” الثورة البيضاء – لبنان من الموت القسري إلى الديمومة” كتاب للمحامي رشيد قباني
صدر للمحامي رشيد قباني كتاب جديد بعنوان:” الثورة البيضاء – لبنان من الموت القسري إلى الديمومة”.
يتطرّق المؤلّف في كتابه لمرحلتين: الأولى وقد جاءت تحت عنوان لبنان من الولادة القيصرية إلى الموت القسري. وهي مرحلة طابعها الصراعات الطائفية بدءًا من الصراع في ظل الحكم العربي الاسلامي الى مرحلة الصراع في ظل الاحتلال التركي والفرنسي الى مرحلة الصراعات بعد الاستقلال وكيف تمّ تكوين لبنان جغرافيًا بتضييق مساحته حينًا وتوسيعها حينًا آخر وبشريًا باستبعاد طائفة لبنانية ثم ضمها اليه في ما بعد بفضل صراع زعماء الطوائف وتحالفهم وتعاونهم مع الدولة الحاضنة لهم المتسترة باللون الطائفي لهذه الطائفة او تلك لبث الدسائس والتفرقة واثارة الصراعات بين الطوائف خدمة لمصالحها القومية أوّلًا وتعزيز وضع هؤلاء الزعماء ثانيًا.
انها مرحلة امتدت ما بين سنتي ١٨٤٠ و١٨٤٥ بالصراع بين الموارنة والدروز وتأججت مرة ثانية سنة ١٨٦٠ حين ثار الفلاحون في كسروان ضد الاقطاعيين الموارنة والدروز بقيادة طانيوس شاهين والتي تحولت بفعل زعماء الطائفتين ودسائس الحكومتين، التركية والفرنسية الى اقتتال طائفي مسيحي- درزي ، الى ثورة يوسف بك كرم ضد الاحتلال التركي والذي حقق انتصارات كبيرة في معركتي بنشعي وسبعل.
الى تقسيم المنطقة العربية واختراع كيانات مستقلة ومنها لبنان تنفيذًا لمعاهدة سايكس بيكو سنة ١٩١٦ فوقع لبنان تحت الاحتلال الفرنسي بتسميته انتدابًا، الى ان اعلن الجنرال غورو المندوب السامي الفرنسي سنة ١٩٢٠ دولة لبنان الكبير واعلان الجمهورية اللبنانية سنة ١٩٢٦ على اساس طائفي ومذهبي.
واستمرت هذه الصراعات بعد الاستقلال بانتفاضة المناضل الناصري والوطني معروف سعد سنة ١٩٧٥ ضد ترخيص الرئيس كميل شمعون لشركة ” بروتيين” التي يرأس مجلس ادارتها والتي ستسبب بقطع ارزاق الصيادين وتشريدهم، فحصل صدام بين الجيش اللبناني والمتظاهرين واطلق الجيش الرصاص عليهم فأصيب معروف سعد وتوفاه الله اثر ذلك.
اما المرحلة الثانية فجاءت تحت عنوان: ” لبنان من الموت القسري الى الديمومة”. ويقول المؤلف: بعد معرفة السرطان الوطني القاتل، يُطرح العلاج لاستمرار الكيان اللبناني وضمان ديمومته والذي من المستحيل ان يتحقق من خلال النظام الحالي القائم وسيطرة الطبقة السياسية الفاسدة والاحزاب الطائفية الا عبر تحالف قوى الانتاج من مهنيين وحرفيين وعمال وصناعيين وانضوائها ضمن النقابات التي هي الممثل الحقيقي للشعب اللبناني بكل مكوناتها الانتاجية دون اي تمثيل طائفي.
وتبدأ ثورة النقابات فتنتفض كل نقابة بإصلاح نفسها من داخلها بهذا المنحى وتتحالف مع غيرها من النقابات في اتحاد كونفدرالي برؤية وطنية شاملة وعامة لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصلحة النقابات معًا بخلاف نظامها الحالي الهادف الى تحقيق مصالح اعضائها فقط، فتخوض نضالها سلميًا عبر الانتخابات النيابية لإيصال ممثليها من مختلف قوى الانتاج لسدة البرلمان وتشكيل الحكومة والعمل معًا على تغيير الدستور واعلان دولة حكم النقابات اي دولة فيدرالية النقابات فيحكم الشعب نفسه بنفسه عبر نظام سياسي واجتماعي غير طائفي.
“محكمة” – الثلاثاء في 2024/9/3