الحكم باغتيال الحريري: عيّاش مذنب ومرعي وعنيسي وصبرا غير مذنبين
أصدرت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان اليوم حكمها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والمسمّاة بحسب المحكمة نفسها “قضيّة عيّاش وآخرين”، وخلصت فيه وبالإجماع إلى أنّ “المتهم سليم جميل عيّاش مذنب على نحو لا يشوبه أيّ شكّ معقول بصفته شريكاً في: مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي، وارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة، وقتل السيّد رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجّرة، وقتل 21 شخصاً آخر عمداً باستعمال مواد متفجّرة، ومحاولة قتل 226 شخصاً عمداً باستعمال مواد متفجّرة” بحسب بيان صادر عن المحكمة.
وقرّرت المحكمة أيضاً أنّ “المتهمين حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا غير مذنبين في ما يتعلّق بجميع التهم المسندة إليهم في قرار الاتهام الموحّد المعدّل.”
واستعادت المحكمة اليوم وقائع من هذه الجريمة وقالت في بيانها إنّ “متفجرات بكمّية تعادل 2500 إلى 3000 كيلوغرام من مكافئ مادة “تي أن تي” استخدمت في التفجير الذي وقع في وضح النهار يوم 14 شباط 2005 في وسط بيروت، وأدّى إلى مقتل 22 شخصاً، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق، وإلى إصابة 226 شخصاً آخر. وعقب الإنفجار بوقت قصير، تلقّى مكتب قناة الجزيرة في بيروت اتصالات تعلن فيها المسؤولية عن الاعتداء، وشريط فيديو بثّه لاحقاً. وظهر في الفيديو شاب فلسطيني، هو أحمد أبو عدس، زاعماً أنّه نفّذ الاعتداء باسم جماعة أصولية تدعى “جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام”.
وأضافت المحكمة في بيانها:”لقد نظرت غرفة الدرجة الأولى في كلّ دليل على حدة، وفي الأدلّة مجتمعة. وتضمّن سجّل المحاكمة أدلّة قدّمها 297 شاهداً و3135 بيّنة تقع في أكثر من 000 171 صفحة. وفي ختام المحاكمة، تجاوز عدد صفحات محاضر الجلسات 93900 صفحة، بما يشمل اللغات الرسمية الثلاث. ويقع الحكم المعلّل في 2641 صفحة.”
وتتألّف غرفة الدرجة الأولى من القاضي دايفيد ري رئيساً، والقاضية جانيت نوسوورثي، والقاضية ميشلين بريدي. والقاضي وليد عاكوم والقاضي نيكولا لتييري هما قاضيان رديفان.
وقد أرفق بالحكم رأي منفصل وبيان للقاضي ري، ورأي منفصل للقاضية نوسوورثي، ورأي مخالف للقاضية بريدي.
وبشأن إجراءات تحديد العقوبة، قال بيان المحكمة: “ستباشر غرفة الدرجة الأولى تالياً بإجراءات تحديد العقوبة بحقّ سليم جميل عيّاش، وبعد تلقيها مذكّرات من الأفرقاء، ستحدّد العقوبة في ما يتعلّق بكلّ تهمة وردت في قرار الاتهام المعدّل الموحّد وأدانته بها، أو ستحدّد عقوبة واحدة تشمل مجمل سلوكه الجرمي. ويمكن أن يحكم على سليم جميل عيّاش بالسجن مدى الحياة. وسيتلى الحكم بالعقوبة علناً.”
وأضافت:”يجوز تقديم استئناف طعناً بحكم أو عقوبة في غضون 30 يوماً من تاريخ النطق بالعقوبة”.
“محكمة” – الثلاثاء في 2020/8/18