الأمير السعودي يتبرأ من “الكبتاغون”:لا نضع”صاحب السمو الملكي” على حقائبنا
كتب علي الموسوي:
إستلمت محكمة الجنايات في جبل لبنان الملفّ المتهمّ به الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود مع عدد من مواطنيه والمتعلّق بترويج المخدّرات بعدما ضبطت صناديق محمّلة بحبوب”الكبتاغون” ضمن أغراضهم في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حيث كانوا ينوون العودة إلى المملكة العربية السعودية على متن طائرة خاصة.
وبعدما تفرّدت”محكمة” في العدد 17(أيّار 2017) بنشر تفاصيل القرار الإتهامي الذي اعتبر أنّ الأمير عبد المحسن آل سعود ليس تاجر”كبتاغون”، مصوّباً جملة مغالطات وردت في وسائل الإعلام بهدف التشهير وإساءة السمعة وتحقيقاً لأغراض سياسية، تنشر”محكمة” في هذا العدد الإفادة الأوّلية التي أدلى بها الأمير عبد المحسن لدى مكتب مكافحة المخدّرات المركزي، وفيها الكثير من الحقائق والمعلومات التي يجدر التوقّف عندها.
وقبل ذلك لا بدّ من القول بأنّ المعلومات المغلوطة التي جرى تسريبها عن قيام الأمير عبد المحسن بدفع رشوة مالية لشراء سكوت مواطنه يحيى الشمري حياله، واعتباره مالكاً شخصياً للبضاعة المضبوطة ممّا يؤدّي حُكْماً إلى إطلاق سبيل الأمير عبد المحسن، غير صحيحة على الإطلاق، وذلك بدليل أنّ الأمير المذكور بقي موقوفاً، وأحيل على محكمة الجنايات في بعبدا.
واللافت للنظر أنّ حقائب الأمراء السعوديين وأغراضهم الشخصية تخضع للتفتيش بموجب قرار ملكي أسوة بسواهم، فيما لا يجري تفتيشهم شخصياً ويدوياً، وبالتالي فإنّه يستحيل أن يخاطر أمير بهذا الكمّ من الحقائب وهو يعرف مسبقاً بأنّها لن تمرّ من دون تفتيش، مع الإشارة أيضاً، إلى أنّه في معلومات خاصة بـ”محكمة”، فإنّ الأمراء عادةً، يضعون “ستيكرز” وملصقات مع شعار المملكة العربية السعودية وأسماءهم بشكل عادي على حقائبهم من دون إيراد عبارة”صاحب السمو الملكي”، أيّ بعكس ما ظهرت عليه الصناديق المضبوطة في المطار اللبناني، وهذا ما ألمح إليه الأمير عبد المحسن في إفادته الأوّلية عندما قال:”ملصق عليها إسمي، ولكن ليس بالطريقة الرسمية المعتمدة من المملكة”.
وإذ أنكر الموقوف الأمير عبد المحسن أن تكون الحقائب والصناديق عائدة له، قال إنّها تخصّ يحيى الشمري الذي طلب منه تحميلها في طائرته الخاصة من دون علمه بأنّها تحتوي ممنوعات وإلاّ لما أذن له بنقلها، مشيراً إلى أنّه يتعاطى المخدّرات من نوع”اكستازي” وهو ما فعله في أحد النوادي الليلية في محلّة الحمراء في بيروت.
وتبرأ الموقوف الأمير عبد المحسن من فعل الشمري كلّياً، وقال إنّه لم يكن ضيفه في الفندق ولم يدفع عنه مصاريف الإقامة فيه، محتفظاً بحقّه في الإدعاء عليه بجرم تشويه سمعته ومحاولة إلصاق جرم جنائي به.
وبناء لطلب النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، أجريت مقابلة بين الأمير والشمري الذي لم يقدّم فيها إثباتاً على تورّط الأوّل في موضوع تهريب “الكبتاغون” وإنْ كان قد”حصل إجتماع بينهما مع خالد الحارثي لبحث هذا الموضوع” بحسب تعبيره، متراجعاً عن نسبة تدهور الأحوال المادي للأمير، واصفاً إيّاها بـ”الممتازة”.
الإفادة كاملة
وهنا النصّ الحرفي للإفادة الأميرية:
س.ج.: إسمي الأمير عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود، والدتي مضاوي، مواليد جدّة في 18/7/1986 وسكّان جدّة- حيّ الخالدية السعودية- عازب- جامعي علاقات دولية- سعودي الجنسية بموجب جواز سفر دبلوماسي يحمل الرقم 009345/ صادر في 28/3/2013 وصالح لغاية 28/8/2018، ولديّ إقامة صادرة عن الأمن العام اللبناني برقم 5957 تاريخ 24/10/2015 أعيد إليه بعد الإطلاع.
