أطفال لبنان يتوجّهون برسالةٍ صادقةٍ عشيّة عيد الإستقلال/وسام عيد
المحامي وسام رفيق عيد:
إلى حكّام لبنان،
عاشَ لبنانُ سيدّاً حرًّا مستقلًّا..
عاشَ استقلالُ لبنانَ..
عاشَ الوطنُ..
عباراتٌ منذُ وُلدنا نحن أطفال لبنان ونسمعُ الكبارَ يُردّدونَها على مسمعنا بحيث شعرنا بأهميةِ الوطنِ الذي فيه وُلدنا معكم والذي فيه نودُّ العيشَ دون هجرةٍ، والذي فيه نريدُ أن نتعلّمَ دُونَ تحميلِ أهالينا أعباءً ماليةً،والذي فيه نودُّ أن نبني مستقبلاً واعداً في أجواءٍ مستقرّةٍ لا متشنّجةٍ بلّ بمحبّةٍ وإخلاصٍ!!
منذُ وُلدنا نحن أطفال لبنان ونسمعُ عن حربٍ يشنُها عدوٌّ غاشمٌ، أو عن اغتيالاتٍ أو عن انفجارٍ يُزلزلُ عاصمتَنا بيروت، أو عن نزوحٍ أو عن قطعِ طرقاتٍ يقومُ بها شعبٌ غاضبٌ، أو عن حرقِ الدواليبِ التي يُشعلُها على الطرقِ متظاهرون، أو عن إضراباتٍ يدعو إليها معلّمونٌ وأساتذةٌ وعمّالٌ وعسكريونٌ وتلاميذٌ وطلّابٌ ينتفضون بعزّةٍ وإباءٍ في كلِّ الساحاتِ، يهتفون عبارة “الشعبُ يُرِيدُ إسقاطَ النظامِ” من أجلِ مستقبلٍ أفضلَ.
منذ وُلدنا نحن أطفال لبنان ونسمعُ عن فراغٍ دستوري يجعلُ سدّةَ رئاسةِ الجمهوريةِ لمدّةٍ طويلةٍ دُونَ رئيسٍ، أو عن تمديدٍ لنوابِ الأمّةِ،أو عن تدهورِ الليرةِ اللبنانيةِ، أو عن إفلاسِ بلدٍ، أو عن غلاءِ معيشةٍ، أو عن ضمانِ استشفاءٍ أو شيخوخةٍ غيرِ مؤمنينِ، أو عن نفاياتٍ تملأُ شوارعَنا دون إزالتِها لأسبابٍ سياسيةٍ، أو عن قطعِ كهرباءٍ وتقنينٍ، أو عن قطعِ مياهٍ،أو عن دفعِ فاتورتينٍ للكهرباءِ والمياهِ الأولى للدولةِ والثانيةُ لأصحابِ موّلداتِ الكهرباء ولأصحابِ “سيتارناتِ” المياهِ، أو عن نيرانٍ تلتهمُ مساحاتَ لبنانَ الخضراءِ، أو عن عجزٍ في إخمادها، أو عن سرقاتٍ للمالِ ،أو عن مطالباتٍ بإستردادِ الأموالِ المنهوبةِ،أو عن…أو عن…
ماذا حمّلتُمونا ؟؟
ماذا ورّثتُمونا ؟؟
ماذا فعلتُم بنا ؟؟
بأيِّ حقٍّ نحن أطفال لبنان لا ننعمُ بسلامٍ إسوةً بأطفالِ الدولِ المستقلّةِ الآمنةِ !!
بأيِّ حقٍّ لا ننعمُ بالحدائقِ العامةِ التي تليقُ بطفولتِن ا!
بأيّ حقٍّ لا ننعمُ بالشواطئِ النظيفةِ المجانيةِ !! وبأيِّ حقٍّ يتمُّ الإستيلاءُ على الشواطئِ العامةِ والبحورِ لمصلحةِ الجيوبِ على حسابِ نقاهتِنا !!
