الأخبارمقالات

الجبل الأشمّ يفقد فارساً من فوارسه.. رحيل المحامي حافظ جابر/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
الجبل الاشم، جبل الإباء والعنفوان والعطاء والرفعة، حزين. فقد ترجّل فارس من فوارسه الأشداء. فارس يختزل العلم والثقافة والإقدام والنخوة والعطاء.
مدينة عاليه حزينة بفقدان أحد أبنائها الكرام. إبن أوّل محام فيها المرحوم أنيس جابر الشاعر والأديب. وشقيق المحامي النابغة الشهيد شكيب الذي يرتفع تمثاله على مدخلها.
تربّى في منزل عابق بالوطنية والاعتدال والتسامح. متخذاً من الاشتراكية نهجاً وانتماء وطريقاً نحو العدالة.
برع في حقل المحاماة وأسّس مكتب جابر للمحاماة حيث تخرّج على يديه عشرات المحامين الذين تشبّعوا من علمه وخبرته وأخلاقه وحكمته، وهم اليوم من كبار المحامين.
منذ عدّة أشهر منحته نقابة المحامين الميدالية الذهبية الرفيعة بعد أن أمضى خمسين عاماً في المحاماة وفي العمل النقابي حيث ترأس عدّة لجان وغرفة من غرف المجلس التأديبي. كيف لا، وهو المحبّ لنقابته ولزملائه المحامين. وتجلّت هذه المحبّة بتقديم عقار في مدينة عاليه من أجل إنشاء قصر عدل جديد فيها.
المحامي المرحوم حافظ جابر كان مالئ الدنيا وشاغل الناس. لا يهدأ ولا يستكين. يتابع الشؤون النقابية والمهنية بنفسه. وقد أكّد عدد كبير من الزملاء، وأنا منهم، أنّه كان يحضر بشكل شبه يومي إلى قصر العدل، وقد التقيناه قبل عدّة أيّام من رحيله، ولم يكن يشكو من أيّ أمر، بل كان بكامل أناقته ولياقته.
اليوم ينطوي زمن جميل، زمن العزّة والشموخ والرفعة التي يتمتّع بها أبناء الجبل والمرحوم حافظ منهم. وتضمّ أرض عاليه فلذة كبدها.
لقد رحل المرحوم حافظ فجأة. ألم يكن الرحابنة على حقّ حين قالوا: اتاري الاحبة عاغفلة بيروحوا وما بيعطوا خبر، عاغفلة بيروحوا.
بهذه الشجاعة، وهذا التسليم لمشيئة الله، وهذا الارتفاع عن الآن، والاستعداد للأبد، ترك الدنيا وكأنّه يذكّرنا بكلام جان درومسون:
Qui veut la vie, accepte la mort.
فيا أيّها الحبيب حافظ،
سوف نشتاقك كلّما أصبح صبح وأمسى مساء، وسوف نتذكّرك كلّما تكلّمنا عن العطاء والاباء والنخوة والحكمة.
ويبقى الأمل بالزميلين الحبيبين اللذين نفتخر بهما وبعلمهما وبأخلاقهما المحامي الدكتور طلال والمحامي عمر واللذين يحملان المشعل لإكمال مسيرة العلم والعطاء والحكمة.
“محكمة” – الجمعة في 2019/5/17

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!