س.ج.:أفيد أنّكم تلوتم عليّ حقوقي المنصوص عليها في المادة 47 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، ولا أرغب بعرضي على طبيب أو توكيل محام، مع الإشارة إلى أنّ السفارة السعودية في لبنان هي المسؤولة عن توكيل المحامي، وكان لي الاتصال ومقابلة الوزير المفوّض ورئيس قسم الشؤون القنصلية في السفارة السعودية، كما تمّ الإتصال بوالدي أثناء وجودي لدى الضابطة الجمركية في المطار.
س: كيف تمّ توقيفك؟.
ج: أفيد أنّه وحوالى الساعة الواحدة والنصف من فجر يوم الإثنين في 26/10/2015 تمّ توقيفي من قبل عناصر الضابطة العدلية في مطار رفيق الحريري أثناء مغادرتي الأراضي اللبنانية، وذلك بعد أن تمّ تفتيش وضبط حقائب وصناديق عائدة للموقوف معي السعودي يحيى الشمري الذي كان موجوداً معي ومع رفاقي، وبعد تفتيش حقيبتي لم يعثر معي على أيّ ممنوع، وبعد تفتيش الحقائب الباقية عثروا بداخلها على حبوب من نوع”كبتاغون” تقدّر بوزن 2 طن، وبعد التحقيق معنا أحالوني مع رفاقي إلى مكتبكم.
س: ما هي علاقتك بقضايا المخدّرات؟.
ج: من حين لآخر وذلك منذ العام 2008 وبمعدّل نصف حبّة “اكستازي” كلّ مرّة يصادف وجودي في أماكن تكون فيها هذه الحبوب في السهرات خارج المملكة العربية السعودية، وآخر نصف حبّة “اكستازي” كانت قبل يوم من توقيفي، وذلك في أحد المرابع الليلية في محلّة الحمراء(في بيروت)- أجهل إسم هذا النادي.
س: لقد أجرينا لك فحصاً مخبرياً على ادرار بولك وبحضورك الدائم وجاءت النتيجة إيجابية لجهة تعاطيك مادة الكوكايين. أخبرنا كيف وصلت هذه المادة إلى جسمك ومن أين استحصلت عليها؟
ج: إنّني لا أتعاطى مادة الكوكايين، ولا أعرف كيف وصلت هذه المادة إلى جسمي، وأعتقد بأنّ الحبّة التي تناولتها من نوع “الاكستازي” يمكن أن تعطي إشارة بوجود الكوكايين واستحصلت على حبّة “الاكستازي” من أحد الأشخاص المجهولين، وقد إلتقيت به في الملهى الليلي في محلّة الحمراء واشتريت حبّة “الاكستازي” بمبلغ عشرين دولاراً أميركياً.
س: من هو الشخص الذي باعك “الاكستازي”؟ وما هي مواصفاته؟.
ج: لا أعرف هذا الشخص، إنّما تعرّفت إليه في الملهى، ولا أعرف جنسيته، ولا أعرف مواصفاته، ولا إسمه.
س: ما هي علاقتك بقضايا تهريب المخدّرات؟.
ج: لا علاقة لي بهذه المواضيع إطلاقاً.
تفتيش حقائب الأمراء
س: لمن الصناديق والحقائب التي ضبطت بداخلها حبوب الكبتاغون؟.
