”منصور وعاصي الرحباني يخافان من الخفّاش!/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
يخبر المحامي الدكتور جوزيف سعادة أنّه التقى مرّة صديقه المحامي سمير شبلي وسأله عن أعماله وما إذا كان يتعب أم لا، وأنّ السفر أمر مهمّ لأنّ الإنسان ينسى جميع مشاكله. وأردف المحامي سعادة قائلاً:”أنّه سافر منذ عدّة أيّام إلى اسبانيا وزار المنطقة الفلانية وغاب عن ذهنه اسم منطقة من المناطق التي لم يستطع أن يتذكّر اسمها. فسأل الأستاذ جوزيف قائلاً:
– هل زرت المنطقة الجبلية المحاذية للمنطقة الفلانية في إسبانيا؟
– فأجابه الأستاذ شبلي فوراً: من كلّ عقلك يا أستاذ جوزيف عم تسألني إذا ذهبت إلى اسبانيا؟ أنا إذا اجتزت بلدة الحازمية باتجاه اليرزة أحلف بغربتي.
***
ما تبغي من وطن
يقول المحامي الألمعي مطانيوس عيد إنّه قرأ في كتاب أمين الريحاني “ملوك العرب” عدّة أسطر معبّرة حيث جاء فيها:
“ما تبغي من وطن
حكمه في يد دخيل
ماله في يد بخيل
وسيفه في ذليل”
***
مبروك عليكم يوسفنا
يقول المحامي مطانيوس عيد إنّ أحد موكّليه الذي لم يكن يدفع له أتعابه ويدعى يوسف طلب منه إعطاءه ورقة تنازل عن التوكّل في الدعوى لأنّه سيوكّل المحامي الأستاذ أسعد لبكي. فأعطاه عيد الورقة حيث كتب عليها:
– مبروك عليكم يوسفنا
كان يؤسفنا، فصار يؤسفكم
– وبعد فترة زاره يوسف وقال له إنّ الأستاذ أسعد ضحك عندما قرأ الورقة وإنّه – أيّ يوسف- ضحك أكثر.
***
خذوا معكم شوكولا
أثناء إجراء المصالحة بين فريقين في دعوى أمام القاضي المنفرد المدني في بيروت في شباط 2001 بدأت الجهة للمدعى عليها تطرح الأسئلة حول طريقة تنفيذ اتفاقية المصالحة وإمكانية ذلك، فأحسّ المحامي أحمد عبيد الذي كان يمثّل الإدعاء بالأمر وقال لرئيسة المحكمة:
– إنّ طريقة طرح الأسئلة تشعرنا بأنّهم لن ينفّذوا التزامهم. وقصّتهم تشبه الولد الذي قال لأهله قبل الذهاب في نزهة معهم:
– خذوا معكم شوكولا بركي بكيت عالطريق حتّى تراضوني.
***
توقيف السيّارة
سنة 1978 وشأن كلّ المحامين اضطر المحامي طانيوس رزق أن يوقف سيارته في ساحة قصر العدل بصورة جانبية أمام سيارات اخرى، فترك المفتاح فيها، وكتب على ورقة: حضرة الزميل الكريم: إنّ التسكيرة بالعدلية مخالفة إجبارية تركنا المفتاح، أعطونا الأسباب التخفيفية.
***
الأوراق ملزقة على بعضها
يقول المحامي مطانيوس عيد إنّ صديقه الكاتب والأديب جورج جرداق طلب منه مرّة كتاباً مهمّاً لم يجده في المكتبات اللبنانية، وعلم أنّ صديق مطانيوس، وهو أحد كبار المحامين، يملكه في مكتبته فأجابه مطانيوس:
– سوف أحضر الكتاب ومعه سكين.
– فسأله جرداق: وهل صديقك متعلّق بهذا الكتاب لهذه الدرجة، ويحب المطالعة حتّى تحضر معك سكيناً لجلبه؟
– فأجابه: كلا، بل لنفكّ الأوراق عن بعضها لأنّها ملزّقة على بعضها.
***
نحنا دياب الغابات
كان المحامي المرحوم جوزيف بشارة الخوري، ابن الأخطل الصغير يتحلّى بروح النكتة. يروي أنّ الأخوين رحباني، وهما على علاقة قرابة معه، كانا يعملان على كتابة مسرحية في غرفتهما عندما دخل أحد خفافيش الليل من الشبّاك، فانبطحا أرضاً وبدآ بمناداة والدتهما لإخراجه. وفي هذا الوقت كانت الإذاعة اللبنانية تبثّ أغنية من تأليفهما حيث فيها مقطع:
– نحنا دياب الغابات.
***
و- ش – ت
ويضيف المحامي جوزيف الأخطل الخوري أنّ الأخوين رحباني كانا مدعوين إلى حفلة في السفارة الفرنسية عندما شاهدا كلباً ضخماً يقف على الباب فتسمرّا في أرضهما دون حراك. فقال عاصي الرحباني لشقيقه منصور: منصور… اوعا تقول و – ش – ت (اي كلمة وشت)
***
يبرم الكاسكيت
ويضيف المحامي جوزيف الأخطل أنّ الأخوين رحباني كانا في مشوار في السيّارة على طريق بسكنتا، وكان منصور يقود السيّارة وعاصي يجلس في المقعد الخلفي، وأنّ منصور كان يضع على رأسه “كاسكيت”. وكانت الطريق وعرة وخصوصاً على كوع وادي الجماجم، عندما “برم” منصور الكاسيت ناحية عاصي وأوهمه بأنّه يتكلّم معه وهو ينظر نحوه إلى الوراء فيما كان ينظر إلى الأمام، خصوصاً وأنّه على الكوع الخطير فصرخ فيه قائلاً:
– أنظر إلى الأمام ولا تبرم رأسك نحوي.
“محكمة” – الإثنين في 2020/7/6