خاص”محكمة”:الخمسة لمعالي النقيب رشيد درباس/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
يجمع جميع من يعرف معالي النقيب رشيد درباس عن قرب أنّه متقد الذكاء، مثقّف، عميق في مواقفه وتحليلاته، وفيٌ لأصدقائه، وطني حتّى العظم، وهو الذي يروي دائماً، ويوافقه من يعرف طرابلس جيّداً أنّ طرابلس هي مدينة الاعتدال والتلاقي، وهي ليست قندهار.
الوزير النقيب يدعو دائماً أصدقاءه وزملاءه إلى مائدة الغداء أو العشاء، ولا يسمح لهم بالمغادرة إلاّ وهم يحملون زاداً من نتاجه الفكري وهو كناية عن مجموعة كتب. هذه السنة سلّمنا مجموعة “الخمسة” وهي مؤلّفة من ستّة كتب شعرية.
1- كتاب”من…إلى حبيية”. وهو كناية عن قصائد. وقد قدّمه السيّد هاني فحص بمقدّمة ليست كالمقدّمات وإن كانت طويلة بعض الشيء إلاّ أنّها رائعة. يقول:
“وقرأت…وصنّفت القصائد فاجتمع لديّ قصائد قد سمّيتها عائلية…هي شعر درباس في أسرته، أباً وأماً وبنات وأبناء وحفيدات وأحفاداً…بعضهم توأم”.
“يقول رشيد:
“أنا جدّ لخمستهم…وعبد رهن همستهم
ولعبتهم متى منحوا…فؤادي طرف نظرتهم
وسكُرهم يذوب جوَى…على أطراف لمستهم
ومرسمهم وريشتهم…وألوان للوحتهم
فروحي أينعت ثمراً…على أفنان بسمتهم
أراهم أنملاً جمعت…زماني تحت قبضتهم”.
كنت أودّ أن أكتب القصيدة كلّها، لولا أنّها بكاملها في الديوان…فأقرأوها”.
ويختم السيّد فحص قائلاً:”سلاماً…يا صديقي…سلاماً لطرابلس التي تفوح من إهابك ومن دون دواتك في زمن الفحيح، وتتألّق في ديوانك في زمن التملّق…كما تألّقت في ماضينا…كما هي باقية في غدنا وحلمنا الوطني والعربي والانساني والحضاري… شاء من شاء وأبى من أبى”.
2- كتاب الرمل ديوان النخيل. قصائد، وقد قدّمه الصحفي سمير عطالله الذي أبدى إعجابه بشعر الوزير درباس ويقول:”حاولت الشعر في صغري وفي شبابي، وأدركت أنّني دون غناه، فتخلّيت، ولكنّ انبهاري بالشعراء لم يتوقّف. وهيامي بالشعر ما زال كالهيام بالربيع، أو بضفاف البحيرات، وقد فوجئت عندما عرفت أنّ رشيد درباس يتصدّى للشعر، كما تتصدّى حسناء ابن الرومي للحبّ، فيفيق كلّ ما فيها من مشاعر ومن عطر ومن نغم، وكنت أظنّ هذا الصديق العزيز، مكرّساً نفسه للعمل الوطني والسياسي، ومفتوناً فقط بالمدينة الجليلة التي تدعى طرابلس، فإذا في منازله بيوت فسيحة لكلّ ما هو طيّب وصادق وارتقائي، وإذا البيت الأجمل هو بيت الشعر وإيقاعات رشيد درباس.”
3- كتاب “همزة وصل”- قصائد. وقد قدّمه الأستاذ عبد الكريم شنينة بشكل مفصّل وتعرّض لصرخته:”من يضبط إيقاع الأمواج لبحرٍ أو شلاّل؟. وأنّ الردّ الطبيعي والعفوي لرجل ينفر من الموت والسكون ويفرح بكلّ ما هو حيّ متجدّد.
ويبرز الأستاذ شنينة مقطعاً يجسّد مجتمعاتنا العربية:
“كم مرة أخطأتَ أو اخطأتُ
حين ظننت أنّك مخطئ
فغفلت عن نفسي وعكرنا الوئاما”.
4- كتاب “شبابيك ليل”. قصائد. وقد قدّمه القاضي الدكتور غالب غانم الرئيس الأوّل لمحكمة التمييز اللبنانية، رئيس مجلس القضاء الأعلى شرفاً. وتطرّق إلى القصائد، وأبرز بعضها وختم:”وإذا كان لا محلّ في هذه المقدّمة لتجوال في رحاب القصائد كلّها، وفي لطائف الكلام وثنيات المعاني، فيبقى أنّنا، مع معالي هذا القلم، أمام مائدة شعريةٍ فيها كلّ مباهج النفس ومرارتها…وكلّ ما يدعوك إلى الاحتفاء بأضاميم الشعر الأصيل”.
5- كتاب “هبة لحن يضيء الهواء”. قصائد. وقد قدّمه الصحفي رفيق خوري حيث يقول: “صنوبر عين يعقوب مسقط رأسه يتآخى مع أمواج البحر في الميناء ونخيل مصر ورمل الصحارى والشطآن في شعر رشيد درباس, فهو متجذّر في التراث العربي والاسلامي، مزهر بالحداثة، مفتوح على كلّ الثقافات التي ترويه، ومبدع بالثمار العجب في كلّ الفصول. في بحيرة ليمان تذكر لامارتين و”البحيرة” وكاد يرى “بديع الزمان ومقاماته، ويسمع حديث عيسى في روض هشام”. وفي “سباق” حفر على الصخر تعبيراً مدهشاً:
أمشي وكلّ لفتةٍ تحثّني للأصعب
فأسرج الجبال بالعينين نحو الأرحب
طويتُ عمراً واحداً مزدحماً بالحقب
لكنّني لهوت في عمرين بين اللعب
وفي النهاية رأى في “قوس قزح” أنّ كلّ ما في الكون هش وجميل كالخزف”.
والشعر أقوى من الحياة وأطول عمراً وأكثر ثراء، ونحن في انتظار ابداعات جديدة من رشيد درباس”.
6- وأخيراً كتاب “قالوا في الخمسة” حيث كتب معالي النقيب على الغلاف:
أنا جدّ لخمستهم
ووالد خمسة الكتب
سعيت بها…على قلم
بحبر الجدّ…واللعب
فإن مالت لي الألباب…
نلت خلاصة الارب
وان ناوشتُ ضحكتهم
فيا فرحي…ويا طربي.
“محكمة” – الاثنين في 2018/12/17