رسالة إلى القاضيين سهيل عبود وجان فهد/سميح صفير
بقَلَم القاضي الدكتور سميح صفير:
الرئيس الأوّل سُهيل عبّود مُعرِّقٌ في الجذورِ كسنديانة، وشامِخٌ في الأفُقِ كأرزة لبنان،
من الخوريين يوحنا وموسى عبّود إلى الرئيس الأوَّل سُهيل عبّود تميَّزت عائلة “عبّود” العريقة بالإيمان بالله جلَّ جلاله والأصالة العلميّة الأدبيّة والشغف الصُلب بِحُب العدالة وخدمة القضاء،
1) الإيمان بالله، إنَّ أَجداد الرئيس الأوّل هُما الخوري يوحنا عبّود والخوري موسى عبّود من بلدة عين كفاع (جبيل)، واللذان عُرِفا بفضائلِهما الإيمانية ونَشر الديانة المسيحية في الربوع،
٢) العلوم الأدبية، جَدّ الرئيس الأوّل هو المؤلِّف الأديب مارون عبّود، كاتب كبير ( ١٨٨٦ -١٩٦٢)، أثرى المكتبة العربيّة بستين تُحفَةً، وانفتاحه حَمَلَهُ على تَسميَة ابنه بـ “محمّد”،
٣) حُبّ العدالة، والد الرئيس الأوَّل هو القاضي المُتألِّق نديم عبّود (١٩٢٤- ٢٠٠٤)، الذي عُرِفَ بصلابة شخصيتِهِ وتعلّقِهِ المتين بالحقّ بدونِ أدنى مساومة،
والرئيس الأوّل سُهيل عبّود، أسمى من أن نَصِفَهُ ببعضِ الكلمات النبيلة وأرفع من تدبيجِ بعض العبارات في محاسِنِه، وإنَّ الآتي من الأيام كفيلٌ بِتَرجمة فضائلِه ورَسم مزاياه وإثبات خيريَّتِه،
وله منا التبريك والدّعاء بالتوفيق.
إلى الرئيس الأوّل جان فهد الذي نعزّه كثيراً ونحترمه كبيراً، نَقولُ ما يلي:
من قوانين القرآن الكريم، القانون التالي:”ما أرادَ اللهُ كان وما كان إلاّ ما أرادَهُ الله”،
وفعل ” أرادَ” لا يعني أنّ الله “أمَرَ بِهِ أو رَضيَهُ” وإنّما يعني أنّ الله “يسمح” بحصولِ الأمر أو الحدث؛
وسبب سماح الله بوقوعِ الأمر أو حصول الحدث مُتعلّق بحكمته (الله) المطلقة الأزلية البالغة، والتي لا يستطيع الإنسان أن يفهمها لأنّه مخلوقٌ وليس بخالق،
ومن هنا قيل “إنّ الانسان لا يستطيع أن يُثبت (يفهم) عدل الله في عقلِه”، إلاّ إذا كان له علم كعلم الله وهذا مُستحيل،
ولكن، ما هو ثابت: أنّ حكمة الله المطلقة متعلّقة بالخير المُطلق، لأنّ الله هو الخير بذاته وتدبيره خير، ومن هذه الخيرية ينبثق “عدل الله” في كلّ أمرٍ يقع أو يحصل،
ولو كان ما وقَع شرّاً بذاتِه فهو موظَّف من اللهِ للخير؛
“محكمة”- الخميس في 2019/9/12