القرار الظنّي يروي: الأحمر عزم على القتل فاستقرّت رصاصته في رأس روي حاموش بلا سبب
كتب علي الموسوي:
في خمس صفحات “فولسكاب”، ضمّن قاضي التحقيق الأوّل في بيروت غسّان عويدات الرواية الكاملة لجريمة قتل الشاب روي حاموش ومحاولة قتل صديقه جوني نصّار في 6 حزيران 2017 برصاص محمّد حسن الأحمر، في محلّة الكرنتينا في بيروت.
واعتبر عويدات إقدام الأحمر على ارتكاب جريمة القتل العمدي من نوع جناية المادة 549 عقوبات التي تنصّ على الإعدام، فيما اقتصر دور من كان معه شاهداً على تفاصيل الجريمة أيّ عدنان جمال غندور وهاني محمّد المولى على التدخّل في القتل ومحاولة القتل بطرائق مختلفة، وظنّ بالمدعى عليها أمل الياس مومجيان بجنحة تخبئة زوجها الأحمر وهي على دراية باقترافه جناية لأنّها كانت معه عند وقوع الجريمة، وساعدته على التواري عن وجه العدالة، وتقضي عقوبة المادة 222 المنسوبة إليها بالسجن من ثلاثة أشهر إلى سنتين.
وفور صدور هذا القرار، نظره النائب العام الاستئنافي في بيروت بالانتداب القاضي زياد أبو حيدر ليسلك طريقه إلى الهيئة الاتهامية تمهيداً لوضع قرار إتهامي مشابه لمضمون قرار عويدات والنتيجة التي خلص إليها.
وإذا كانت الجريمة قد وقعت نتيجة حادث اصطدام بسيط لا يستحقّ كلّ ما تبعه من مطاردة واستقواء على شابين صغيرين لم ينطقا بحرف يثير العصبية أو الإستفزاز، فإنّ نصّار كاد أن يكون هو القتيل، لأنّ الأحمر وضع المسدّس على رأسه وضغط على الزناد، إلاّ أنّه كان فارغاً من الرصاص لينجو ويهرب، فيما بقي الحاموش داخل السيّارة وهو أساساً لم يقم بأيّ عمل، غير أنّ الأحمر لقّم مسدّسه ممشطاً إضافياً ذهب خصيصاً إلى السيّارة لإحضاره بنيّة القتل، وأطلق رصاصة استقرّت في عنق الحاموش وأردته فوراً.
وهنا النصّ الحرفي لقرار عويدات:
نحن غسّان عويدات قاضي التحقيق الأوّل في بيروت
بعد الإطلاع على ورقة الطلب عدد 2017/12267 تاريخ 13-6-2017، وعلى المطالعة بالأساس، وعلى التحقيقات الأوّلية والإستنطاقية، وعلى الأوراق كافة، تبيّن أنّه أسند إلى:
1- محمّد حسن الأحمر(والدته قاهرة، مولود 1984 إيعات). أوقف وجاهياً في 16-6-2017 ولا يزال.
2- أمل الياس مومجيان(والدتها فهيمة مولودة 1973 الزويتيني/الهرمل). أوقفت وجاهياً في 16-6-2017 ولا تزال.
3- عدنان جمال غندور(والدته حسيبة مولود 1994 عدشيت). أوقف وجاهياً في 16-6-2017 ولا يزال.
4- هاني محمّد المولى(والدته أديبة مولود 1992 حربتا). أوقف وجاهياً في 16-6-2017 ولا يزال.
5- كلّ من يظهره التحقيق.
بأنّهم في بيروت وبتاريخ لم يمرّ عليه الزمن، أقدم الأوّل بالإشتراك والتدخّل من الثانية والثالث والرابع على قتل المغدور روي الحاموش عمداً، وعلى محاولة قتل جوني نصّار عمداً باستعمال مسدّس حربي غير مرخّص، وأقدم الأوّل على نقل وحيازة رمّانتين يدويتين، كما أقدم الثالث على حيازة مسدّس حربي دون ترخيص.
