إستمرار التضييق على المحامين في”رومية”: المحاكمات قيد المقاطعة/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
يبدو أنّ عودة محاكم الجنايات في جبل لبنان إلى عقد جلساتها في قصر عدل بعبدا هو الحلّ الأفضل على الرغم من المساوئ المتوافرة بكثرة في العدلية في ظلّ فيروس”كورونا”، وذلك قياساً على الإنزعاج المتنامي لدى المحامين من تفاقم التدابير المتخذة في سجن رومية المركزي حيث تعقد المحاكمات استثنائياً في القاعة المخصّصة والتي قد يهدّد استمرارها بمقاطعة الجلسات، وهو ما لا يريده لا القضاة ولا المحامون ولا المتهمون والأظناء ولا العدالة الحقّة.
فقد اتصل عشرات المحامين بـ“محكمة” ناقلين ما حصل معهم يوم أمس الثلاثاء حيث بقيت الإجراءات المتصلة بتفتيشهم عند الدخول من النقطة الرئيسية للسجن على حالها من دون أيّ تغيير يذكر على الرغم من اجتماع أمين سرّ مجلس نقابة المحامين في بيروت سعد الدين الخطيب وعضو المجلس عماد مرتينوس بقائد سرّية السجن المركزي العقيد ماجد الأيوبي في حزيران 2020، من أجل التخفيف من هذه الإجراءات وإيجاد المعالجة المناسبة، فالغاية تسهيل عمل المحامين لا التضييق عليهم. وقد حصلت هذه الزيارة بعدما قامت “محكمة” بعملها الصحافي بنقل صرخة المحامين وانزعاجهم من التدابير.
ويبدو أنّ أيّ تغيير على الأرض لم يحصل في التعامل مع المحامين الذين قالوا لـ“محكمة” إنّ التفتيش طاول الأوراق والملفّات التي يحملها الواحد منهم، فإذا تبيّن أنّها لا تخصّ ملفّ الدعوى الآتي لأداء واجبه القانوني فيها مرافعةً ومدافعةً، طُلب منه العودة سيراً على الأقدام ووضعها في سيّارته الخاصة، كما طلب من المحاميات نزع السلاسل الذهبية التي ترصّع أعناقهنّ وتركها في سيّاراتهن فضلاً عن تفتيش الجميع بطريقة وصفوها بأنّها تشبه تفتيش السجناء والموقوفين.
وأضاف المحامون أنّ السيّارة التي وضعت في خدمتهم لتقلّهم من المدخل الرئيسي إلى مقرّ قاعة المحكمة توقّفت عن العمل، وبالتالي لم يعد من خيار أمامهم للوصول إلى سيّاراتهم سوى المشي مسافة لا بأس بها تحت وطأة شمس تموز اللاهبة.
وأشار المحامون إلى أنّ التباعد الإجتماعي المعوّل عليه داخل قاعة المحكمة في السجن مفقود، فجلسة واحدة أمس الثلاثاء وقف فيها نحو عشرين شخصاً أمام قوس المحكمة مع ما في هذا التصرّف من مخاطر قد تعرّض القضاة والمحامين للإصابة بعدوى”كورونا”.
وجدّد المحامون التلويح بخيار اللجوء إلى مقاطعة جلسات المحاكمات في سجن رومية ما لم يتمّ تدارك الأمر، مطالبين بعودة محاكم الجنايات الثلاث في جبل لبنان إلى مكانها الصحيح في قصر عدل بعبدا، ومذكّرين بأنّ محاكم الجنايات الموجودة في بقيّة المحافظات تعقد جلساتها بانتظام في مقرّاتها المعتادة وتتخذّ الاحتياطات اللازمة للوقاية من جائحة”كورونا”.
“محكمة” – الأربعاء في 2020/7/8