العدلية ليست مكبًّا للنفايات/علي الموسوي
علي الموسوي:
في مشهد غير مألوف في عدلية بيروت وتحديدًا في الباحة الخارجية المخصّصة موقفًا لركن السيّارات، تطالع العابر والداخل “هضبة” من النفايات المكدّسة والمرمية بطريقة عشوائية عند المدخلين الخلفيين المؤدّيين إلى “قاعة الخطى الضائعة” من دون أن يتحرّك أحد من المعنيين في وزارة العدل أو الرئيس الأوّل لمحكمة الإستئناف لاتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع هذه الزبالة من مكانها ونقلها إلى مكانها الصحيح.
كان مفهومًا في الفترة السابقة وإنْ طالت أكثر من المتوقّع، أن توضع في المكان نفسه الردميات الناتجة عن ورشة تأهيل وترميم العدلية وتشييد طابق إضافي فيها، لكن أن تعود النفايات بهذه الطريقة ومن الجهتين، وأن تبقى في مطرحها وفي فصل الربيع وبدء ارتفاع الحرارة، ومن دون معالجة، فهذا أمر مرفوض.
فالعدلية ليست مكبًّا للنفايات، وإلقاء الأكياس والأغراض والكراتين وبعثرتها بشكل نافر ومقزّز، مشهد لا يبعث على الإرتياح. كما أنّ تجميع النفايات وتركها أيّامًا معدودات وتحت أشعة الشمس ليس لمصلحة أحد، فهل ينتظر المعنيون تصاعد الروائح الكريهة وتكاثر البرغش والذباب لكي يتصلّوا ببلدية بيروت أو إحدى الشركات المتعهّدة رفع النفايات أو الجمعيات المعنية بشؤون البيئة لنقلها إلى مكانها الصحيح والإستفادة منها؟
يكفي أنّه لا توجد الاعتمادات المالية اللازمة لدى وزارة العدل لإبقاء الشركة المتعهّدة تقوم بعملها اليومي في تنظيف العدلية بقاعاتها ومكاتبها وأروقتها،
ويكفي أنّ القضاة صاروا ملزمين بحكم الأمر الواقع، بدفع مبلغ مالي من جيوبهم لعاملات لقاء تنظيف مكاتبهم ومسح الغبار على الرغم ممّا أصابهم كبقيّة اللبنانيين من حيث تدني القيمة الشرائية لرواتبهم،
لكن أن يؤدّي الإهمال والتقصير والتغاضي إلى إبقاء هذه النفايات في الباحة الخارجية بعد جمعها من داخل العدلية، فهذا ما لا يقبل به عاقل، وهذا ما لا يريده أيّ قاض وأيّ محام وأيّ مواطن، وهذا يوجب الإسراع في إحضار من يتولّى نقلها إلى المطمر حفاظًا على منظر العدلية ومنعًا من انتشار الحشرات والجراذين والفئران.
فهل تتحرّك وزارة العدل لتدارك خطورة هذا المشهد قبل أن تصبح الهضبة جبلًا مثلما حصل في بعض الأماكن والمطامر؟
الأمر ليس نكتة. والعدلية لم تعد تتحمّل ويكفي ما يحدث من مهاترات، وما تتعرّض له من انتقادات في وسائل الإعلام، فأصلحوا الوضع بهاتف معجّل التنفيذ قبل أن تتفاقم النفايات.
“محكمة” – الإثنين في 2021/4/26