أمين المعلوف…يغادرنا بالابتسامة ذاتها/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
وها أنت يا أمين تغادرنا من دون وداع. تغادرنا بالابتسامة ذاتها التي لم تفارق ثغرك يوماً، وبقلبك المفعم بالحبّ والطيبة، وبأعمالك الحسنة التي لم تعرف المصلحة أو الغدر أو الحقد.
إبن زحلة، دار السلام وعروس البقاع، والد النائب المرحوم سليم المعلوف. تخرّج من كلية الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية في جامعة القديس يوسف. اليسوعية. في دورة 1968 التي تعتبر من أهمّ الدورات، وبقيت حتّى هذه السنة تجتمع بكافة خريجيها بصورة دائمة، وكلّما اتى البروفسور “سوريو” من فرنسا والذي كان يعطي الدورس في الجامعة المذكورة، اقاموا له حفل غداء او عشاء. وبلهجته الزحلاوية المحببة، كان المرحوم أمين يقول:
– يا زلمي صرنا شايفين “سوريو” أكثر ما كنا نشوفو بالجامعة وقت الدراسة.
محامٍ لامع، يدرس ملفّه بكلّ تؤدة ودقّة، يجري التفتيش والتنقيب في الكتب والمراجع العربية والفرنسية. وكم كانت فرحته كبيرة في احدى زياراتنا له، عندما عثر على قرار مهمّ صادر عن محكمة التمييز الفرنسية ومنشور في مجلّة “داللوز”، يدعم موقفه من القضية التي كان وكيلاً فيها.
وكان المرحوم أمين رجلاً حنوناً، وازدادت مسؤولياته العائلية بعد رحيل زوجته التي حزن عليها حزناً شديداً، ومع ذلك تابع رسالته المهنية والعائلية بكلّ شجاعة وقناعة وهو الانسان المؤمن بمشيئة الله.
روحه المرحة والطيّبة كانت تطغى على جو اللقاءات مع أصدقائه وزملائه ومحبّيه. أخبرنا مرّة أنّه يوم ذهب لتقديم “السرتفيكا” سأله المفتش على الباب عن اسم والدته. فأجابه: أم أمين. فقال له: انا اسألك عن اسم والدتك. فأجابه أمين:
– كلّ ما أعرفه أنّ الجميع بناديها أم أمين ولم أسألها عن إسمها.
برحيل المحامي الحبيب امين المعلوف، يخسر لبنان أحد أعمدته، وتخسر المحاماة أحد ركائزها، وتخسر الانسانية احد مناصريها. لقد رحل بسرعة ومن دون اشارة، تماماً كالاحبة الذين يرحلون عا غفلة وما بيعطوا خبر كما يقول الرحابنة.
فيا أيّها الحبيب أمين، أرجو أن تلاقي عند ربّك ما تمنّيت أن تلاقيه على الأرض من محبّة ووئام وسلام، وسوف تكمل ابنتك الزميلة ميرنا، التي تحوز على الخصال ذاتها التي تتمتع بها، رسالتك بكلّ أمانة.
“محكمة” – الإثنين في 2019/12/30