الرئيس سامي الصلح: هل تترافع عن موكّلك أم تريد إدخالنا في الحزب؟/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
على اثر إهداء كتابي الجديد “القرارات الكبرى الصادرة عن محكمة الاستئناف المدنية في بيروت” إلى المحامي الدكتور إيلي الحشّاش، حيث كتبت له:
إلى الزميل الكريم الدكتور إيلي حشّاش المحترم عضو مجلس نقابة المحامين والمحكمة الناظرة في الدعاوى النقابية المنشورة قرارتها في هذا الكتاب. ميزته الأساسية العلم والشفافية والصدق. ولكن أكثر: طيبة القلب. مع التمنّي بمستقبل زاهر وعقبال أعلى المناصب والمراكز.
أجاب الزميل إيلي الحشاش بما يأتي:
شرّفني وأكرمني سعادة مفوّض القصر المحامي ناضر كسبار بإهدائي كتابه الحديث “القرارات الكبرى الصادرة عن محكمة الاستئناف المدنية في بيروت” وبدوري أتمنّى له أسمى المراكز: يعني من الآخر يا وزير يا نقيب.
***
الرئيس سامي الصلح
كتب المحامي الألمعي عبدالله قبرصي إبن الكورة الخضراء. وبناء على طلبي، عدّة طرائف أنشرها كما هي وبأسلوبه الشيق فيقول:
كان الرئيس سامي الصلح قبل تولّيه رئاسة الحكومة، رئيسًا لمحكمة جنايات بيروت. إشتهر بعدله وإنسانيته. قال لي أحد الذين حكم عليهم بالسجن، وقد التقيته وأنا سجين مثله، لقد حكمني سامي بك بثلاثة عشر عامًا لو حكمني بالإعدام لقبلت المشنقة وأنا فرحان لأنّ الرئيس رجل عادل وإنساني.
ليس هذا موضوعنا. الموضوع هو أنّني كنت أترافع عن قوميين إجتماعيين متهمّين بمحاولة قتل الصحافيين إبراهيم حدّاد صاحب مجلّة “الدهور”، وعارف الغريب صاحب جريدة “المساء”، وانطلقت مترافعًا وشارحًا مبدأ الحزب وعقيدته إلى أن صرخت بأعلى صوتي:”من منكم يا حضرة الرئيس، يا حضرة المدعى العام، يا حضرة المستشارين، لا يؤمن بفصل الدين عن الدولة؟
فاستوقفني الرئيس الصلح ضاحكًا: هل تترافع عن موكّلك أم تريد إدخالنا في الحزب؟”
***
رسالة لا مقدّمة
عندما كان النقيب والنائب والوزير فؤاد الخوري على فراش الموت، وكان على وشك إصدار كتابه “على رصيف العمر” كتب إبنه النقيب والوزير السابق عصام الخوري كلمة أسماها رسالة لا مقدّمة. وهي من أجمل ما كتب وممّا جاء فيها:
“أبي الحبيب، سألتني أن أكتب مقدّمة لكتابك الجديد على رصيف العمر، ووجدتني أكتب إليك رسالة.
المقدّمات، يا أبي محاولات للتعرّف والتعريف، أمّا الرسائل فكلمات من القلب إلى القلب…
ويا أبي، كلمة أخيرة أوجّهها إليك:
أنت اليوم ممدّد على سرير المرض والإستشفاء، ووطني اليوم ممدّد على صليب العذاب والقهر والقذائف المجنونة، أمّا أنا، إزاءك، ففي غصّة وحزن، وفي عتب على نفسي: لم أتعلّم منك كفاية القوّة على المواجهة والصبر على الشدائد…فبالله عليك، علّمني، علّمني، ولو بكلمة أو نظرة، كيف تكون المقاومة وكيف يكون الإنتصار على الحزن والوداع والرحيل؟
ويا أبي… أنا أحبّك.
***
وسادة هنية للرؤوس المتعبة
لمناسبة صدور كتاب “القضاة والمحامون..مواقف وطرائف” قال النائب السابق المحامي أحمد سويد:
لم يتهيّب الزميل المحامي ناضر كسبار عناء البحث والتنقيب الطويلين عندما تصدّى لمهمّة طريفة وجليلة هي اقتناص الشرقطات النادرة التي تخترق مهابة قاعات المحاكم وعبوسها وتزمّتها، لترسم البسمة الوقور على شفاء القضاة. هذه البسمة التي لا بدّ أن تتحوّل في الغرف المقفلة وعند التحرّر من طقوس الأقواس، إلى ضحكات مجلجلة، وإعجاب بالبديهيات اللمّاعة والدعابات الذكية والطرائف البروق التي تصحّ وتومئ وتعبّر برشاقة وبلاغة وإيجاز ومرح أكثر ممّا تفسح وتومئ وتعبر مطوّلات المرافعات والحجج المقنعة.
كتاب الزميل كسبار وسادة هنية للرؤوس المتعبة، ومنجم غني للباحثين عن براعة التخلّص وحسن الأداء والطرفة اللمّاحة.
***
لوين رايحين كلهم
يقول المحامي جوزيف سعادة إنّه قبل موت الملك الإسباني فرنكو احتشدت الجماهير أمام قصره. وكان فرنكو يغيب عن الوعي ويستفيق. وعندما استفاق في إحدى المرّات من الغيبوبة سأل مرافقيه عن سبب احتشاد الجماهير في الخارج، فقالوا له إنهم جاؤوا ليودّعوه. فسألهم:
– ليش لوين رايحين كلّهم.
***
القانون هو السيّد الذي لا عبيد له
أهدى معالي النائب المحامي نقولا فتوش كتابه “مسؤولية الوزير وأصول محاكمته” إلى السؤال الذي يكون أحيانًا أذكى من الجواب فيقول: “إلى السؤال، أهدي لأنّه في أكثر الأحيان، أذكى من الجواب”.
ويقول في مقدّمة الكتاب:”القانون إذن، هو دائمًا السيّد الذي لا عبيد له”.
ويقول المحامي البروفسور فايز الحاج شاهين الذي كتب مقدّمة الكتاب: إنّ هذه العبارة جديرة بأن تكون منقوشة في الحجر.
ويضيف: عندما أشاد العميد كاربونييه Carbonnier بدقّة الصياغة وجمال السبك في نصّ المادة 544 من القانون المدني الفرنسي (التي تتضمّن تعريفًا لحقّ الملكية) والمادة 1134 من القانون المدني الفرنسي “التي تكرّس مبدأ، أنّ العقد شريعة المتعاقدين” قال بأنّ هذين النصّين جديران بأن يكونا محفورين على الرخام Craves sur le marbre.
“محكمة” – الأربعاء في 2021/9/1