أقيم حفل إطلاق وتوقيع كتاب التفسير المقارن “المؤتلف والمختلف في التفسير” لمؤلّفه مؤسّس “المركز العلمي للدراسات والابحاث القرانية” وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور أحمد محمد قيس، والذي قدّمه شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، برعاية رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، في قصر الاونيسكو في بيروت.
حضر التوقيع ممثل الرئيس بري الدكتور رياض غنام، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الشيخ فاضل سليم، النائب عباس هاشم، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد سهيل المصري، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد عماد دمشقية، رئيس جمعية الأثر الطيب الشيخ عبد القادر ترنني، القاضي حسن الشامي، المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد مهدي شريعتمداري، وعدد من علماء المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى وممثلي المرجعيات.
غنّام
بعد آي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، ألقى ممثل الرئيس بري كلمة قال فيها: “نظرا لضيق الوقت، لم يتسن لي الوقت الكافي للقراءة المتمعنة في المجلّدات الأربعة “المؤتلف والمختلف في التفسير” للشيخ الدكتور أحمد قيس، والتي تناهز صفحاتها ألفي صفحة، لكن ذلك لم يحل دون الاطلاع على مقدمات هذا الجهد البحثي الكبير ومحاوره الرئيسية والمصادر والمراجع التي استند إليها، وكانت كافية لرسم فكرة أولية عن مضامين العمل والمنهجية والمقاصد، وتهدف إلى حجم مساحة المشتركات بين المفسرين من مراجع أهل السنة والشيعة خصوصا في ماضيهم وحاضرهم، وهي تفوق بكثير مساحة الاختلافات الطبيعية والمبررة حتى بين ابناء المذهب الواحد، ويقول عنها الامام الاكبر شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب في تقديم الى كتاب المؤتلف والمختلف في التفسير إن موارد الاختلاف التي تأتي في معظمها بشكل تبيانات علمية طبيعية تحصل في المجالات كافة من دون استثناء”.
أضاف: “في هذا العمل البحثي، قدم الدكتور قيس خدمة جليلة تغني المكتبة العربية والاسلامية من خلال تلخيص الثراء العلمي والفكري لدى المفسرين الكبار واستخلاص المفيد منه من دون المساس بالمعنى والمضمون، الامر الذي يتيح الفرصة أمام القارىء للتعرف على الفكر الاسلامي بشكل سهل ومبسط. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أحمد الطيب: في العديد من الموارد أو المناسبات قد يكتفي المسلم برأيه. أما هنا فتتاح له الفرصة على الارائك، ما يؤدي، وبشكل تلقائي، إلى توسيع دائرة معارفه الفكرية الاسلامية من دون عناء عدم الرفض المسبق الناتج من التعصب، وهذا ما تحتاج إليه الأمة في وقتنا الراهن أيما حاجة”.
وتابع: “هذا يعني توسعة مساحة التلاقي ما بين المسلمين، وقبول فكر الآخر، وفي أقل تقدير تفهمه ومعرفة الظروف المحيطة والآراء والمواقف التي هي رهن زمانها ومكانها”.
ورأى أن “الانطباع الأول عن الغاية الاساسية التي هدف إليها الدكتور قيس من هذا المنتج الفكري والبحث الجاد هو التقريب بين المذاهب الاسلامية، تحديدا بين قطبيها السني والشيعي، وهذه غاية نبيلة وشريفة تستحق الشكر والتقدير في زمن انتشار وباء التكفير والفتنة في ديار المسلمين، وتحدث عن هذه الغاية الدكتور قيس في مقدمة كتابه عن أنها مساهمة متواضعة من جملة المساهمات التي تعمل على وأد الفتنة وإصلاح ذات البين في الوسط الاسلامي العام عن الهوى والعصبية، وذلك من خلال استعراض نوافل أقوال المفسرين من المشاري الفكرية والاسلامية المختلفة تجاه قضية بعينها بشكل علمي وموضوعي حتى يتبين للقارئ الغث من السمين”.
