مقالات

بين اللواء القائد والشيخ النقيب/حسين فياض

بقلم المحامي حسين فياض:
بعد أحداث ثورة ١٩٥٨، وما تلاها من انقسامات وتجمّعات حزبية وطائفية جعلت البلاد في حالة من التفكّك والتشرذم، ولم يكن هناك من صيغة إتفاق على من سيخلف الرئيس كميل شمعون في سدة الرئاسة، والبلاد والعباد في حالة من الغليان، والطبقة السياسية آنذاك منقسمة على نفسها، وليس هناك من مرشّح إجماع للرئاسة تلتقي حوله كافة القوى السياسية والحزبية.
وكان المدّ الناصري والعروبي على أوجه، والقوى المعادية لهذا المد قوى قوية لا يستهان بها.
وفي ظل ظروف كهذه كان الجيش هو القاسم المشترك الذي تلتقي حوله جميع القيادات والفئات المتناحرة، وكان قائد الجيش وباني المؤسسة العسكرية آنذاك المرحوم اللواء فؤاد شهاب، هو الرجل الوحيد والحكم الذي تلتف حوله القوى المتنازعة والمتصارعة وتلتقي حوله كافة فئات المجتمع،
فوقع الخيار عليه في الخارج والداخل ليقود سفينة البلاد إلى شاطئ الأمان، وهكذا كان وتمّ انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية اللبنانية وعمّ السلام والهدوء في أنحاء البلاد.
وكان حكمه حكمًا رشيدًا ومميزًا بنى خلال فترة ولايته المؤسسات والمرافق العامة التي ما زالت حية تعمل حتى الآن، كديوان المحاسبة ومجلس الخدمة المدنية وغيرها من المرافق التي كانت الدعائم الركائز التي قامت عليها البلاد وكانت عنوان نهضة الوطن بعد الثورة وقد شهد وما زال يشهد له الجميع.
وما أشبه اليوم بالأمس.
البلاد في حالة انقسام طائفي ومذهبي والقوى السياسية والحزبية في حالة من التشرذم والتفكّك، وهي في حالة من عدم الإتفاق على مرشّح لرئاسة الجمهورية يكون أداة جمع بين اللبنانيين، وتلتقي حوله مختلف القوى والفئات.
لكن في هذه العجالة تبدو نقابة المحامين وهي النقابة التي رفدت وترفد الوطن بالرجالات الوطنية المخلصة هي المرجع الصالح والملاذ الآمن لرفد الوطن برجل واثق موثوق وعامل عالم على مستوى المرحلة،
ويبدو النقيب الشيخ ناضر كسبار الذي أثبت جدارة فائقة ووعيًا وطنيًا وحسن إدارة حيث باشر منذ انتخابه وحتّى تاريخه إلى القيام بورشة نقابية شهد له فيها القاصي والداني من تفعيل المجالس التأديبية إلى إعادة العمل باللجان الموجودة واستحداث لجان تواكب العصر إلى الانفتاح على كافة المناطق والفئات والبقاء على مسافة واحدة من جميع القوى والأحزاب.
لا بل أكثر من ذلك فهو ومنذ توليه مسؤولياته النقابية عندما كان مفوّضًا لقصر العدل كان اهتمامه بالشأن الوطني بارزًا وواضحًا وكان مكتبه وما زال خلية عمل على كافة الصعد النقابية والاجتماعية والوطنية. هذا على الصعيد العملي.
أما على الصعيد الشخصي، يبدو نقيب المحامين عنوانًا للنزاهة والشفافية والترفّع والرقي في علاقاته وفي انفتاحه وفي نظافة كفه ولسانه وقلبه في آن، حتّى أن الذي يلقاه ويحادثه يعجز عن تصنيفه في أي من المواقع هو، لأنه يلقاه في كل موقع وطني واجتماعي وإنساني.
وكم نحن بحاجة إلى رجل من هكذا معدن، معدن الرئيس اللواء فؤاد شهاب، لنبني وطنًا لنا ولأبنائنا.
معدن الرجال الاقحاح المتمرسين في العمل الوطني والاجتماعي والإنساني، والمتسربلين بمنظومة القيم ومكارم الأخلاق لتولي سدة رئاسة الجمهورية لإنقاذ هذا الوطن والسير به إلى شاطئ الأمان قبل السقوط المدوي بين الضباب والدخان.
اللهم أشهد أني قد كتبت.
“محكمة” – الأحد في 2022/8/7

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!