القرار الظني للقاضي زياد الدغيدي: طبخت الملوخية بالسمّ لزوجها وتخلّصت منه مع عشيقها
لم تكتف بطهي الملوخية ودسّ السمّ فيها للتخلص من زوجها، بل طلبت من عشيقها أن يجهز عليه وقادت السيارة بنفسها لنقل الجثة ورميها بعيدًا عن الأنظار، ثم قدما معًا صباح اليوم التالي للتحقّق من عدم وجود آثار ظاهرة من الجثة، ولمّا انتهت عادت إلى منزلها الزوجي وقامت بتنظيف الغرفة حيث حصلت عملية القتل وحرقت القرشة والمخدات والشراشف لإخفاء معالم الجريمة.
وقد أصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي قراره الظنّي في هذه الجريمة وطلب اعتبار فعل الزوجة ل.ن. والعشيق السوري الجنسية المتواري عن الأنظار ف.ع. من نوع جناية المادة /549/ من قانون العقوبات، واعتبار قيام كلّ من ط.غ. وت.ق. بتأليف عصابة وتنظيم شبكة لتهريب الاشخاص من وإلى الاراضي اللبنانية لقاء مبالغ مالية، ينطبق على الجناية المنصوص عنها في المادة /586/ من القانون رقم /164/ تاريخ 2011/8/24، وظن بهما بجنحة المادة /222/ من قانون العقوبات، وأحالهم على المحاكمة أمام محكمة الجنايات، وأصدر مذكرة تحري دائم توصلاً لبيان كامل هوية المدعو ح. ش.
وجاء في متن القرار الظني التالي:
تبيّن أن المدعى عليها ل. ن. متأهلة من المغدور(…) منذ حوالي خمسة عشر عاماً ولها منه ولدين هما تولد العامين /2009/ و/2011/ وقد بدأت الخلافات بينهما منذ أكثر من عشر سنوات إلى أن وصلت إلى حد الإنفصال.
ومنذ حوالي السنة والنصف بدأت ل.ن. تشكو الأمر إلى صديق زوجها المدعى عليه ف. ع. حيث توطدت العلاقة بينهما، ثمّ تطورت إلى علاقة عاطفية وكانا يلتقيان ويمضيان الوقت معاً في منزلها الزوجي ويمارسان الجنس فيه وذلك في أثناء غياب زوجها عن المنزل. وبعد فترة وتحديداً قبل ثلاثة أشهر سابقة لتاريخ 2023/8/20 أي لواقعة إختفاء المغدور، إكتشف هذا الأخير وجود علاقة بينهما وبدأ يغير تصرفاته إتجاههما وراح يهدد المدعى عليها بفضح أمرها حينها إلتقا المدعى عليهما في سيارة هذه الأخيرة وأمام منزلها في الأسبوع السابق لإختفاء المغدور واتفقا على التخلص من المغدور وخططا لقتله وتبرير إختفائه بأنه توجه لتنفيذ مهمة مع أحد الأحزاب اللبنانية في سوريا مع عناصر الحزب المذكور.
وتحضيراً لتنفيذ عملية القتل إشترت المدعى عليها ل. ن. سمًا من نوع اللانيت وبتاريخ 2023/8/20 طهت الملوخية ووضعت فيها كمية من سم اللانيت ولدى حضور المغدور قدمت له طبق الملوخية وتناول نصفه وبدأ يشعر بالدوار حينها طلب منها أن تساعده في الإنتقال إلى سريره فعاونته، وبعدها إتصلت بالمدعى عليه ف. للحضور وغادرت هي وأولادها المنزل إلى منزل صديقتها.
وفي هذه الأثناء حضر المدعى عليه ف. ع. سيراً على الأقدام إلى المنزل وأتم عملية الإجهاز على المغدور للتأكد والتيقن من فقدانه الحياة، وأن هذا الأمر حدث بواسطة الطعن والتسبب بالنزيف الأمر الذي يفسر وجود آثار الدماء المنتشرة في أرجاء غرفة النوم. ثّم أقدم على لف الجثة بواسطة غطاء السرير وهو عبارة عن شرشف لون بني وعمل على وضعها بالقرب من الحائط الواقع على الحدود مع البناء المجاور وإتصل بالمدعى عليها ل. ن. فحضرت على متن سيارتها “المرسيدس” وركنتها بطريقة خلفية محاذية للحائط تسهيلاً لوضع الجثة في صندوق السيارة وترجلت من السيارة مع ولديها وأدخلتهما المنزل وأقدم المدعى عليه ف. ع. على وضع الجثة في صندوق السيارة ولاقته المدعى عليها إلى الخارج وتولت قيادة السيارة باتجاه منطقة رأس الجبل في عالية ولدى وصولهما إلى جانب منحدر أوقفت السيارة وترجل المدعى عليه ف. وأخرج الجثة من الصندوق ورماها من أعلى المنحدر ولدى إستقرارها نزل إلى الأسفل ووضع الحجارة فوقها لتغطيتها وقامت المدعى عليها بإيصاله إلى منزله وكانت الساعة حوالي الواحدة والنصف بعد منتصف الليل.