أضاف: “في التوقيت، يقدم هذا العمل إسهاما اضافيا في مجال محاربة فكر الدين المتشدد الذي تتكئ عليه الجماعات الارهابية التكفيرية في سلوكياتها المتوحشة، التي أساءت إلى صورة الإسلام السمحة، وأضرت كثيرا بمصالح العرب والمسلمين وبرهنت انها جماعات وظيفتها تسجيل أعمالها وأهدافها في مصلحة العدو الاسرائيلي المستفيد الاول من تقسيم المنطقة وتفتيتها الى دويلات طائفية وعرقية متصالحة معه متناحرة في ما بينها”.
أضاف: “القضاء على هذه الجماعات يكمن في التخلص من الفكر الديني المتشدد الحاكم، السلوك الذي يكفر الآخرين، ويوجب إقامة الحد عليهم وقتلهم، وهؤلاء الاخرون هم كل ابناء الديانات والمذاهب الاخرى حتى أهل السنة والجماعة ممن يخالفون تلك الجماعات أراءها وسلوكياتها المتطرفة”.
وشكر “باسم الرئيس بري وباسمه شخصيا للدكتور قيس جهوده البحثية القيمة”، متمنيا له “الاستمرار في مسيرة العطاء”.
شمص
وألقى عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور عبد الحافظ شمص كلمة الأمين العام لاتحاد الكتاب وجيه فانوس، وقال فيها: “إننا أمام كاتب يتمتع بأكثر من صفة معرفية، بيد أن هذه الصفات تأتي على ما فيها من تعدد وتنوع صفات تجانس وتكامل في ما بينها، ونحن نقف في حضرة دارس متنوع معارف الجمع والتقميش والفهم والاستنتاج، إذ هو حوزوي متمرس بعلوم الحوزة الدينية ومعارفها ومناهج الطلب عبرها، وهو إضافة إلى هذا دارس فذ لما حصله من استعراضه لأعمال كبار مناهج أهل السنة والجماعة من فهم الأمور وتفسيرها”.
أضاف: “لا يقف هذا الدارس عند هذا الحد على الاطلاق، إذ وزيادة عما وعاه من شؤون التفسير في الشيعي منه والسني، فهو باحث أكاديمي غرف ما أمكنه ومكنه من قياده البحث العلمي المعاصر في كل ما تتطلب هذه القيادة من دقة موضوعية ومعرفة مباشرة مسؤولة عن استنتاجاتها، وهو يحمل عن خبرة وجدارة واستحقاق، وبإيجاز من أهل الاكاديمية، درجة الدكتوراه.
وتابع: “لقد وضع الشيخ قيس معالجة فكرية تطبيقية لما نعيشه اليوم، وفي كثير من أزمنة الماضي من انقسامات مذهبية في فهم الإسلام والتعامل مع مواضيع فكرية ومعيشية”.
وركز على “خصوصيات الفكر الاجتماعي عبر الحقب الزمنية والظروف الموضوعية ليصل بوضوح وجلاء رائعين الى أن لا خلاف جوهريا حقيقيا بين المختلفين ولا فرق عضويا يقع بين كل من يعتبر نفسه آخر في نظر نفسه أو في نظر سواه. وبوضوح وعلم ومنطق واقعي وبعد إيماني راسخ منطلق من النص القرآني، اقترح الشيخ عبر ما أنجزه من هذا السفر الجليل، أن الوحدة أساس الراسخ، والاختلاف فرع طارئ، وأن الآخر ليس سوى فاعلية اجتهاد معرفي، وأن الحق أحق أن يتبع، وأن الاسلام لا يكون وما كان حقا إلا واحد”.
قيس
وشكر الدكتور قيس الرئيس بري والنائب هاشم والقاضي حسن الشامي ورؤساء الطوائف الروحية وممثلي المرجعيات والقوى الامنية، ثمّ جرى توقيع الكتاب.
“محكمة” – الجمعة في 2018/04/13