مرحاض قصر عدل أم خرْبة؟/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
هذه الصورة المدهشة ليست في المحكمة الخاصة بلبنان، وليست في أيّ مرحاض عام مفتوح أمام الجمهور، وليست في بيت مهجور، ولا في خرْبة، ولا في خيمة نازحين يعانون التشرّد، إنّما هي في قصر عدل بعلبك حيث يفترض أن يكون بيت العدالة أنيقاً ولائقاً بروّاده من قضاة ومحامين ومتقاضين.
هذا المرحاض مخصّص للمواطنين الذين يأتون إلى عدلية بعلبك للمراجعة في ملفّات أو انتظار جلسات تحقيق ومحاكمة، ولو بالمؤازرة المعنوية لموقوفين أو ممن هم قيد الاستجوابات والشكليات القانونية، وقد بدا بحسب الصورة المأخوذة حديثاً جدّاً، مليئاً بالأوساخ من قناني مياه فارغة، ومحارم ومياه مبتذلة، وبالتالي انعدام النظافة، وعدم وجود رقابة على شركة التنظيفات المعنية، وانقطاع المياه لا يعفي أحداً من رفع الزبالة على أقلّ تقدير.
هذه الصورة هي نموذج عن الإهمال الضارب عميقاً في ما يسمّى “قصر” عدل بعلبك وما هو بقصر ولا يليق أن يكون منزلاً للعدل، فالمبنى المؤلّف من أربع طبقات قديم وغير مؤهّل، ويحتاج في الأصل، إلى”نفضة” وورشة تأهيل وترميم وإلاّ تغييره برمّته. وقد استأجرته الدولة اللبنانية في العام 1994 مقابل بدل سنوي قيمته 71 ألف دولار أميركي، فمتى تتحرّك الدولة لبناء قصر عدل جديد في منطقة لطالما عانت الكثير من الحرمان والإهمال؟ وهل يأخذ نوّاب المنطقة هذا الأمر ضمن حساباتهم فيسعون إلى حثّ الدولة على تشييد عدلية جديدة؟!
المواطن مسؤول، والدولة أيضاً مسؤولة، ومتى تلاقى الإهمال من طرفي المسؤولية، حلّ الخراب.
“محكمة” – الأربعاء في 2018/10/24