طرائف وأشعار

القضاة والمحامون مواقف وطرائف: سبب المجاعة والشقراء الطويلة/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
يعتقد البعض أنّهم الوحيدون الذين يفهمون ويحلّلون في محيطهم وأنّ غيرهم لا يفهمون شيئاً. وفي هذا المجال يخبر المحامي وليد يونس أنّ أحد العسكريين طلب إجازة من الضابط المسؤول عنه لرؤية عائلته إلاّ أنّه رفض. فجلس خارجاً وهو يندب حظّه وإذ بأحد العسكريين الذي يتأتئ يمرّ به ويسأله عن سبب حزنه فلم يجبه. فسأله مرّة ثانية:
– ش…ش…ش…شو بالك؟
فأجابه إنّ الضابط يرفض توقيع طلب الإجازة له.
فقال له: أ…أ..اعطيني ايّاها
فسلّمه ايّاها. فدخل العسكري ووقف قبالة الضابط وهو يقول:
-س…س…سيدنا
فأجابه وهو يضع أمامه طلب الإجازة.
– س..س…س…سيدنا
– فأمسك الضابط قلماً ووقّع على الطلب بنرفزة وسلّمه للعسكري الذي خرج من المكتب وسلّمه للعسكري الآخر الذي سأله:
– شو قلت له حتّى وقّع الطلب؟
– فأجابه: م…م..م..ما بدك مين يعرف يحكي.
** *
سبب المجاعة
يقول المحامي الكبير المرحوم روجيه نجار إنّ المحاميين الألمعيين الفرنسيين مورو – جيافيري وموريس غارسون كانا يترافعان دائماً ضدّ بعضهما في المحاكم إلاّ أنّهما كانا صديقين حميمين.
ويضيف أنّ مورو – جيافيري كان سميناً ووزنه حوالي 120 كلغ ويأكل كثيراً، في حين أنّ موريس غارسون كان نحيلاً ويبلغ وزنه 57 كلغ ويأكل قليلاً، وأنّ الإثنين كانا يتناولان طعام العشاء عندما نظر مورو جيافري نحو غارسون قائلاً له:
– إنّ من يراك يعتقد أنّ هناك مجاعة في فرنسا.
فأجابه غارسون قائلاً:
– ومن يراك تأكل يعرف حينئذ سبب المجاعة.
* * *
إسم العائلة
كان المحامي طانيوس رزق وكيلاً عن أشخاص من آل رعد وجرى اجتماع لحلّ النزاع رضائياً، حضره موكّله، وأثناء المناقشة، إنفعل الموكّل وراح يتكلّم بلهجة حادة ضايقت وكيل الخصم الذي همّ بالإنصراف وإنهاء المساعي الرضائية. فبادر المحامي رزق إلى تلطيف الأجواء وقال لزميله:”يا أستاذ، لا تنسى أنّ موكّلي هو من آل رعد. إذا لم يرعد، يخشى أن يسحبوا منه اسم العائلة.
* **
يلعن ابويي أنا…!
في كتابه “قبل أن ننسى” يروي القاضي المرحوم إميل أبو سمرا الطرفة الآتية:
المهندس أنطوان أبو ناضر إبن خالي المحامي فؤاد هو بكر لأربع بنات. وكان أبوه يدلّل ويغنّجه ولا يرفض له طلباً ككلّ من كان في وضعه. واتفق مرّة أنّ خالي كان جالساً إلى مكتبه فصعد أنطوان وأخذ يبعثر الأوراق وكان لا يتجاوز الخامسة من العمر فانتهره والده فلم يرعوِ، ولمّا ضاق به ذرعاً صفقه على قفاه ثمّ أنزله قائلاً: روح إلعب برّا ولاه!
فما كان من أنطوان إلاّ أن قال لوالده:
– يلعن أبوك!!
ثمّ هرب نحو المطبخ. فلحق به والده وقبض عليه تحت “المصبّ” وأخذ يفرك له أذنه وأنطوان يصرخ ويبكي قائلاً:
– دخلك يا بابا! سامحني بقاش عيدا..يلعن أبويي انا!
* **
الشقراء الطويلة
ويضيف القاضي أبو سمرا:
السيّد إيليا صاحب البنك معروف بحذقه وحسن درايته وجودة رأيه ودهائه وكان في حاجة إلى سكرتيرة فقرّر أن يستعين بعالم نفساني في فحص اللواتي يقدّمن طلباً لهذا المنصب، فقابل العالم ثلاثاً منهنّ وسأل أولاهن:
ما الجواب عن إثنين ثمّ إثنين
فأجابت الأولى = 4
وأجابت الثانية 22
وأجابت الثالثة قد يكون 4 أو 22
فلما خرجن من الغرفة، قال العالم النفساني مزهواً: أترى ماذا يعمل علم النفس؟
الأولى أجابت الجواب المرتقب
الثانية ظنّت في الأمر حيلة
الثالثة احتاطت لكلّ احتمال. فأيهنّ تختار؟
فأجاب السيّد إيليا بدون تردّد:
– الشقراء الطويلة.
“محكمة” – الإثنين في 2020/6/29

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!