إلى روح فارس العدالة والكلمة الشيخ منيف حمدان/أنطونيو الهاشم
أنطونيو الهاشم (نقيب المحامين سابقاً):
أيها الراحل الكبير، يا من اجتمعت فيك صفات المهابة والتواضع، كيف نرثيك وقد كنت في حياتك ميزاناً للحق، ومنارة للعلم، ولساناً فصيحاً إرتفع صداه في ساحات القضاء وفي أروقة الدفاع؟
كنت، يوم كنت قاضياً، سيفاً لا ينحني إلا للحقيقة، لا تأخذك في الحق لومة لائم. بسطت سلطان العدالة بجرأة العارف، ورفق الحكيم، فكنت مدعياً عاماً مثالياً، لا يُقاس بمنصبه، بل بما حمله من عنفوان لا يخشى الظلم، وتواضع لا ينحني إلا للمبادئ السامية.
ثم اخترت أن تعبر إلى مهنة المحاماة، فلم يكن هذا الانتقال تراجعاً، بل امتداداً لمسيرتك نحو سماء أخرى من التميّز. أضاء اسمك في المحاماة كما أضاء في القضاء، وكنت فارساً يحلق بجناحي العدالة والمعرفة، محامياً لا يهاب خصماً ولا ينحني أمام باطل، وعلماً لا يضاهيه في ساحات القانون أحد.
خطبت في قاعات المحاكم ، فأسرت العقول، وترافعت في قاعات المحاكم فانتصر الحق. جمعتَ بين الهيبة واللطف، وبين الصرامة والحكمة، فكنت رمزاً للعدالة في وجه كل ظالم، وبلسماً لكل مظلوم.
يا من تركتَ لنا إرثاً من المبادئ والقيم، سنظل نذكرك بشغف كلما نطقنا باسم القانون، وبكل شوق كلما مررنا على ذكرياتك المضيئة.
سلام عليك في عليائك، وسلام على روحك. نودّعك اليوم بقلوب مثقلة بالحزن، لكننا نحملك فينا كأيقونة للعدل ورمز للإنسانية التي لا تموت.
رحمك الله وجعل مقامك في عليائه وجزاك عن عدلك وتواضعك وخدمتك للحق خير الجزاء.
“محكمة” – الأربعاء في 2024/12/4