مقالات

أهلًا بالدكتور زياد مكنّا في نقابة المحامين.. وكتابه عصارة فكر وجهد/ناضر كسبار

بقلم النقيب ناضر كسبار*:
في زمن الإنترنت والكتب الإلكترونية، يبرز كتاب القاضي الدكتور زياد مكنا الورقي بعنوان:”الوسيط النظري والعملي في شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية”- الجزء الأوّل: الأحكام العامة، مبادئ الدعوى العامة والدعوى المدنية الناشئة عن الجريمة. المواد 1 حتّى 10.
هذا الكتاب المؤلّف من سبعماية وعشرين صفحة، والذي أتى عصارة فكر وجهد المؤلّف من الناحية النظرية والعملية، يجسّد فكرة وجوب المحافظة على الكتب الورقية. فسبحان الله، القراءة في الكتب هي الأساس، ألم نقل عن مجموعة فقهاء إنّ بصمات أصابعهم مطبوعة في الكتب؟


أمّا في الأساس، فقد اعتمد المؤلّف الدكتور مكنا، كمنهجية، التقسيم الوارد في القانون، وتسلسل مواده، بحيث يتناول الشرح كلّ مادة على حدة، أو مجموعة مواد، بحسب ما يقتضيه موضوعها، مع إدراج النصّ قبل الشرح. ما يسهّل الربط بينهما.
وبما أنّني لن أدخل في أساس المواد التي كما قلنا من المادة الأولى وحتّى المادة العاشرة من قانون أصول المحاكمات الجزائية، فإنّني أشدّد على وجوب تخلّي الفقهاء عن البرودة في الهمّة، وعن الأنانية بعدم نشر المعلومات القانونية وما اكتسبوه من خبرة، ووضع خبرتهم في متناول رجال القانون والمواطنين ليستفيدوا منها في أعمالهم وفي حياتهم العملية. وكي لا تبقى أسواق المكتبات عرضة لعرض كتب لا فائدة منها سوى نقل عبارة من هنا وعبارة من هناك، من دون أيّ تفسير أو تحليل شخصي من قبل المؤلّف.
من هنا، جاء الكتاب موضوع ندوتنا الحاضرة ليجسّد طموحاتنا ومطاليبنا، وإن كان استحوذ على وقت طويل لدى المؤلّف ليضع عصارة علمه وخبرته في القانون وفي التعليم وفي القضاء. وهو بالتأكيد سوف يكون في كلّ مكتبة في لبنان والخارج، نعود إليه كلّما أعيتنا الحجّة في مقاربة المواد موضوعه.
فقد تناول المؤلّف في الجزء الأوّل من الكتاب، الأحكام العامة التي ترعى الإجراءات الجزائية والمبادئ المتعلّقة بالدعوى العامة وبالدعوى المدنية الناشئة عن الجريمة، وما تثيره من إشكاليات، وتباين في بعض الأحيان في الأحكام والقرارات القضائية. كما عرض المؤلّف وجهة نظره منها.
وأشار المؤلف إلى أنّه سوف يتناول في الجزء الثاني، تفاصيل سير الإجراءات الجزائية بعد حصول الجريمة، والتي تبدأ بمرحلة هامة هي مرحلة التحقيق.
وإن ننسى، فلن ننسى الإهداء الذي يدلّ على وفاء المؤلّف. الإهداء إلى روح القاضي سامر غانم، رفيق الدرب أيّام الزمن الجميل، كما وصفه المؤلّف.
نتمنّى للقاضي السابق الدكتور زياد مكنا، التوفيق في مسيرته الجديدة خارج القضاء، وفي التأليف، وأهلاً به في نقابة المحامين.
*ألقى نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار هذه الكلمة في ندوة حول كتاب الدكتور زياد مكنّا “الوسيط النظري والعملي في شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية- الجزء الأوّل” والتي أقيمت اليوم في “بيت المحامي” وشارك فيها مكنا نفسه والعميدة السابقة لكلّية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الجامعة اللبنانية الدكتورة فيلومين نصر وقدّم للندوة وأدارها عضو مجلس نقابة المحامين الدكتور اسكندر نجار.
“محكمة” – الأربعاء في 2022/9/7

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!