التطبيع للتطويع/فؤاد مطر
المحامي فؤاد مطر*:
لفظ التطبيع لا يظهر في المعاجم اللغوية العربية. ولم ينتشر إستخدام هذا المصطلح في اللغة العربية وفي الكتابات المختلفة المرتبطة بالصراع العربي -الاسرائيلي إلا أثناء المفاوضات المصرية -الاسرائيلية إبان مرحلة كامب – دايفيد في النصف الثاني من السبعينيات، وجرى الترويج له من قبل العدو الاسرائيلي والدوائر التي تدعمه، في حين تحفّظت الكتابات العربية المناهضة للتطبيع على هذا المصطلح وربطته برغبة العدو في الهيمنة على مقدّرات المنطقة العربية والتسليم بمصالحه.
إنّ التطبيع هو تحويل العلاقة بين الكيان الصهيوني الذي أنشأ دولته على الارض العربية الفلسطينية من علاقة غير طبيعية إلى خلق روابط طبيعية ، فهو الوجه الآخر لاحتلال الاراضي العربية والاسم المستعار لسياسة التوسع والهيمنة الصهيونية، وهو نوع من الاذعان لمطالب العدو الاسرائيلي ومشروع هيمنته ومدخل لتصفية القضية الفلسطينية ، وهو نهج يستخدم أدوات مختلفة للتغلغل في الجسد العربي لأنّ جوهره كسر حاجز العداء معه، ويأخذ أشكالاً متعدّدة لاختراق الوعي العربي وترسيخ ثقافة الهزيمة والخنوع.
إنّ فكرة التطبيع هي الصهينة وتحقيق المصالح الاسرائيلية، وإزاء ذلك لا بدّ من إستخدام مصطلح “التطويع” لمشروع التطبيع الصهيوني، لأنّ فحواه وهدفه يبقى واحدأ هو جعل الوجود الصهيوني في فلسطين أمراً طبيعياً ، وتطبيع العقل العربي على قبوله ولو على حساب مصالحنا وشخصيتنا وهويتنا.
* رئيس الجمعية اللبنانية لمواجهة التطبيع.
“محكمة” – الأحد في 2024/11/24