مقالات

بشير عيسى الخوري.. شجرة الأرز في سماء الخلود/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
…وها أنت يا شيخ بشير، تعيد إلى الأرض، ما هو منها وإليها وتتصفّى حبّاً ووفاء وإخلاصاً.
فإذا أنت، يا بشير، تعبر هانئاً، متخلّياً عمّا هو مادي فيك، زائل، لتقيم في عالم البقاء، نقياً بين الانقياء، محلّقاً بين الرؤيويين الأولياء.
ليس هذا موتاً، يا صديقي إن هو إلاّ إتمام دور، عبور من زوال إلى بقاء، فأنت أنهيت دوراً أتيت من أجله حقّقت غاية تجسّدت من أجلها. وأنت استحقيتها حياتك الحقّة هذه. فقد عملت بإيمان، بثقة، بإرادة، وعشت بيننا كما ينبغي أن يعيش الأنقياء الراقدون التائقون العارفون المنتظرون.
ويا بشير أنت شجرة الأرز في سماء الأبدية والخلود.
وأنت المحامي الالمعي. والمحاماة أخلاق وثقافة وعلم. والمرافعة دفاع عن مظلوم لئلاّ يهدر حقّه. دفاع ثقيف، قوي منطقي، عادل، ذو رؤيةٍ سليمةٍ ورؤيا هادفة، نافذة. بهاء هذه اللائحة-الدفاع ينتصر المحامي لصاحب الحقّ، يعيده إليه بطمأنينة وراحة ضمير.
وأنت الفارس المجلي، الذي استمد فروسيته من أجداده المقدّمين في بشري. تتكلّم بعنفوان وتتصرّف بشهامة وتعد وتفي بصدق. نقاوة قلبك ظاهرة الى حدّ الطهارة.
وأنت الزوج المخلص لزوجتك المحامية الزميلة رانيا إدوار حنا. وقد أسّستما عائلة مؤمنة، فرحة، سعيدة. إلاّ أنّ الموت خطفك من بينها، فأضحت يتيمة، حزينة.
وأنت الصديق المخلص الذي لا تطعن في الظهر. تقول الحقيقة مهما كانت قاسية. وقد أحبّك الجميع على صراحتك وإخلاصك ووفائك.
لقد قاومت المرض بكلّ جرأة وشجاعة وقوّة. ولم تسمح له بالحدّ من عنفوانك وحبّك للحياة. جابهته بشجاعة بالصلاة والإيمان. ولا ننسى كتاباتك على صفحات التواصل الاجتماعي، وتأملاتك ومناجاتك لإله البشرية.
في جنازتك أيّها البشير، الجميع يبكي. والحزن يعصر قلوب جميع محبّيك من أقرباء وأصدقاء وزملاء. فأرجو أن تلاقي عند ربّك ما تمنّيت أن تلاقيه على الأرض من محبّة ووئام وسلام.
“محكمة” – الأربعاء في 2019/12/18

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!