وبنتيجة التحقيق:
أوّلاً في الوقائع:”تبيّن أنّه بتاريخ 2017/6/6 توفّرت معلومات مفادها أنّه في الساعة 23,30 وفي محلّة جلّ الديب حصل حادث تصادم بين سيّارة من نوع “بي أم في 318” سوداء اللون يقودها المدعي جوني جرجس نصّار وسيّارة من نوع “بي أم في 745” زجاجها حاجب للرؤية يقودها المدعى عليه عدنان جمال غندور تلتها مطاردة تخلّلها إطلاق نار وصولاً إلى محلّة الكرنتينا -كوع الريحة حيث تمكّن المدعي من الفرار ركضاً، وبعودته وجد صديقه روي الحاموش الذي كان يرافقه مقتولاً.
حركة الإتصالات والمواقع الجغرافية
وأنّه بنتيجة المتابعة من قبل شعبة المعلومات تمّ رصد سيّارة الفاعلين تغادر إلى محلّة الصيّاد، ثمّ إلى محلّة الحدث وتدخل باتجاه الليلكي. وبنتيجة دراستها لحركة الإتصالات في الفترة ما قبل وما بعد حصول الجريمة، تمّ الإشتباه بالرقم الخليوي المستخدم من المدعى عليها أمل الياس مومجيان وتطابقت مواقعه الجغرافية مع مسلك السيّارة من جلّ الديب باتجاه الليلكي ليل 6- 7/6/2017، كما تبيّن أنّ صاحبة الرقم على علاقة بالمدعى عليه محمّد حسن الأحمر الذي استخدم رقمي هاتف تطابقت حركتهما الجغرافية مع حركة هاتف المدعى عليها في الضاحية وبرج حمود وتوقّفا عن العمل مساء 7-6-2017 . وأنّ المدعى عليه محمّد حسن الأحمر كان قد خرج من السجن بتاريخ 2-2-2016 وبعد عرض صورته الشمسية على المدعي تعرف عليه على أنّه من حاول قتله كما تطابقت بصماته وتلك المرفوعة من مكان الحادثة عن هيكل السيّارة بين الصندوق الخلفي وزجاج النافذة اليسرى.
وأنّه بتاريخ 7-6-2017، تمّت مداهمة منزل المدعى عليها أمل مومجيان حيث تمّ تحديد مكان وجود المدعى عليه محمّد حسن الأحمر، فألقي القبض عليه. وبتفتيش المنزل تمّ ضبط مسدّس حربي من نوع “بيريتا” عيار 9 ملم قصير W380AUTO فضّي وأسود اللون، ورمّانتان يدويتان.
رواية نصّار
وأنّه بالتحقيق مع المدعي جوني جرجس نصّار أفاد أنّه ليل 6-6-2017، كان يقود سيّارته الخاصة من نوع “بي ام في” يرافقه فيها صديقه المغدور روي الحاموش عائدين من النادي العسكري في جونية بعد تناولهما الطعام فيه، وبوصولهما إلى القرب من شركة “المازدا”، حاول سائق سيّارة من نوع “بي ام في” زجاجها حاجب للرؤية، تجاوزه من ناحية اليمين، فتوقّف السير فجأة، واستعمل المدعي مكابحه، فانحرفت سيّارته قليلاً نحو اليمين مصطدمة بسيّارة المدعى عليهم متسبّباً لها بخدش وطعج بسيطين، فأوقف سيّارته، وإذ بالمدعى عليه عدنان جمال غندور يترجّل من السيّارة التي كان يقودها وترجّل منها أيضاً كلّ من المدعى عليه محمّد حسن الأحمر الذي كان يجلس خلف السائق، والمدعى عليه هاني محمّد المولى الذي كان يجلس في المقعد الأمامي بالقرب من السائق، وقام المدعى عليه محمّد حسن الأحمر بلطم وركل زجاج السيّارة، فيما قام المدعى عليه عدنان جمال غندور بلطم غطاء محرّكها، بالرغم من أنّ المدعي وصديقه المغدور لم يتفوها بأيّ كلمة.
وأنّ المدعي جوني نصّار تمكّن من الفرار سالكاً الطريق البحري، وبوصوله إلى منطقة الكرنتينا وقبل مفرق الريحة، سمع صراخاً مصدره السيّارة التي فرّ منها، وشاهد المدعى عليه هاني محمّد المولى يصرخ آمراً إيّاه بالتوقّف و”الشرّ يخرج من وجهه”، وبوصوله إلى مفرق الريحة، بدأ الرصاص ينهمر على السيّارة، فسلك المدعي زاروباً محاولاً الفرار وشاء القدر أن يكون دون منفذ، فتوقّف بسيّارته ولم يستطع الرجوع كون المدعى عليه عدنان جمال غندور أقفل عليه الدرب من الخلف بالسيّارة التي كان يقودها.
