العدلية بلا كهرباء.. أين عدنان عضوم؟!/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
على ضوء العيون والشموع والهواتف النقّالة، يعمل موظّفو قصر العدل في بعبدا وفي قلمي محكمة التمييز الجزائية والمدنية في قصر عدل بيروت بسبب انقطاع الكهرباء، ولا أحد من المسؤولين يتحرّك لوضع حدّ لهذا الاستهتار بأهمّية قصور العدل المصابة أساساً كمبان، بترهّل لا يحتاج إلى إعادة تأهيل، بل بناء مبان جديدة، وما المانع من تخفيف الزحمة عن عدلية بعبدا ببناء قصري عدل في عاليه وكسروان، وقطعة الأرض في عالية موجودة ومتوافرة منذ سنوات بعدما وضعها المحامي حافظ جابر وأشقاؤه بتصرّف الدولة؟!.
والصورة هي لقلم عدلية بعبدا حيث اضطرت هذه الموظّفة إلى القيام بواجبها في إتمام معاملات المحامين والمتقاضين مستعينة بضوء الهواتف. وعلى الرغم من إبلاغ المعنيين إلاّ أنّ أحداً لم يقم بما يمليه عليه ضميره لوقف هذا النزف المضرّ بسمعة العدالة.
ومنذ فترة اضطرّ قاضي التحقيق في بعلبك حمزة شرف الدين إلى إجراء جلسات تحقيق في مكتبه على ضوء الشموع في جو من الرومانسية القاهرة من أجل تسهيل العمل القضائي. وقصر عدل بعلبك هو الآخر لا يحتاج تأهيلاً بل بناء قصر عدل يليق بالقضاة ومسار العدالة المتطلعة دوماً نحو إحقاق الحقّ.
أذكر مرّة في عهد رجل العدلية الأوّل النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم وقبل أن يصبح وزيراً للعدل، وكان التيّار الكهربائي ينقطع بشكل كبير عن عدلية بيروت إلى درجة تعطيل عمل المحاكم والأقلام، وإزاء هذه الصورة القاتمة، أن استدعى مسؤولاً رفيعاً في مؤسّسة كهرباء لبنان وأبقاه ساعات منتظراً في ردهة النيابة العامة التمييزية بلباسه الأنيق يتصبّب عرقاً لكي يشعر بما يحصل مع القضاة والمحامين والموظّفين، ثمّ أفهمه أنّه يمنع منعاً باتاً أن تنقطع الكهرباء عن العدلية، وهكذا كان ونعمت العدلية بصحّة كهربائية جيّدة.
كان ذاك عدنان عضوم!.
“محكمة” – الخميس في 2018/06/28