ج: إنّ هذه الصناديق والحقائب المضبوطة عائدة للموقوف معي السعودي يحيى الشمري وعددها أربع وعشرون كرتونة وثماني حقائب “سامسونايت” كبيرة بلاستيكية وملصق عليها إسمي، ولكن ليس بالطريقة الرسمية المعتمدة من المملكة في ما خصّ التفريق بين الأمراء في السعودية، علماً بأنّ يحيى الشمري طلب مني أن ينقل معي وبالطائرة الخاصة التي كانت ستقلّني إلى السعودية ثلاث عشرة حقيبة هي عبارة عن أغراضه الشخصية ولم أستفسر منه عن محتويات هذه الحقائب إعتقاداً مني أنّها أغراض شخصية عبارة عن هدايا اشتراها من لبنان، وحقائب شخصية له ولرفيقه المدعو بندر الشراري وكلّ ذلك حصل بعد أن تمّ تأجيل سفري وعودتي إلى السعودية أربعاً وعشرين ساعة نتيجة سهرنا لساعة متأخّرة، وفضّلت البقاء في لبنان للراحة عدّة ساعات، والمغادرة في اليوم التالي، وعندها طلب مني يحيى الشمري السماح له بالمغادرة معنا على الطائرة الخاصة هو ورفيقه بدر، وسمحت له بذلك كوننا ثلاثة أشخاص والطائرة تتسع لحوالى عشرة أشخاص أو 12 شخصاً، ولذلك سمحت له بنقل ثلاث عشرة حقيبة كما ادعى، ولو كنت أعلم بأنّ لديه إثنتين وثلاثين حقيبة وصندوقاً لما سمحت له على الإطلاق، وبمعزل عن محتوياتها لأنّ الطائرة لا يمكنها الإقلاع بهكذا حمولة، علماً بأنّني أوكّد لكم بأنّني وعند حضوري إلى لبنان تخضع حقائبي للتفتيش ذهاباً وإياباً، وأنّ المسؤول في المطار أحمد النابلسي الذي ذكرته في إفادتي لدى المسؤولين في المطار يستطيع أن يؤكّد لكم أنّنا نخضع لتفتيش حقائبنا عند السفر في المغادرة والوصول، وأذكر لكم أنّه يوجد تعميم صادر عن المملكة العربية السعودية يُلزم كافة الأمراء الخضوع للتفتيش مع حقائبهم داخل وخارج المملكة.
س: ما هي علاقتك ومعرفتك بالموقوف معك يحيى الشمري؟ وما هو سبب وجوده معك؟.
ج: إنّي على معرفة سطحية بالموقوف معي يحيى الشمري، وهو سعودي الجنسية وصديق لشقيقي الأمير عبد العزيز وليس وكيله كما يدعي بحسب علمي، لأنّني أعرف بأنّ وكيلي ووكيل شقيقي هو خالد الحارثي والذي قدم معي بتاريخ 24/10/2015 وغادر بتاريخ 25/10/2015، ولا أعرف أيّ شيء عن طبيعة عمل يحيى في السعودية، وهو عى معرفة بوكيلي خالد الحارثي، وعلمت من خالد الحارثي بأنّ المذكور موجود في لبنان وينزل في فندق”الفور سيزونز” وعندها اتصلت بيحيى من السعودية وسألته عن وضع الفندق وقال لي إنّ الفندق جيّد ولم أكن أعلم بأنّ يحيى نازل في الفندق المذكور، بل فقط إنّه في لبنان ولذلك اتصلت به. وبعد أن أثنى على الفندق، قمت بحجز الغرف لنا عبر وسيلة “البوكينك”، وأقصد بأنّني حجزت الغرف لي ولمرافقي مبارك وزياد وخالد الحارثي، وطلبت من خالد أن يطلب من يحيى أن يقوم بتجهيز سيّارات للإستقبال، وأؤكّد لكم هنا أنّه لم يتمّ ذكر أيّ شيء حول قدوم يحيى إلى لبنان بطلب من خالد بسبب مرض والدة الأخير، وأنّ خالد لم يذكر لي شيئاً عن هذا إطلاقاً، علماً أنّ خالد أتى بصحبتي إلى لبنان خلافاً لما يدعيه يحيى أمامكم.
وبالفعل حضرت إلى لبنان بواسطة طائرة خاصة بتاريخ 24/10/2015، ووصلنا إلى مطار رفيق الحريري الدولي حوالى الساعة الثانية فجراً من تاريخ 24/10/2015، وكان يحيى الشمري بانتظارنا مع شخص سعودي آخر لم أكن أعرفه من قبل، وعلمت أنّه يدعى بندر، ولم يبادر يحيى إلى تعريفي بالمدعو بندر ولا أعرف سبب وجوده في لبنان، بل شاهدته في الغرفة مع يحيى في الفندق.
وبالفعل صعدت مع رفاقي خالد وزياد ومبارك بواسطة سيّارة “جيب x6” يقودها شخص لبناني لا أعرفه وصعد بالسيّارة الثانية يحيى المذكور وبندر وكانت من نوع “رانج روفر”، بالإضافة إلى سائق أيضاً لا أعرفه ووصلنا إلى فندق “الفور سيزونز” وكان من المفترض أن أغادر لبنان في اليوم التالي، وعندما تمّ تأجيل العودة إلى السعودية، إلتقيت بالمدعو يحيى الشمري حوالى الساعة الواحدة من فجر يوم الأحد داخل الفندق من أجل إعطائه مبلغ ستّة عشر ألف دولار أميركي بغية تسليمها إلى مكتب تأجير السيّارات لصاحبه جمال مجهول باقي الهويّة والذي سبق وكنّا استأجرنا منه سيّارات ومن قبل عائلتي منذ حوالى ثلاث سنوات، وهذا المكتب معروف من قبل السفارة السعودية.