وأنّ المدعى عليه عدنان غندور ترجّل من السيّارة وحاول إخراج المدعي عنوةً من سيّارته ممزّقاً قميصه لاطماً إيّاه على وجهه، وإذ بالمدعى عليه محمّد حسن الأحمر يقف بالقرب من المدعى عليه عدنان غندور ويضع مسدّسه في رأس المدعي شاتماً إيّاه ضاغطاً على الزناد، إلاّ أنّ الرصاصة لم تنطلق كون المسدّس فرغ منها، فعاد إلى سيّارته يرافقه المدعى عليه عدنان غندور وطلب منهما المدعي التروي مبرّراً فراره السابق بفعل الخوف مبدياً إستعداده لدفع أيّ تعويض، فلم يُجبه أحد وكان المغدور روي الحاموش لا يزال جالساً في مقعده وشاهد المدعي المدعى عليه محمّد حسن الأحمر يأخذ بممشط من داخل سيّارته ويموّن مسدّسه به، فهرب راكضاً وشعر بارتداد الرصاصات في الأرض من حوله والتي أطلقها باتجاهه المدعى عليه محمّد حسن الأحمر وتمكّن المدعي من الوصول إلى منطقة المرفأ راكضاً واختبأ خلف بناية بيضاء اللون تحمل إشارة بنك بيروت وعلى سطحها إشارة الويسترن يونيون.
وأنّه أجرى اتصالاً بغرفة العمليات وأعلمها بما حصل وبقي في المحلّة إلى أن وصلت دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي ورافقته إلى مكان وجود السيّارة حيث شاهد صديقه روي مقتولاً.
وأنّه تمّ مشاهدة سيّارة المجني عليهما وباب السائق مفتوح وتصدر من داخلها موسيقى هادئة والى جانب باب السائق الأيمن الأمامي جثّة المغدور روي الحاموش مستلقية على جانبها البطنية مائلة قليلاً جدّاً إلى الجهة اليمنى، والرأس منحني بشكل غير طبيعي وبدرجة 150 تقريباً بحيث الرأس بين الأرض وصدره، والوجه مقلوب إلى الجهة اليسرى، واليدان موجودتان أيضاً تحت جسمه ونظّاراته نصفها إلى الخارج. كما تمّ مشاهدة آثار ثقب من جرّاء طلق ناري على الضوء الخلفي الأيمن للسيّارة وعدّة مظاريف فارغة، وتمّ نقل الجثّة إلى مستشفى القديس جاورجيوس، وتبيّن أنّ الوفاة ناتجة عن طلق ناري اخترق الكتف واستقرّ في الأذن اليمنى وتمّ إخراج المقذوف من الجثّة وضبطه.
الأحمر: هكذا قتلته دون سبب
وأنّه بالتحقيق مع المدعى عليه محمّد حسن الأحمر، إعترف بما أسند إليه مكرّراً مضمون الإفادة التي أدلى بها في التحقيق الأوّلي والتي جاء فيها أنّه يملك ويستخدم سيّارة نوع “ب0أم 700” لون اسود ذات زجاج حاجب للرؤية مسجّلة باسم شخص يُدعى علي يجهل كامل هويّته وموجودة حالياً في محلّة الضاحية الجنوبية داخل موقف نزهة، وأنّه أقدم على تخبئتها في الموقف نتيجة إشكال وإطلاق نار حصل معه في محلّة الكرنتينا، وأضاف أنّه حوالي الساعة 22:30 من تاريخ 6/6/2017 إنتقل على متن سيّارته وكانت بقيادة عدنان غندور ويجلس بجانبه هاني المولى وكان يجلس هو في المقعد الخلفي مع زوجته أمل مومجيان وانطلقوا باتجاه تحويطة الغدير عبر مسلك طريق الحدث باتجاه الحازمية ومنها إلى أوتوستراد الدورة وتابعوا طريقهم إلى السهيلة حيث منزل جو صفير الذي كان ينوي العمل كسائق معه واستدلّ إلى منزله، وعادوا باتجاه الضبية، وبوصولهم إلى محلّة جلّ الديب حصل حادث سير بسيط بين سيّارته وسيّارة نوع “بي أم في” بداخلها شابان صغيران في العمر، وبنتيجة الحادث ثار غضبه وترجّل من السيّارة وحاول فتح باب السيّارة المذكورة لجهة السائق في محاولة لإنزاله لكنّه أقفل الأبواب وهرب واختفى