إضحك مع المحامي مطانيوس عيد.. مات الموكّل فبكيت عليه وعلى أتعابي/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
في زيارة قمنا بها إلى المحامي مطانيوس عيد في أيلول 1994 قدّم لنا الشاي اللذيذ، وعندما سألناه عن مصدره قال: لقد أرسلت لي الملكة اليزابيت هذا الشاي من بريطانيا وقالت لي ما تخبّر فيليب يا مطانيوس.
* * *
خذوا درهمين
ما ان جلسنا في “جنينته” الشهيرة التي تضمّ دائماً عشرات الأصدقاء حتّى بدأ الاستاذ مطانيوس عيد كعادته بإخبارنا عن آخر المستجدات. فهو لا يستطيع إلاّ أن يتكلّم بغزارة وضحكات الموجودين تتصاعد من هنا وهناك. وعندما قال له أحدهم بأنّه معجب بنشاطه وروحه المرحة لأنّه يتكلّم دائماً، أجابه قائلاً: أيّام زمان قالوا لجحا: خذ درهماً واسكت، فأجابهم خذوا درهمين ودعوني أتكلّم.
* * *
أبوك مش متزوّج
وينتقد الاستاذ مطانيوس البخل والبخلاء ويقول إنّ أحد الباشوات في مصر دخل أحد الفنادق وركض أحد المصريين وبدأ بخدمته لمدّة ثلاثة أيّام ليلاً نهاراً، إلاّ أنّ الباشا ما ان همّ بالرحيل حتّى سحب قرشاً واحداً من التنك وأعطاه للخادم الذي اشمئز اشمئزازاً عارماً، فوضع القرش في أذنه وقال للباشا: هل تعلم بأنّني أجيد التبصير؟
ففرح الباشا وقال له: بصّر لي
فقال له الخادم: انت مش متزوّج
فأجابه الباشا بلهفة: مظبوط.. وشو كمان؟
فقال له الخادم: وأبوك كمان مش متزوّج!
* **
يبكي مرّتين
ويقول مطانيوس عيد أنّه ذهب مرّة لقبض أتعابه من أحد موكّليه ولكنّه علم بأنّه توفّى. ويقول: كان أهل الموكّل يبكون مرّة واحدة عليه، أمّا أنا فأبكي مرّتين: عليه وعلى أتعابي.
* **
الفراسة والفروسية
ويقول بأن صديقه الشيخ سامي الهاشم شقيق المحامي الشيخ فكتور الهاشم قال عنه بأنّ عنده “علم الفراسة” وكان يندب حظّه ويبدي خوفه من أن يعتقد القبضايات بأنّ كلمة فراسة تعني الفروسية فيطلبون منه المبارزة.
* * *
سعر السكوت مش مثل سعر الحكي
وينتقد مطانيوس عيد أولئك الذين يتكلّمون كثيراً ويقول إنّ الإصغاء أمر مهمّ. ويخبر بالمناسبة طرفة مفادها أنّ أهل رجل عجوز طلبوا من أحد الأشخاص تمضية وقت معه وسرد الأخبار المتنوّعة له مقابل مبلغ من المال. وهذا ما حصل حيث بدأ هذا الرجل يخبر العجوز عدّة ساعات يومياً أخباراً متنوّعة ويقبض المبلغ المتفق عليه.
وبعد مدّة سمع أهل عجوز آخر بهذا الشخص فطلبوا منه مجالسة العجوز المذكور الذي يحبّ الكلام على أن تكون مهمّته الاستماع فقط مقابل المبلغ ذاته المتفق عليه مع أهل العجوز الآخر.
وفي أوّل جلسة بدأ العجوز بالكلام، وما ان مرّت ساعة واحدة على ذلك حتّى رمى الشخص مبلغ المال أرضاً وهو يلعن الساعة التي قبل بها بهذا العرض قائلاً: من قال إنّ سعر السكوت والاستماع مثل سعر الحكي والكلام؟
* * *
بدي دعوى من غيمة
ومنذ مدة التقيت الاستاذ عيد فأخبرني أنّ المحامي الكبير النائب السابق سعود روفايل الذي يتحلّى بروح التواضع وخفّة الظلّ زاره يوم كان نائباً بسيّارته التي علّقت عليها لوحة مجلس النوّاب الزرقاء فقال له مطانيوس: أرجو أن تعمل كم مشوار في الحيّ عندنا، لأنّ النائب أوغست باخوس عمل مشوارين بسيّارته إجاني كذا دعوى.
فأجابه النائب روفايل مازحاً وهو يضحك: ما انا بدي دعوى من غيمة.
“محكمة” – الجمعة في 2019/8/16