“محكمة” –خاص:
لن ينسى المحامي الدكتور رئيف خوري يوم الرابع من آب 2020 ذلك أنّه حفر في أعماق نفسه جروحاً ليس من السهل نسيانها، فعدا عن النزف الذي أصاب الوطن حدّ الموت، فقد أصيب هو بجروح مختلفة، وتضرّر مكتبه بشكل كبير.
فالدكتور خوري وهو أحد الوكلاء القانونيين لمجلّة “محكمة”، كان موجوداً في مكتبه في محلّة جادة شارل حلو في بيروت يتابع عمله القانوني في ملفّات الناس الذين محضّوه ثقتهم بالمرافعة والمدافعة عنهم أمام المحاكم ودوائر التحقيق في بيروت وبقيّة المحافظات، عندما شعر بالهزّة الأولى قبل أن يدوّي الإنفجار المزلزل الذي ضرب المرفأ في بيروت فأحال المكتب خراباً ودمّر أجزاء منه وأصاب خوري بجروح في أنحاء مختلفة من جسده استدعت نقله إلى إحدى المستشفيات للمعالجة.
وقد تكون الصور المرفقة بهذا الخبر، خير معبّر عن الضرر الفادح، إذ لم يبق شيء في مكانه، فالأبواب تحطّمت، والنوافذ تكسّرت، والزجاج تناثر كيفما اتفق، والملفّات تطايرت واختلطت بدماء خوري الذي كان يحافظ عليها بأشفار العيون لأنّها أمانة لديه وعلاقته بالناس ليست مجرّد علاقة عمل وملفّ، بل هي صداقة عميقة يريدها خوري صورة عن القيم الإنسانية التي يؤمن بها.
وقد تلقّى خوري مئات الإتصالات الهاتفية من محامين وأساتذة جامعيين وطلاّب تخرّجوا على يديه في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة وتمنّوا له الشفاء العاجل والعودة إلى ممارسة عمله بالشكل المعتاد بعد لملمة “النكبة” التي ضربت المكتب الخاص به للمحاماة.
“محكمة” – الأحد في 2020/8/9