عن الأنظار، وأنّه أثناء متابعة الطريق وكانت السيّارة لا تزال بقيادة عدنان غندور إلتقوا بالسيّارة في نزلة الكرنتينا، فطلب وهاني المولى من سائقها التوقّف، فحاول الفرار، عندها قاموا باللحاق بالسيّارة وقام بإطلاق النار من مسدّسه باتجاه السيّارة إلى أن تمكّنوا من محاصرتها بزاروب للجهة اليمنى من الطريق في محلّة الكرنتينا وترجّل من السيّارة وتقدّم باتجاه السائق وحاول إطلاق النار عليه بشكل مبــــــاشر، لكنّ مسدّسه كان فارغاً فعاد إلى سيّارته وأحضر ممشطاً آخر، وأثناء ذلك فرّ السائق من المكان، فموّن مسدّسه وأطلق النار باتجاه الشخص الذي كان يجلس بقرب السائق قاتلاً إيّاه بالرغم من عدم قيام هذا الشخص بأيّ عمل عدائي ضدّه أو ضدّ الأشخاص الذين كانوا معه وغادر ومَنْ معه المحلّة تاركين المغدور جثّة هامدة في الأرض قاصدين الضاحية الجنوبية حيث ركن سيّارته في مرآب نزهة، وأبلغ زوجته زينب عن مكانها وأعطاها المفتاح وأبلغها عن جريمة القتل التي اقترفها، بعدها أخذ الجيب العائد إلى جو صفير الذي كان بحيازة هاني المولى وانتقل به مع أمل وعدنان، فيما ترجّل هاني في محلّة الكفاءات وأوصل أمل إلى منزلها في محلّة برج حمود وعاد مع عدنان إلى الضاحية، وفي الساعة الخامسة صباحاً أوصله عدنان إلى منزل أمل وبقي هناك حتّى توقيفه.
وبسؤاله عن سبب قتل روي، أجاب دون سبب، فقط بسبب عصبيته نتيجة حصول الحادث، وأنّ أمل قامت بتخبئته في منزلها، أمّا هاني وعدنان فقد شاركا في الإشكال، لكنّهما لم يطلقا النار مع أنّ بحوزة عدنان مسدّساً.
وأنّ المدعى عليه عاد وأضاف في التحقيق الاستنطاقي، أنّه لم يقصد القتل، وأنّه كان قد تناول الويسكي من نوع “شيفاز” في السيّارة قبل موعد الإفطار، وكان تحت تأثير “الترامال”، وهو دواء يأخذه ليخفف آلام الكلية اليسرى لديه التي يعاني منها منذ ثلاث أو أربع سنوات، وأنّه لدى أخذه المشط الثاني الموجود بجانب زوجته، فإنّ هذه الأخيرة بدأت بالصراخ واختبأت في “كعب السيّارة”، وأنّ الجميع ترجّل من سيّارته باستثناء زوجته وأنّ المدعى عليهما عدنان غندور وهاني المولى لاحظا أوّلًا وجود سّيارة المجني عليهما عند وصولهم إلى محلّة الكرنتينا.
إفادة أمل
وبالتحقيق مع المدعى عليها أمل الياس مومجيان نفت ما نسب إليها وكرّرت مضمون الإفادة التي أدلت بها في التحقيق الأوّلي والتي جاء فيها أنّها تعرّفت على محمّد الأحمر منذ حوالي الستّة أشهر عبر موقع التواصل الإجتماعي وتوطّدت العلاقة بينهما وتزوّجا منذ حوالي الشهرين بموجب عقد لم ينفّذ في الدوائر الرسمية، وبقي يقيم مع أهله وزوجته الأولى في محلّة الضاحية، فيما بقيت مقيمة مع أهلها في برج حمود، وكان محمّد يتردّد للسهر عندها بمعدّل أربع مرّات في الأسبوع.
وأنه بتاريخ 6/6/2017 حضر محمّد على متن سيّارته نوع “بي أم 700” لون أسود إلى سكنها في برج حمود وأقلّها إلى محلّة الضاحية حيث التقيا بصديق محمّد المدعى عليه عدنان غندور وتوجّهوا بعدها إلى محطّة وقود قريبة وأقلّوا معهم المدعى عليه هاني محمّد المولى الذي كانت تجهله وتوجّهوا جميعهم إلى محلّة السهيلة للدلالة على منزل أحد الأشخاص وكان يقود حينها عدنان والى جانبه هاني محّمد المولى، وهي تجلس خلفه على المقعد الخلفي.
