الزميل الكبير سمير الدحداح حاملٌ لقضية العدالة والحقّ/أنطونيو الهاشم

النقيب أنطونيو الهاشم(نقيب المحامين سابقًا):
رحل عنّا المحامي الشيخ سمير الدحداح. رجلٌ إجتمعت فيه مناقبُ الأخلاقِ السامية والعلمِ الرفيع، محامٍ لم يكن مجرّد حاملٍ للوكالة، بل حاملٌ لقضية العدالة والحقّ في كلّ كلمةٍ كتبها وفي كلّ موقفٍ اتخذه.
كان فقيدنا رمزًا للأصالة في مهنته، عريقًا في التزامه، وصادقًا في تمثيله لزملائه الذين اختاروه عضوًا في مجلس نقابة المحامين وعضوًا في لجنة صندوق التقاعد، حيث قضى سنواتٍ في خدمة قضايا النقابة، وكرّس نفسه لحماية حقوق المحامين وتحقيق مصالحهم. مما أبقاه ممثلاً لنقابة المحامين في كسروان لعقود، فأصبح صوت العدالة الذي لا يخفت، ورمز الأمانة التي لا تعرف المساومة.
الأخلاق والمناقب التي تُنسب إلى الشيخ سمير الدحداح، سواء كان بها شيخاً في القيادة والريادة أو في سياق الاحترام والتقدير، شملت مجموعة من الصفات النبيلة التي ميّزت هذا الرجل وجعلته نموذجًا يُحتذى به.
هذه المناقب ليست مجرّد صفات، بل أفعالٌ تجسّدت في حياته وسيرته، وتركت أثرًا عميقًا في مجتمعه وأسرته.
كما أنّ إرثه لم يقف عند حدود المهنة. فقيدنا كان أبًا مربيًا، أنشأ عائلةً يفتخر بها لبنان، عائلة حملت قيمه وسارت على خطاه في خدمة العدالة والمجتمع والوطن.
إنّ فقداننا اليوم لهذا المحامي الكبير ليس خسارة لعائلته فقط، بل خسارة للمحاماة وللعدالة وللبنان بأسره. سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة زملائه وفي صفحات النقابة، مثالًا ورمزًا للوفاء والمناقبية.
رحمك الله، شيخ سمير، وأسكنك فسيح جناته. ستبقى في قلوبنا وفي تاريخ هذه المهنة التي أضأتَ دربها بنور علمك وأخلاقك.
“محكمة” – الأحد في 2024/11/24