“العسكرية” برئاسة العميد خليل جابر تصدر حكمها بحقّ خاطفي جوزف مفرج على طريق المطار/علي الموسوي
المحامي المتدرج علي الموسوي:
أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الإداري خليل جابر حكمها في قضية خطف المواطن جوزف مفرج حيث تراوحت العقوبات بين الأشغال الشاقة خمس سنوات والأشغال الشاقة المؤبّدة.
وجاءت الأحكام على الشكل التالي:
• الأشغال الشاقة مدة خمس سنوات بحقّ سعيد علي جعفر وتجريده من حقوقه المدنية.
• الأشغال الشاقة مدّة عشر سنوات بحقّ المؤهّل أوّل شادي فهد أبو العزّ، والسوري أنس ياسين سيفو، وتجريدهما من حقوقهما المدنية.
• الأشغال الشاقة مدّة خمس عشرة سنة بحقّ فضل علي جعفر ولبنان حسين صعب وتجريدهما من حقوقهما المدنية.
• الأشغال الشاقة مدّة خمس عشرة سنة بحقّ كلّ من: المجند محمد حسين صعب الملقّب بـ”محمد روما”، والعريف حسن طالب مرضة، والجندي حسين طالب مرضة، وتجريدهم من حقوقهم المدنية وإلزام كلّ واحد منهم بتقديم بندقية حربية ومسدس حربي.
• الأشغال الشاقة المؤبّدة بحقّ بشار علي طرادية وناجي مرهج جعفر، وتجريدهما من حقوقهما المدنية وتنفيذ مذكرتي إلقاء القبض بحقهما.
وقد أقدم محمد روما ولبنان صعب وبشار طرادية وناجي جعفر على تأليف عصابة لخطف الأشخاص بهدف المطالبة بفدية مالية وخطفوا جوزف مفرج بقوّة السلاح لهذه الغاية وبعدما انتحلوا صفة مخابرات الجيش اللبناني. كما أقدم محمد روما وحسن مرضة وحسين مرضة وفضل جعفر على ضرب مفرج وتعذيبه وسلبه الأولان ساعته الثمينة وخاتمه الذهبي كما أقدم محمد روما على تحقير وتهديد ضباط الجيش اللبناني والمخابرات بالقتل بسبب قيامهم بوظيفتهم الأمنية، وأقدم سعيد جعفر وانس سيفو على التدخل في عملية الخطف.
وكانت عملية الخطف قد جرت بتاريخ 15/4/2022 عندا وصل جوزف جرجي مفرج ليلًا إلى مطارف رفيق الحريري الدولي وبرفقته العاملة لفيليبينية لديه قادمين من المملكة العربية السعودية حيث يعمل، وكان بانتظارهما في الخارج السوري انس سيفو الذي يعمل ناطورًا وسائقًا لدى العائلة في الحازمية.
وبعد الخروج من حرم المطار ووضع الحقائب في صندوق السيّارة، صعد جوزف مفرج خلف المقود لقيادة سيارته وجلس سيفو بالقرب منه والعاملة في المقعد الخلفي. وخلال السير على طريق المطار صدمت سيّارتهم من الخلف سيارة هيونداي بداخلها محمد روما وحسن وحسين مرضة واعترضت طريقهم وأجبرتهم على التوقف، وترجل روما وحسن شاهرين سلاحًا حربيًا وتوجّه إلى سيفو الذي أخبرهم بأنه سوري الجنسية فانتقلا إلى السائق مفرج وأجبراه على النزول منها بعد انتحال صفة مخابرات الجيش اللبناني ووضعاه في سيارتهم وغادروا إلى جهة مجهولة.
وتواصل الخاطفون مع عائلة المخطوف مطالبين بفدية مالية مقدارها مليونا دولار أميركي مقابل الإفراج عنه.
