1200 محام خسروا منازلهم ومكاتبهم في العدوان الاسرائيلي يتطلعون إلى دعم اتحاد المحامين العرب/سعد الدين الخطيب
المحامي سعد الدين الخطيب*:
حضرة الرئيس،
يتزامن انعقاد هذا المكتب الدائم مع عيد الاستقلال في لبنان الذي اعلن في 1943/11/22 في عهد فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الاسبق الشيخ بشارة الخوري والذي تولى منصب نقيب المحامين في بيروت في العام 1930-1931، النقابة التي اعطت لبنان الكثير من رجالات السياسة والفكر والقانون وكذلك نقابة المحامين في طرابلس.
يعود علينا هذا العيد في وطننا الحبيب لبنان تحت صواريخ وإجرام العدو الاسرائيلي الغاشم، الذي لا يوفر البشر والحجر، اطفالاً وشيوخاً ونساءً ورجالاً بالآلاف يقتلون ويصابون من جراء هذا العدوان، فضلاً عن تدمير البيوت وحرق البلدات والقرى، في جنوب لبنان وبقاعه وصولاً إلى ضاحية بيروت الجنوبية، وايضاً وايضاً بعض الاحياء في العاصمة بيروت.
نجتمع اليوم ولبنان يغرق في الدمار أكثر فأكثر، فإن دعم صمود فلسطين ولبنان واجب علينا جميعاً على جميع الاصعدة، اذ ان معمودية الدم بين لبنان وفلسطين قائمة ومستمرة منذ إنشاء الكيان الغاصب ١٩٤٨.
حضرة الرئيس،
آن الأوان أن ينعم لبنان بالاستقرار،
آن الأوان أن يتوقف لبنان عن تسديد فواتير اقليمية وغربية جعلت منه ساحة لتصفية الحسابات،
وقد آن الأوان لدعم الشرعية اللبنانية المتمثلة بالجيش اللبناني والمؤسسات الدستورية،
لبنان يا سادة، قدم الكثير على المستوى العربي وساعد في عملية نهوض الكثير من الدول العربية، إن في مجال العلم والثقافة والأدب والفن والفكر والعمران وحتى في الدفاع بالدم عن القضايا العربية، وفي الكثير من الاوقات كان الوحيد في ساحات القتال.
إنّ هذا الوطن الصغير في مساحته والكبير في تضحياته يجب ان ينفض عنه غبار الحروب والدمار ويعود دولة قوية قادرة برسالته الانسانية الحقيقية المتمثلة في العيش المشترك ومكاناً للحوار وتلاقي الثقافات بين الشعوب.
من هذا المنطلق، نتطلع اليكم لدعم صدور قرار اعلان وقف فوري لاطلاق النار في لبنان والذهاب إلى تطبيق جدي وحقيقي من كل الاطراف للقرارات الدولية المتعلقة في لبنان لاسيما القرار رقم ١٧٠١ بمندرجاته كافة.
كما ودعم عملية انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية والمساعدة في تجهيزه بالآليات والمعدات العسكرية والتقنية المطلوبة وذلك تأميناَ لعودة آمنة للنازحين إلى مناطقهم وقراهم المنكوبة، اذ ان ما يقارب نسبة ٣٥٪ من الشعب اللنباني أضحى نازحاً في وطنه.
انّ انتخاب رئيس للجمهورية واعادة العمل بالمؤسسات الدستورية وتحقيق النبود الاطلاحية ووضع خطة لمكافحة الفساد واعتماد الشفافية المطلقة واعادة اموال المودعين عبر اعادة هيكلة المصارف يؤدي حتماً الى اعادة ثقة اللبنانين والمستثمرين في هذا الوطن.
إنّ دعم القضاء هو من أولويات النهوض واعادة الثقة بالدولة اللبنانية، اذ ان الفراغ في المؤسسات الدستورية وفي مقدمها رئاسة الجمهورية امتد ليطال المراكز القضائية في اعلى سلطاتها مما يعيق سير مرفق العدالة، فإن قضية تفجير مرفأ بيروت الذي دمر نصف العاصمة بيروت ما تزال تترنح بين تجاذبات السياسيين في ادراج بعض السادة القضاء.
كما أنّ دعم المحامين في لبنان والذين خسر ما يقارب ١٢٠٠ زميلة وزميل منازلهم ومكاتبهم يتطلعون إلى موقف ودعم من اتحاد المحامين العرب لمساندتهم في هذه المحنة الكبير التي حلت بهم.
حضرة الرئيس،
إنّ لبنان كان ولا يزال عنواناً للدفاع عن الحريات العامة وحقوق الانسان، فهو من مؤسسي وواضعي الشرعة العالمية لحقوق الانسان، وبالتالي فإن المحاماة في لبنان مجردة من اي وصاية سياسية أو حكومية، إذ إنّ نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس لهما قوانينهما وانظمتهما التي تحمي استقلاليتهما وهذا ما ندعمه ونؤيده ان يسري على جميع الدول العربية ليتمكن المحامي العربي من ممارسة رسالة المحاماة السامية.
وفي الختام،
نتطلع اليكم، الى تقديم كل الدعم في جميع المحافل والميادين على ضرورة أن يعود لبنان دولة سيّدة حرّة مستقلة، لأنّ نهوض لبنان وقيامته حاجة ماسة ليس فقط للبنانيين، إنّما لجميع الشعوب العربية.
شكرا حضرة الرئيس.
* ألقى عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت المحامي سعد الدين الخطيب باسم نقيبي المحامين في بيروت وطرابلس فادي مصري وسامي الحسن هذه الكلمة في أعمال الدورة الأولى للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب الذي عقد في ٢١و٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٤ في مدينة مراكش في المملكة المغربية.
“محكمة” – الأحد في 2024/11/24