بأيّ حقٍّ لا ننعمُ بهواءٍ نظيفٍ !!
بأيِّ حقٍّ لا ننعم بمواصلاتٍ عامةٍ !! أينَ وسائلُ النقلِ المشتركِ ؟
بأيِّ حقٍّ لا ننعمُ تعليماً مجّانياً ذا مستوى تعليمٍ، بأضعفِ الإيمانِ يساوي كي لا أقولَ يضاهي التعليمَ الخاصَ !!
بأيِّ حقٍّ يدفعُ أهالينا الأقساطَ بالملايينِ كي نتعلّمَ !!
لماذا الدولةُ غائبةٌ !!
ما الذي جرى بنا وبأيِّ حقٍّ حُرمنا التعليمَ المجانيَّ، وسُلِبت سعادُتنا وحرّيتُنا على حسابِ المصالحِ الضيّقةِ ؟؟
لا !!
لم ولَن نسمحَ بخطفِ طفولتِنا !!
لم ولَن نسمحَ بتشويهِ معنى الإستقلالِ الذي ناضلَ لأجلهِ رجالاتُ الإستقلالِ!
لم ولَن نسمحَ لأيٍّ التطاولَ على معنى الإستقلالِ الحقيقي الذي نعِمَ به أبناءُ هذا الوطنُ العظيمُ والأحبُّ على قلوبِنا !!
أهلُنا تعذّبوا وتشرّدوا في الحربِ التي عصَفت بلبنان،وَنَحْنُ كذلك نعاني كما عانى أهلُنا نتيجةَ هذه الحربِ التي أكلت الأخضرَ واليابسَ !!
وهل سنورّثُ أولادَنا نتائجَ نتائجَ ما عانوه أهالينا ؟؟
لن نقبلَ وسنكونُ حتماً في المواجهةِ من أجلِ تحقيقِ إستقلالٍ يليقُ بوطنِنا لنا ولأولادِنا،نعم لنا ولأولادِنا !!
هناك من فرَّطَ ببلدِنا وبالمعنى الحقيقي للإستقلالِ الذي ضحّى أجدادُنا لإنجازِه الذين كانوا يردّدونَ في ساحاتِ الوطنِ كُلِّهِ عبارة : “الشعبُ يريدُ إستقلالَ البلاد”، لينالَ الوطنُ بفضلِ إرادةِ شعبهِ العظيمِ والعنيدِ إستقلالاً مشرّفاً بعدما تخلّصَ من سلطةِ الإنتدابِ.
هناك من فرَّطَ بالاستقلالِ ،لكنّنا سنكونُ في المواجهةِ ضدَّ كلِّ من تسَوِّلُ له نفسُهُ التمادي في خرقِ معاني الإستقلال !!
تغيّر معنى الإستقلالِ، وجئنا نحن لنُصَوِّبَ معناه الحقيقي بإرادتِنا والجهادِ في سَبِيلِ السيادةِ والحفاظِ على الإستقلالِ، و بأن الأوطانَ لا تُبنى إلاّ في المحبّةِ لا الكُرهِ، إلاّ في الوئامِ لا الحُقدِ،إلاّ في الإتحادِ لا التفرقةِ، إلاّ في السلامِ لا الحروبِ…أخيراً إلاّ في انتمائِنا قلباً واحداً للبنان الواحدِ الموحّدِ !!
هكذا نحن أطفال لبنان نساعدُ على تطويرِ لبنانَ ونعملُ على المحافظةِ على استقلالِه وترسيخِ مفهومِه الحقيقيِّ !!
عشتُمْ وعاشَ لبنان سيّداً حرّاً مستقلاًّ …وسيبقى هكذا دائماً وأبداً وإلى الأبدِ.!
أطفال لبنان
“محكمة” – الخميس في 2024/11/21