بعد أن أعلمت يحيى بأنّني أجّلت سفري لليوم التالي بسبب إرهاقي حيث دعاني للسهر بإحدى الملاهي الليلية ويدعى “مراكش” وعدت إلى غرفتي وذهب يحيى وبندر للسهر، ولكنّني لم أذهب معهما، علماً بأنّ يحيى طلب مني وبنفس الوقت خلال وجودي في غرفته السماح له ولصديقه بالعودة معنا بعد أن حدّد لي أنّ بحوزته 13 حقيبة، وبعد أن وافقت عدت إلى غرفتي ولم أشاهده سوى في نفس اليوم وحوالى الساعة 8 مساء وأعطيته جوازات سفرنا أيّ لي ولرفيقي مبارك وزياد وتناولنا العشاء في مطعم أوتيل “الفاندوم” في عين المريسة، وبعد الانتهاء من العشاء توجّهنا إلى المطار للعودة إلى السعودية، مع الإشارة إلى أنّ يحيى الشمري كان يتصل بي عدّة مرّات من رقمه اللبناني وهو 900856/78 ويقول لنا بأنّه في انتظارنا في المطار.
هذا ما حصل في المطار
ولدى وصولي مع زياد ومبارك إلى الصالة الخاصة، وعلى ما أعتقد بأنّها كانت الساعة الواحدة فجراً وكان في استقبالي المسؤول أحمد النابلسي وطلب مني أن نقوم بتفتيش الحقائب ووافقت وذهبت إلى الصالة برفقة زياد ومبارك وشاهدت يحيى المذكور واقفاً إلى جانب الحقائب قرب آلة الفحص وشاهدت الحقائب.
ثمّ طلبت من أحمد النابلسي أن ينتظر لأنّني كنت أريد إرسال السائق إلى الفندق لإحضار أغراض لي ما زالت في الغرفة، وبالفعل ذهب وبعد فترة وجيزة شاهدت أغراضي وحقيبتي الشخصية وحقائب مرافقي موجودة خلف الصناديق والحقائب التي تمّ الكشف عليها عبر آلة الفحص، وبعدها أعلمني أحمد النابلسي بوجود مخدّرات داخل الحقائب، لكنّني لم أصدّق، وقلت له بأنّه غير معقول، لكنّه أصرّ على ذلك وأعلمته بأنّ هذه الصناديق والحقائب عائدة للمدعو يحيى الشمري، عندها أجريت إتصالاً بوالدي وأطلعته على الموضوع، علماً بأنّ والدي كان موجوداً في جدّة، وبأنّ الحقائب ليست لي ولا علاقة لي بذلك، وبسبب نفاذ بطّارية هاتفي خرجت برفقة أحمد النابلسي إلى خارج الصالون وبرفقتي زياد وأخذت هاتف يحيى وأجريت مكالمة مع والدي وتكلّمت مع يحيى وسألته عن محتويات الحقائب والصناديق فلم يجب في بادئ الأمر، ثمّ عاد وأخبرني بأنّه لا يدري وكان بادياً عليه الإرتباك، وبعد الإنتهاء من اتصالي بوالدي كان يحيى واقفاً في الخارج وأعدت له هاتفه وبقي يحيى خارج الصالون يدخّن السجائر، وبعدها حضر أحد عناصر الأمن وجلس بقربي وصودف أن رنّ هاتف خليوي كان موجوداً على المقعد الثاني وبنفس المكان الذي كان يجلس فيه يحيى، وأعتقد بأنّ الهاتف هو نفس الهاتف اللبناني الذي كان بحوزته، وكانت الساعة حوالى الواحدة والنصف من فجر 25/10/2015، ولدى سؤال يحيى عن الهاتف، أنكر أنّ الهاتف عائد له، وهذا الهاتف مضبوط وموجود معنا أستطيع التعرف إليه وهو نفس الهاتف العائد ليحيى الشمري وهذا ما حصل معي بالتحديد.
س: هل تعلم من أين تمّ نقل هذه الصناديق والحقائب ومن قام بنقلها.