وحوالي الساعة الخامسة والنصف فجراً، عاد المدعى عليه ف. ع. وإتصل بالمدعى عليها ل. ن. وطلب منها التوجه مجدداً إلى مكان رمي جثة المغدور للتأكد بأنه لا يوجد أي جزء من الجثة ظاهر. وبالفعل توجها إلى المكان ووضع المدعى عليه ف.ع. بعض أغصان الأشجار على الجثة والمزيد من الحجارة لإخفائها بشكل تام. وفي اليوم التالي أقدمت المدعى عليها ل. ن. على تنظيف الغرفة حيث حصلت عملية القتل وحرقت القرشة والمخدات والشراشف لإخفاء معالم الجريمة.
وإمعاناً في إجرامها وتنفيذاً لما سبق أن إتفقت وخططت له مع عشيقها المدعى عليه ف. روّجت لقصة حضور عناصر حزبية إلى منزلها ومغادرة زوجها المغدور برفقتهم وأكثر من ذلك إحتفظت بالهاتف الخلوي العائد للمغدور وراحت ترسل منه الرسائل النصية على هاتفها لإبعاد الشبهات عنها وعن عشيقها. وبعد أربعة أيام إستلم المدعى عليه ف. الهاتف الخلوي العائد للمغدور وتوجّه به إلى منطقة البقاع وراح يرسل الرسائل النصية منه إلى هاتف شقيقة المغدور وإلى هاتف المدعى عليها ل.ن..
وأنه في سياق التحقيقات الأولية وبدراسة الموقع الجغرافي لهاتف المغدور تبين أنه في محيط سكنه منذ تاريخ إختفائه، وأنه بنتيجة معاينة منزل المغدور تبيّن وجود آثار دماء بكثرة في غرفة النوم الرئيسية.
وأنه بالتحقيق مع المدعى عليها ل. ن. ومواجهتها بالأدلة أفادت بما تقدم من وقائع تفصيلاً وفقاً لما تم ذكره أعلاه واعترفت بإقدامها على وضع السم من نوع اللانيت في طبق الملوخية وقتل المغدور بالإشتراك مع المدعى عليه ف.ع. بناء لاتفاق مسبق بينهما.
وتم العثور على جثة المغدور في منطقة رأس الجبل مطمورة بالردميات والأحجار وأوراق الأشجار وفق ما وصفته المدعى عليها ل. ن. في إفادتها لجهة كيفية إخفاء الجثة. وقد عاينه الطبيب الشرعي وبيّن أن الوفاة حصلت منذ ثلاثة أسابيع وهي في حالة تحلّل.
وتبين أن المدعى عليه ف. ع. وبعد توقيف المدعى عليها ل. ن. تواصل مع شبكة تعمل في تهريب الأشخاص واتفق معهم على إخراجه من البلاد بطريقة غير شرعية ومنهم المدعى عليه المعاون أول في قوى الأمن الداخلي ط. غ.، وهو إضافة إلى عمله في قوى الأمن الداخلي عضو في العصابة التي تنقل الأشخاص إلى الحدود وتؤمن مغادرتهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، وتولى عملية تأمين نقل المدعى عليه ف. ع. إلى الحدود فحضر إلى مستديرة عاليه وكان المدعى عليه ف. ع. بانتظاره فنقله إلى منطقة عين عطا الحدودية وسلمه إلى المدعى عليه ت.ق. وهو أيضاً عضو في العصابة التي تتولى تهريب الأشخاص عبر الحدود والذي بدوره نقل المدعى عليه ف. إلى منطقة جبلية وأمن انتقاله إلى الأراضي السورية.
وفي التحقيق مع المدعى عليه ط.غ. إعترف بأنه يعمل في تهريب الأشخاص بطريقة غير شرعية عبر الحدود ويتولى نقل الأشخاص القادمين عبر الأراضي السورية من منطقة عين عطا إلى بيروت، كما يتولى نقل الأشخاص المغادرين من بيروت إلى منطقة عين عطا، وأنه تولى نقل المدعى عليه ف. ع. من مستديرة عاليه إلى مزرعة ت.ق. في عين عطا لقاء مبلغ مئة دولار أميركي ولم يكن على علم بالسبب الذي دفع المدعى عليه ف. إلى المعادرة بطريقة غير شرعية.
وبالتحقيق مع المدعى عليه ت.ق. أفاد بأنه يعمل في تهريب الأشخاص عبر الحدود اللبنانية السورية ذهاباً وإياباً بالتعاون مع ح.ش. وأنه بالفعل أقدم على نقل وتأمين عبور المدعى عليه ف. ع. من لبنان إلى سوريا بطريقة غير شرعية مقابل بدل مالي ولم يكن على علم بالسبب الذي دفع المدعى عليه ف. إلى المعادرة بطريقة غير شرعية.
“محكمة” – الإثنين في 2024/2/26