مقالات

مهما كبرت الفضائح سوف نحافظ عليه برموش أعيننا/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
في جميع دول العالم، عندما يقع حادث، كبير أو صغير، يتحمّل نتائجه المسؤول إمّا بالإستقالة أو بعقوبة الحبس.
أما في لبنان، فنقرأ كلّ يوم الأخبار غير السارة عن حوادث متعدّدة:
– النفايات في كلّ مكان واعتصامات وغيرها ولا حلّ.
– الكهرباء المقطوعة مع كلّ ما دفع من مبالغ طائلة، ولا حلّ.
– قطع الطرقات ودخول المياه المنازل والمؤسّسسات والمحلات في فصل الشتاء، ولا حلّ.
– حوادث أمنية متنقلّة وإصابات بالكورونا وعدم اتخاذ إجراءات جدّية وفاعلة، وآخرها ما يحصل في سجن رومية.
– إختفاء أموال المودعين في المصارف.
– الفساد المعشعش في الإدارات والذي يتكلّم عنه الجميع. فمن يقوم به ما دام الجميع يستنكره؟ وأين هو الرأي العام اللبناني والدولي بهذا الخصوص؟
– وتبقى الفضيحة الكبرى: إنفجار المرفأ. هذا الإنفجار الذي قضى على نصف أبنية بيروت، وعلى مئات القتلى وآلاف الجرحى. (وعلى سيرة الجرحى يعتقد البعض أنّ الجريح هو ذاك الذي جرح إصبعه أو يده ووضع عليه “بلاستير”. لا يا إبني الجريح هو من فقد عينه أو يده أو رجله …الخ ولا يزال يعاني الأمرّين من الوجع الجسدي والنفسي. أو الذي أجرى العمليات الجراحية ولا يزال يعاني نتائجها).
كتبت مرّة: الفضيحة في لبنان:”أوّل يوم يا لطيف، ثاني يوم شي خفيف، ثالث يوم كلّ شي نضيف”. وقلت:”كلّ يوم فضيحة. فضيحة تمحو فضيحة. ضيعانك يا وطني”.
وبالفعل. وإمعاناً في جعل المواطنين المتضرّرين وغير المتضرّرين والرأي العام اللبناني والدولي، ينسون (برأيهم) فضيحة العصر انفجار المرفأ، يحاولون ضرب المتظاهرين، عدم معالجة ما يحصل في سجن رومية بجدّية أكبر وأفعل، وقوع حريق آخر في المرفأ، تعقيد موضوع تشكيل الحكومة، جعل المواطنين يهتمون بلقمة عيشهم، وبمدارس أبنائهم…الخ. وكلّها مواضيع قد تخفّف من التركيز على ما حصل في المرفأ. وما يساعدهم على ذلك هو، وللأسف، عدم وعي معظم الشعب اللبناني الذي، شئنا أم أبينا، لا يزال يقول “كلن يعني كلن” ما عدا زعيمي الذي نفديه بالروح بالدم. وهذا برأينا عائق أساسي في خروج هذا البلد من محنه المتعدّدة. هذا البلد الذي قلت يوماً :”أنا آخر من يغادر لبنان”.
فيجيبني المحامي الألمعي الوطني كميل أبو فرحات: وأنا لا أذهب إلا “شحط”.
إفعلوا ما شئتم. وتصرّفوا كما شئتم. هذا البلد هو بلدنا وسوف نبقى فيه ونحافظ عليه برموش اعيننا ولن نغادره. وليتنا نستطيع أن نمنع من يكون قد غادره ولم يسأل عنه وفجأة دبّت يه العاطفة ليعود إليه مع فريق عمل خارجي ويتبوأ المناصب والمراكز ولا عاطفة تربطه به ولا محبّة. والشاطر يفهم.
“محكمة” – الجمعة في 2020/9/18

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!