وبوشرت التحقيقات وتعقّب الهواتف الخليوية التي يستعمل الخاطفون الكثير منها، فتبيّن أن الخاطفين سلكوا طريق بيروت الدولية باتجاه بعلبك. ومن خلال الدراسة الفنية أمكن اكتشاف الخاطفين والتعرّف إليهم. وأول المشتبه بهم هو المؤهل أول شادي أبو العز الذي يخدم في المخابرات والذي تولّى نقل الخاطفين الثلاثة والمخطوف من منطقة الجمهور- بسوس إلى بعلبك، بآلية عسكرية يتمّ استخدامها في المهمات الأمنية وهذا ما سهل لهم اجتياز حاجز ضهر البيدر.
وتذرّع أبو العز بأنّ الأخوين مرضة خطفا مفرج بداعي احتياله عليهما بمبلغ مالي، وبعد تسديده لهما هذا المبلغ يقومان بدفع الدين المتوجب له بذمّتهما. وبعد مواجهته ببعض الوقائع اعترف بأنّ محمد روما المطلوب للقضاء بجرائم مختلفة، كان معهم.
واعترف سعيد جعفر بعد توقيفه بأنّ شقيقه فضل يعمل مساعدًا لمحمد روما.
وبعد التمحيص بإفادة انس سيفو ودراسة هاتفه الخليوي، تبيّن أنه كان قبل انطلاقه إلى المطار لإحضار مفرج، موجودًا مع قريبيه صلاح سيفو وحمزة سيفو اللذين كانا قد تواصلا قبل ليلة واحدة مع الخاطفين ثمّ توقفا عن استعمال هواتفهما وانتقلا إلى وادي خالد ويرجح فرارهما إلى سوريا.
وتبيّن من السجلات الأمنية أنّ بشار طرادية هو أحد أفراد عصابة ناجي جعفر التي تقوم بأعمال التهريب وسرقة السيارات ونهريبها إلى سوريا وتجارة المخدرات وأعمال خطف الأشخاص مقابل فدية مالية.
وبتاريخ 15/5/2022 تمّ تحرير المخطوف مفرج حيث سلمته السلطات السورية إلى الأمن العام اللبناني وتمّ توقيف الخاطفين محمد روما وحسن وحسين مرضة وفضل جعفر بالتنسيق الأمني مع الجانب السوري لتتكشف تفاصيل عملية الخطف.
فقد أعطى بشار طرادية رقم هاتف صلاح سيفو إلى محمد روما الذي التقاه مع ابني عمته حسن وحسين مرضة في محلة الحازمية حيث أخبرهم سيفو بأن ابن عمه انس سيفو يتجهز للانتقال إلى المطار لإحضار مفرج وحدد لهم التوقيت وموعد وصول طائرة هذا الأخير من السعودية، وزودهم بفيديو تظهر فيه السيارة التي سيقودها أنس سيفو، وهذا ما سهل للخاطفين التعرف إلى السيارة واتمام عملية الخطف.
وبوصول السيارة إلى حاجز ضهر البيدر طلب العناصر التوقّف جانبًا فما كان من شادي أبو العز إلا أنّ أخبرهم بأنه من عديد مخابرات الجيش وأبرز لهم ورقة أمر مهمّة لإثبات صحة كلامه فسمح له بمتابعة طريقه. وعندما وصلوا إلى محلة الجمالية في بعلبك تواصل محمد روما مع بشار طرادية الذي أرسل لهم حسين حسن دندش لاستلام المخطوف.
واعترف محمد صعب أنه أثناء احتجاز مفرج قاموا بضربه وتعذيبه وحرقه بواسطة السجائر، وأنّه في إحدى المرات قام حسن مرضة بإطلاق النار قرب رجلي المخطوف وصوّر هذا الأمر بالفيديو وأرسله إلى لبنان صعب ليقوم بابتزاز عائلة المخطوف باعتبار أنّه هو من كان يتولى عملية التفاوض مع ذوي مفرج ويتصل بهم من أرقام هولندية كونه موجودًا في هولندا.
وإثر دهم الجيش اللبناني منزل محمد روما، أقدم هذا الأخير على تسجيل ونشر فيديو يهدد فيه رئيس فرع مخابرات البقاع وجميع عناصر وضباط المخابرات بالقتل وقد تناولته آنذاك مختلف وسائل الإعلام المحلية.
“محكمة” – السبت في 2024/4/27