وأنه وبعد مغادرتهم منطقة السهيلة، وبوصولهم إلى أوتوستراد جلّ الديب حدث اصطدام بسيط بين سيّارة محمّد وسيّارة أخرى على متنها شابان صغيران في العمر وترجّل محمّد مسرعاً محاولاً افتعال إشكال معهما، إلاّ أنّهما لاذا بالفرار فصعد محمّد في السيّارة وحاول عدنان اللحاق بهما، إلاّ أنّه فقد أثرهما، وتابع عدنان وجهة سيره بصورة عادية، وبوصولهم إلى محلّة الكرنتينا، شاهد محمّد مجدّداً السيّارة نفسها التي حصل معها الإصطدام، وبداخلها الشابان نفسهما فبدأ بالصراخ عليهما محاولاً إيقافهما على اليمين، كما حاول عدنان قطع الطريق عليهما بغية إلزامهما بالتوقّف، وبالتزامن خرج محمّد من زجاج السيّارة، وبدأ بإطلاق النار بصورة كثيفة من مسدّسه الحربي باتجاه السيّارة الأخرى وعلى مسافة قريبة ما ألزم سائقها الدخول في طريق ضيّق والتوقّف وقام عدنان بركن السيّارة خلفه مباشرة وترجّل الثلاثة من السيّارة ليعود محمّد بعدها ويأخذ ممشطاً ثانياً لمسدّسه كان موجوداً إلى جانبها ويباشر بإطلاق النار على الشخصين الموجودين في السيّارة، ثمّ عاد محمّد ورفيقاه إلى السيّارة وانطلقوا بسرعة إلى منطقة الضاحية الجنوبية، وفي الطريق تبادل محمّد ورفيقاه الحديث حول أنّ محمّداً أطلق النار على شخص بصورة مباشرة، وأنّ الثاني تمكّن من الهرب، وربّما هو مصاب بطلق ناري في رجله، وبوصولهم إلى أحد الشوارع ترجّلوا من السيّارة، وصعدوا على متن جيب عائد لصديق محمّد هاني المولى، وتوجّهوا إلى مكان سكنها وكان عدنان يقود الجيب، والى جانبه محمّد، وهي على المقعد الخلفي فيما صديق محمّد، محمّد هاني المولى قاد سيّارة “البي ام في” لتخبئتها، وبوصولهم ترجّلت من السيّارة وغادر محمّد وعدنان، وفي صباح اليوم التالي وحوالي الساعة الخامسة فجراً حضر محمد إلى منزلها وبحوزته مسدّس حربي ورمانتان يدويتان وطلب منها المكوث عندها حتّى يتسنّى له الهروب إلى مكان آمن، وفي الساعة السابعة غادرت إلى عملها وعادت في الساعة الحادية عشرة بعد أن اتصل بها محمّد وأبلغها أنّ الشخص الذي أطلق عليه النار توفّي وبقيت ومحمّد في المنزل حتّى توقيفهما.
وأنها لم تقم بإبلاغ القوى الأمنية كون محمّداً وعدها بأنّه سيتوارى عن الأنظار وقطع علاقته بها، وأنّ محمّداً ومنذ تعرُّفها عليه وبحوزته مسدّس حربي يضعه على وسطه بصورة دائمة، وأنّها شاهدت للمرّة الأولى بحوزته رمّانات يدوية، ولدى سؤاله عنها صرّح لها أنّها تلزمه لضرورة تأمين فراره واستعمالها في حال حاولت القوى الأمنية إلقاء القبض عليه .
المشاركة في التهجّم
وأنّ عدنان وهاني قد شاركا زوجها في عملية التهجّم على الشابين في السيّارة الأخرى وفي عملية إجبارهما على التوقّف سيّما وأنّ عدنان هو الذي كان يقود السيّارة لدى حصول الإصطدام ولدى محاصرة الشابين في محلّة الكرنتينا، وأنّها لم تقم بإسعاف المصاب وهي تعمل بصفة ممرّضة كونها كانت خائفة جدّاً، وأوضحت أنّها لم تخرج من السيّارة، وأنّه لدى إطلاق النار على روي كانت في السيّارة تصرخ، وبعدها راح المدعى عليه محمّد الأحمر يحاول تهدئتها، ونفت أن يكون في السيّارة كحول (ويسكي) وأن يكون محمّد يشرب الويسكي وأنّه كان يتناول أحياناً حبّة “ترامال” عندما يشعر بألم في الكلية، إلاّ أنّه يوم الحادثة لم يكن يشعر بشيءٍ وأنّها حاولت ردع المدعى عليه محمّد بعد حصول الإصطدام.
