مقالات

خاص”محكمة”: عهد الكرامة والحريّة

(من علي إلى عهد التميمي)
تعود بي الذاكرة إلى أكثر من عشرين عاماً حيث كان يعمل معي بنفس المحكمة الكاتب علي ح.. علي بات الْيَوْمَ بذمة الله ولكن بقي ببالي وبقيت دموعه التي لن أنساها.
سألته مرة ما بك يا علي ؟ أجاب: إسرائيل أخذت مني شجرة زيتون قريبة من بيتي الكائن في كفركلا والشجرات القريبة من بيتي والعائدة لنا منذ ما قبل المرحوم جدّي، وهي من الشجرات المعمّرة التي كنا نتفيأ بظلّها ونتكئ عليها وكنت أتفاءل بمنظرها الرائع وبقدرتها على البقاء والتحدّي رغم كلّ الظروف التي مرّ بها الجنوب ….وشجرة ثانية كنت أقوم برعايتها والثانية كانت قريبة من بوابة فاطمة….انها شقفة من حنين (علي) وقطعة منه هي مثله عانت الأمرّين وتمسّكت بأرضها…
بالأمس تذكّرتك يا علي وتذكّرت أنّ عهد هي عهد الكرامة وعهد الحرّية، هي الباحثة دائماً وأبداً عن شجرة ضائعة وثمرة مفقودة وعن لربما بين هذين الأمرين، عن مواطن بلا هويّة ولربّما أرض بلا مواطن. لا تتعجّب يا علي فأمثالك وأمثال عهد وكثيرين غيركم بحثو وسوف يبحثون وهم لن يجدوا إلاّ الألم والضياع والحرمان بزمن فقد فيه الكبار الكبار وبقي من يقاتل ولكن بالمكان الغلط والزمان الخاطئ ولربما من أجل لا شيئ اللهم سوى من أجل التلهّي مرّة ولربما مرّات ودون جدوى عن الاكتراث لما فعلته أو حتّى ما قد تفعله أو يفعله أبطال من وزن عهد التميمي.
من عليائك يا علي رجوتك أن تغفر لمن تلهو عن قضية عهد بقذارات اللهو ببطولات وهمية لن تغني عن القضية الأساس، لا بل هي النعش للقضية بزمن عزّت فيه البطولة وخاب فيه الرجاء …
علي.. انا لن أنساك يا علي، وستبقى شجرتك الحبيبة في خاطري، وسوف أفرح بعهد وأمثالها وسوف تصبح هي لربما وان لاحقاً شجرة الزيتون الموعودة.. فيا علي لك مني ومن عهد الكرامة والحريّة ألف تحيّة وتحيّة….
“محكمة” – الاثنين في 2018/07/30

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!