ج: كلا، لا أعرف، ولم أشاهد هذه الحقائب والصناديق إلاّ في المطار.
س.ج.: إنّني أوكّد بأنّ هذه الحقائب والصناديق التي ضبطت بداخلها المخدّرات وحبوب”الكبتاغون” عائدة للمدعو يحيى الشمري.
س: من قام بدفع تكاليف وبدل إشغال الغرفتين اللتين كان يشغلهما يحيى الشمري وصديقه بندر في فندق”الفور سيزونز”؟
ج: لا أعرف ولا علاقة لي بذلك، ولم يكن نازلاً على حسابي، مع الإشارة إلى أنّ يحيى كان نازلاً في الفندق قبل حضوري إلى لبنان.
س: ما هي علاقتك بالمدعو بندر الموقوف معك؟
ج: لا علاقة لي به، ولا أعرفه من قبل ولم أشاهده من قبل ولا أعرف سبب وجوده مع يحيى الشمري سوى أنّني شاهدته في المطار.
س: هل طلب منك يحيى الشمري أو بندر أيّة أموال؟
ج: كلا أبداً.
س: هل تأكّدت بأنّ يحيى الشمري قد دفع كامل المبلغ الذي أعطيته إيّاه للمدعو جمال صاحب مكتب تأجير السيّارات؟.
ج: لم يتسنّ لي أن أسأل يحيى أو التأكّد من ذلك، بسبب ما حصل معي في المطار.
س: ما هي معلوماتك عن حبوب “الكبتاغون”؟.
ج: لا أعرف هذه الحبوب من قبل، لكنّني كنت أسمع بها فقط، ولم يسبق لي أن تعاطيت أيّاً منها.
س.ج: كلّ ما أعرفه بأنّ خالد يعرف يحيى، لكنْ لا أعرف نوع هذه العلاقة، ولا أعرف نوع عمل المدعو يحيى الشمري.
س.ج: لقد سمعت منكم بأنّ يحيى يدعي بأنّ بندر أحضره لخدمتي بسبب خضوعي في لبنان لعملية تجميل، وعلى أمل الاستفادة مادياً مني، وإنّ هذا عار عن الصحّة، فلديّ مرافقيْن يستطيعان مرافقتي وهما زياد ومبارك المقرّبان مني. وقد حضرا معي للإستجمام في نهاية العطلة، وإنّني لا أعرف من أين اختلق هذه الأكذوبة بأنّني سوف أخضع لعملية تجميل.
س.ج: لا علاقة لي بموضوع حبوب”الكبتاغون” إطلاقاً، ولا علاقة لصديقيّ زياد ومبارك بالموضوع أيضاً.
س.ج: لقد علمت بأنّه تمّ العثور على مئة وستّ عشرة حبّة”كبتاغون” وقليل من الكوكايين داخل حقيبة سفر عائدة للمدعو يحيى وهي من نفس نوعية الحقائب الثماني المضبوطة والمعبئة بحبوب”الكبتاغون”، وفي البداية أنكر أنّ الحبوب والكوكايين عائدة له، كما الحقيبة، ثمّ عاد واعترف بأنّ الحقيبة عائدة له.
س.ج: إنّي احتفظ بحقّي بالادعاء الشخصي على المدعو يحيى الشمري بجرم تشويه سمعتي ومحاولة إلصاق جرم جنائي بحقّي وبحقّ العائلة المالكة جرم مشين وهذه إفادتي.
س.ج: كلا، لم أفقد أو يتلف أيّ شيء لا في المطار، ولا في مكتبكم أو أثناء التحقيق معي، وهذه إفادتي.
تليت عليه إفادته فصدّقها ووقّعها معنا.
الإفادة الثانية
وبناء لطلب المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود أعطى الأمير عبد المحسن آل سعود إفادة ثانية لدى مكتب مكافحة المخدّرات جاءت على الشكل التالي:
س: أخبرنا ما هي علاقتك بقضيّة تهريب حبوب “الكبتاغون”؟.
ج: لا علاقة لي بقضيّة تهريب حبوب”الكبتاغون” إطلاقاً، ولا أعرف سبب زجّ إسمي في هذه القضيّة.
س: هل حصل أيّ اجتماع أثناء وجودك في السعودية بينك وبين وكيل أعمالك خالد الحارثي ويحيى الشمري وماذا كان سبب ومضمون هذا الإجتماع؟.
