طرائف وأشعار

مواقف وطرائف القضاة والمحامين: لبطة الحمار وكِلوا سفيرنا بفرنسا/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
في ظلّ انتشار “الفايسبوك” و”تويتر” والمجموعات على تطبيق “واتساب”، وعدم التزام من يستعمل هذه الوسائل المتطوّرة والتي تصل إلى كلّ بيت أو مكتب أو مؤسّسة أو إدارة، بالمعايير القانونية والأخلاقية والأدبية، بات على كلّ من يحترم نفسه وموقعه وإسمه وصيته أن يتوقّع كتابات تتضمّن الشتم والذمّ والقدح والتشهير والأخبار الكاذبة، وهذا ما تدرسه إدارات تلك المواقع خصوصًا وأنّ ما يكتب من افتراءات وتجنّ قد تخرب المجتمعات بأسرها.
قديمًا كانت هناك عدّة وسائل إعلامية من تلفزيون وإذاعة وصحف ومجلّات محدودة.أمّا اليوم فبات كلّ مواطن يعتبر وكأنّه مالك لوسيلة إعلامية تنتشر بسرعة قصوى. وقد يكتب أمورًا مؤذية وكاذبة.
منذ العام الأوّل لتدرّجي في مكتب المحامي المرحوم أوغست باخوس في العام 1982، وأنا أسمعه يتكلّم عن خوفه من “لبطة الحمار”. وكنت مع المحامين في المكتب ومنهم إبنه المحامي قيصر ننظر إلى بعضنا متعجّبين من كلامه الدائم عن “لبطة الحمار”، وأعترف بأنّنا لم نفهم مضمونها بالعمق إلاّ بعد الذي نراه ونقرأه ونتابعه في تصرّفات البعض من سياسيين وغير سياسيين، وخصوصًا ممن يكتبون على المواقع “عالطالع والنازل”، وينسبون للآخرين كلامًا لم يقولوه أو يفهموه بصورة خاطئة، حتّى بات عدد كبير ممن يحترمون أنفسهم يتحفّظون في الكتابة ويختصرون قدر الإمكان خوفًا من…”لبطة الحمار”.
***
شهادات أعتزّ بها
متابعة منهم لما أكتبه من مقالات وما ألخصّه من أحكام وقرارات، كتب عدد من الزملاء المحامين كلمات مؤثّرة.
المحامي جيلبير أبي راشد: فعلًا أنت نقيب القلوب وحارس أحلام المحامين بكلّ ما للكلمة من معنى.
المحامي وليد عازار: أستاذنا الكبير أنت ناضر بأخلاقك وترفّعك ومستواك الثقافي والقانوني والإجتماعي. وأنت ناصر لكلّ مظلوم، وللحقوق والمهنة، وبالإخلاص نفسه والتضحية ذاتها التي تميّزت بها عائلة كسبار الكريمة، بنقيبها الأسبق ونقيبها المنتظر.
المحامي روجيه زلاقط:
كسبار الاسمك ناضر
عن زملائك ما بتغيب
دايمًا جاهز وحاضر
زميل وراقي وأديب
بالقانون بتحاضر
وبالسياسة عم بتصيب
أصيل ومعدن فاخر
بديهي ذكي ورهيب
شفّاف وقلبك طاهر
المحبّة لعندك بتجيب
بقلك شغلة من الآخر
منكبر فيك يا نقيب
المحامي جان حبيقة: الأخ والصديق والنقيب العتيد الأستاذ ناضر، صباح الخير، طرائفك رائعة وفي موقعها وهي خارطة طريق من زملاء الزمن الجميل لكلّ محام مستقيم، تجسّد شخصيتك القدوة والمحبّبة ونشاطك النقابي الذي لا يستكين. دائمًا إلى الأمام.
***
جريمة تغطّي أخرى
على اثر صدور قرار المحكمة الفرنسية بحقّ الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بالسجن ثلاث سنوات، وبعد مرور الأشهر الطويلة على زلزال المرفأ – جريمة العصر وعدم التوصّل إلى أيّ بارقة أمل في التحقيقات، كتب المحامي البروفسور كريم هنري طربيه ما يأتي:

En france, la justice condamne un ancien président pour une affaire de corruption
Au liban, une explosion tue 206 personnes et a ce jour aucun homme politique n’a été inquiété. Un crime qui couvre un autre

***
“كلوا سفيرنا في فرنسا”
كان العميد المرحوم ريمون إده يحب التنكيت. ومما رواه عن صيحفة “لوكنار انشينيه le canard Enchainé” الفرنسية، أنّ أهالي الماوماو أحبّوا سفير فرنسا في بلادهم، وهو الأبرص، الأبيض، ومن كثرة ما أحبّوه..أكلوه.
واحتج الرئيس ديستان على هذا التصرّف الوحشي غير المعقول وطلب تعويضًا قدره 25 مليون فرنك وإلاّ اضطر إلى إعلان الحرب على الماوماو. فخاف السكّان وتداعوا إلى اجتماع قرّروا فيه جمع التبرّعات وإرسالها إلى فرنسا. وبلغ ما جمعوه يومها 15 مليون فرنك، أرسلت إلى الرئيس الفرنسي مع رسالة اعتذار عن عدم تمكّنهم من جمع ما تبقّى من الفدية المطلوبة والمفروضة عليهم قائلين في ختام رسالتهم:
– بالمبلغ الباقي كلوا سفير الماوماو بفرنسا، وهيك منطلع كيت.
***
نحنا أحقّ من التراب
كان نائب المتن المحامي المرحوم أوغست باخوس يقول: إنّ بعض الزجل والشعر العام يضاهيان في معناهما شعر أكبر الشعراء. وفي هذا المجال يقول إنّ أحدهم كتب له على ورقة بيتين من الشعر قالهما علي الحاج عن فتاة “نرفزت” لأنّه حاول ملاطفتها فقال لها:
وبتنرفزي؟ شو حاكلك
                                       وبتعرفي الدنيا سراب
بكرا التراب بياكلك
                                    ونحنا أحق من التراب
***
بين الأعزب والمتزوّج
بعد أن تبوأ المحامي نبيه بري منصب رئيس مجلس النوّاب، ونظراً لمواقفه المختلفة عن السابق، كتب رئيس التحرير العام في جريدة الديار الأستاذ شارل أيوب ما يأتي:
تغيّر الرجل وبات نبيه بري في موقع المسؤولية وفي المرتبة الثانية في الدولة اللبنانية، وانتقل من بربور إلى ساحة النجمة. فما يفرضه موقع بربور هو غير ما تفرضه رئاسة المجلس النيابي. وموقع رئاسة حركة أمل هو غير موقع رئيس السلطة التشريعية. ولذلك فإنّك ترى التحوّل الكبير في مواقف الرئيس بري. وعندما تسأله عن صحّة هذا التحوّل يجيب ببساطة قائلًا:
– “يا أستاذ شارل هل إذا كنت متزوّجًا تتصرّف كأنّك أعزب؟”
“محكمة” – الأربعاء في 2021/3/3

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!