العدالة المعتمة
خاص –”محكمة”:
هذه الصورة ليست من التاريخ ولا من عصر “الأبيض والأسود” وإنّما هي من صميم الواقع الراهن حيث وسائل الإتصالات والتواصل تعمّ الكون كلّه وقد أضحى قرية صغيرة إلّا في لبنان حيث ينعم الشعب العظيم بالعتمة ومن دون أيّ مرتجى بالخلاص.
ولم تنجُ قصور العدل والعدليات والمحاكم من انقطاع التيّار الكهربائي الذي “يزيّن” البيوت والمنازل والمحال والمؤسّسات والمرافق العامة والوزارات نتيجة الوعي الكبير لدى الدولة المنصرفة إلى تحقيق إنجازات كبيرة فنسيت أنّ العقد مع الباخرة التركية التي تزوّد لبنان بالكهرباء قد انتهى وبالتالي يفترض البحث عن بديل قبل وقوع المصيبة واستفحالها، غير أنّ غياب المحاسبة والمساءلة يرهق كاهل الدولة والمواطن في آن معًا.
الصورة المرفقة بهذا الخبر هي في قلم النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان في قصر العدل في بعبدا حيث يضطرّ المساعدون القضائيون والمحامون إلى الإستعانة بضوء هواتفهم الخليوية من أجل تسيير عملهم اليومي والبحث في السجّلات والملفّات وتدوين الورود من شكاوى ودعاوى.
ولا تقتصر الظلمة على هذا القلم، بل هي تطاول كافة أرجاء هذه العدلية التي تحتاج أصلًا إلى مبنى جديد بالكامل.
“محكمة” – الإثنين في 2021/10/4