تحت عنوان “الفساد الأسري.. أسبابه وتداعياته” بعدما داهم الأسرة اللبنانية ووصل إلى مرحلة دقّ ناقوس الخطر، نظّم المجمع الثقافي الجعفري للدراسات والأبحاث، لقاءه الحواري الشهري في مقرّه في محلّة أوتوستراد السيّد هادي نصرالله في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، بمشاركة المحامية بشرى الخليل، والقاضي الأب إلياس صليبا والشيخ محمّد حسين الحاج.
بعد تقديم من الدكتور عصام العيتاوي، تحدّث الأب صليبا، فقال إنّه رغم ازدياد عدد المعاهد والمدارس الدينية التي من المفترض أن تساعد في تحسين مستوى التربية، إلاّ أنّنا نشهد ازدياداً في الفساد، وأضاف: “أنّ “العائلة هي رحم المجتمع، والمرأة هي رئيسة العشيرة، حين كان المجتمع مجتمعا أنثوياً. فكلّ مجتمع يبني وينتظم إلى أن وصلنا إلى مرحلة أنّ الإعلام والمدرسة باتا هما من يلقّنا الفرد حيث يتلقّى ويصير خاضعاً لغسل الدماغ، فلا يدافع عن نفسه، ويصير مرهوناً بما يبثّه له الإعلام، ويرى أنّ ما أتلقاه هو الصحيح، ولا أعترض. فالرجل والمرأة تخلّيا عن أولادهما أمام سلطة الإنترنت، وغاب الحوار بين الأركان الثلاثة وصارت المشاكل كثيرة بسبب عدم التواصل والحوار بين الطرفين”.
وأسفت عضو اتحاد المحامين العرب المحامية بشرى الخليل للوضع الذي آلت إليه الأسر وإن كان برأيها أنّه لم يصل إلى مرحلة الخطّ الأحمر، وقالت: “نحن نعيش أزمة تتعلّق بالزواج، الذي هو حالة متقدّمة، لأنّه قبلاً كان ثمّة ما كان يعرف بشيوع العلاقات، فكلّ الشرائع ركّزت على الزواج لإدامة النسل وخليته الأساس التي هي الأسرة، فنظّمت العلاقة بين الأمّ والأب، فهو الربّان وهي المساعد، لكن الأسرة فقدت أولوياتها. ولم تعد هدفاً إستراتيجياً في حياة الإنسان، علماً أنّ اللهو والمخدّرات منتشران منذ القدم، وليسا بالأمر الجديد، ومن هنا أهمّية المحافظة على الأسرة وعدم التفلّت”.
وأكّد العلاّمة الحاج مضمون الآية الكريمة “ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة”، مشيراً إلى أنّنا “نعيش أزمة تزكية حيث نأخذ العلوم من الغرب، ولا نعرف كيفية الإستفادة من هذه العلوم”، مشدّداً على أنّه “في آية أخرى يتحدّث الله عن الإسراف والتبذير، الأمر الذي ينطبق على جميع مفاصل حياتنا بدءاً من المعاملة، إلى الثقافة الجنسية، فالعلاقات السياسية، فالإسراف هو استعمال الشيئ فوق حدّه، أمّا التبذير فهو استعمال الشيء في غير محلّه”.
ورأى الحاج أنّ “التفاعل الأسري هو المانع للتفكّك، أيّ أنّ أساعد أولادي وأتابعهم وأتواصل معهم بشكل مستمرّ، لأنّ عدم توافر التواصل يستدعي البحث عن حلول جذرية، لأنّه نتيجة الوضع الاقتصادي المتردّي يضطرّ الأهل إلى الغياب عن المنزل طويلاً ممّا يخلق فراغاً كبيراً”.
وشدّد على “أهمّية التشجيع على الزواج لوقف حالات الفساد المتمثّلة بالمثلية، والتفلّت الأخلاقي، والمخدّرات، وغير ذلك من أمور سببها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين يدي أفراد الأسرة بشكل واسع جدّاً ودون ضوابط، ممّا حرّم العائلة التفاعل والاهتمام بعضها ببعض”.
“محكمة” – الخميس في 2018/03/01