ج: كلا، لم يحصل أيّ اجتماع بيني وبين خالد الحارثي ويحيى الشمري أبداً، إنّما ومنذ حوالي التسعة أشهر أو سنة تقريباً لبّيت دعوة عشاء رسمية إلى منزل يحيى الشمري وبحضور أفراد عائلته وبحضور وسائل الإعلام يومها، وتمّ الإشارة إلى هذا العشاء في الصحف، وكان عشاء فقط.
الإجتماع والإتفاق والتهريب
س: هل حصل أن تكلّمت مع خالد الحارثي أو يحيى الشمري، وهل لهذا الحديث علاقة بالمخدّرات؟.
ج: كلّا، إطلاقاً.
س: ذكر أمامنا الموقوف يحيى الشمري أنّك اتفقت معه ومع خالد الحارثي على عملية تهريب حبوب “الكبتاغون” من لبنان إلى السعودية، أخبرنا عن حقيقة هذا الموضوع وما هي علاقتك به؟.
ج: إنّ كلّ ما ذكره الموقوف يحيى الشمري هو غير صحيح إطلاقاً، وأنا مستعدّ لمواجهته بالموضوع، ولا يعقل أن أقوم، أو أشترك بعملية تهريب مخدّرات من لبنان إلى السعودية أو إلى أيّ بلد آخر، ولا توجد أيّة خلافات بيني وبين يحيى الشمري، أو مع أيّ شخص آخر.
س: لقد ذكر الموقوف يحيى الشمري أنّك تعاني من ضائقة مادية، وأنّ أحوالك المادية سيّئة، لذلك قمت بالإشتراك بعملية تهريب حبوب”الكبتاغون”. أخبرنا بالتفصيل ما هي علاقتك بالموضوع؟.
ج: إنّ ما يدعي به يحيى الشمري هو عار عن الصحّة، ويحاول إختلاق الأكاذيب بسبب تورّطه في عملية التهريب، ويحاول إلصاق التهمة بي من أجل مساعدته، والحقيقة أنّني أمير من السعودية ومن الدرجة الأولى وصاحب سمو ملكي ولديّ راتب أساسي من الحكومة شهرياً.
وفي كلّ سنة أحصل على سيّارة هديّة من الوالد، وسيّارة جديدة من الحكومة، ولو أنّني كنت بحاجة إلى أيّة أموال، لكنت أرسلت خطيّاً إلى الملك، وعندها أحصل على الاموال التي أطلبها أسوة بباقي الأمراء، ولا يعقل أن تكون حالتي المادية سيّئة، أو لديّ مشاكل مادية، ولا أعرف من أين اختلق هذه الأكاذيب.
س.ج: لا صحّة لما يدعي به الموقوف يحيى الشمري. والقوانين السعودية صارمة لجهة أيّ جرم له علاقة بالمخدّرات، إضافة إلى وجود تعميم بوجبو إخضاع كافة الطائرات والأجهزة والحقائب العائدة للأمراء دون استثناء للتفتيش عند أيّ نقطة حدودية داخلية أو خارجية وخاصة في المطارات.
س.ج: لا أعرف سبب هذه الإدعاءات الكاذبة التي يطلقها بحقّي الموقوف يحيى الشمري، وأنا مستعدّ لمواجهته وهذه إفادتي.
تليت عليه إفادته وصدّقها ووقّعها معنا.
مقابلة بين الأمير والشمري
وتحت عنوان فرعي”ملاحظة”، جاء أنّه بناء لإشارة القاضي سمير حمود، أجرى مكتب مكافحة المخدّرات المركزي مقابلة وجاهية بين الموقوفين الأمير عبد المحسن ويحيى الشمري، فأصرّ الأخير على ما ورد في إفادته، وأكّد بأنّه حصل إجتماع بينه وبين الأمير وخالد الحارثي لبحث موضوع تهريب المخدّرات، لكنّه لا يملك أيّ إثبات على هذا الإجتماع، فيما أنكر الأمير عبد المحسن حصول مثل هذا الإجتماع، وأنكر أنّه تكلّم مع يحيى الشمري بحضور خالد الحارثي، أو بعدمه، في مواضيع لها علاقة بتهريب المخدّرات، ثمّ أضاف الموقوف يحيى الشمري بأنّ الأحوال المادية للأمير عبد المحسن آل سعود ممتازة، وأنّه قصد بأنّ وضعه المادي عادي وليس سيّئاً، وأصرّ كلّ واحد منهما على إفادته ووقّعا معنا على هذه الملاحظة.
(نشر في مجلّة”محكمة” – العدد 18 – حزيران 2017).