وأنّه لدى عودتها من عملها في اليوم التالي أخبرها محمّد الذي نام في منزلها عن نيّته في إخبار خاله بما حصل معه وقد أتى محامٍ إلى منزلها وطلب منها إبقاء محمّد لديها للساعة الثامنة، ثمّ طلب منها أن يذهب عند الساعة السابعة إلى أن داهمت دورية شعبة المعلومات منزلها وألقت القبض عليها.
وبسؤالها أجابت أنّ عدنان غندور هو أكثر شخص شجّع زوجها المدعى عليه محمّد الأحمر في هذه الجريمة، وأنّه بعد فرار سيّارة المجني عليهما، قرّر الجميع أيّ محمّد وعدنان وهاني مطاردة تلك السيّارة والاقتصاص من سائقها.
إفادة غندور
وبالتحقيق مع المدعى عليه عدنان جمال غندور نفى ما نسب إليه مكرّراً مضمون الإفادة التي أدلى بها في التحقيق الأوّلي والتي جاءت مطابقة إلى إفادة محمّد الأحمر وأمل مومجيان، موضحاً أنّ قيام محمّد بإطلاق النار على روي الحاموش ومحاولة قتل السائق كان دون سبب كونهما لم يقوما بأيّ ردّة فعل أو أيّ تصرّف جسدي أو كلامي تجاههم، وأنّ محمّد الأحمر شخص مجرم.
وأنّه شارك محمّد بالإشكال والأمر حصل باندفاع من هذا الأخير، وأضاف أنّه كان يحمل مسدّساً نوع “بيريتا” وهو موجود في منزل ذويه، نافياً إقدامه على استعماله كما أضاف بأنّه أعاق خروج سيّارة المجني عليهما في الزاروب بطلب من المدعى عليه محمّد الأحمر، وبأنّه هو من أمسك بقميص المدعي جوني نصّار، ومحمّد الأحمر قام بتمزيق قميصه، وأنّه لم يشاهد في السيّارة التي كان يقودها أيّ زجاجة ويسكي قبل الحادثة ولا بعدها، وأنّه طارد سيّارة المجني عليهما ولم يحاول إضاعتهما في الطريق خشية من محمّد الأحمر.
إفادة المولى
وبالتحقيق مع المدعى عليه هاني محمّد المولى، نفى ما نسب إليه مكرّراً مضمون الإفادة التي أدلى بها في التحقيق الأوّلي والتي جاءت مطابقة إلى إفادة محمّد الأحمر وأمل مومجيان، وأضاف أنّه لم يثن عدنان غندور عن مطاردة المجني عليهما خشية من محمّد الأحمر، وأنّ محمّداً عاد إلى سيّارته وأخذ ممشطاً، وقبل أن يفرّ السائق، أطلق النار بإتجاهه، غير أنّه نجح بالفرار، ولدى ترجّل روي من السيّارة أرداه المدعى عليه محمّد قتيلاً .
وبالتحقيق مع الطبيب الشرعي سامي قوّاس، كرّر مضمون التقرير الذي حرّره بتاريخ 7-6-2017 وأرفقه بقرص مدمج، وأفاد بأنّه لدى إجراء الكشف على جثّة المغدور روي الحاموش في مكان ارتكاب الجرم، كانت لا تزال حرارتها طبيعية، وكانت الرقبة منحنية إلى الأمام بزاوية 150 درجة مئوية، وأنّه وفق المعاينة والصور الشعاعية التي أجريت، فإنّه يوجد كسر في الفقرات العنقية، وأنّه وفق التقرير يمكن القول إنّ سبب الوفاة المباشر هو طلق ناري واحد دخل من الكتف الأيسر الأعلى الخلفي باتجاه العنق من الجهة اليسرى الخلفية واستقرّ ناحية الأذن اليمنى، وخرق كلّ العنق من جهته الخلفية، وكان اتجاه الطلق الناري من الأيسر إلى الأيمن، ومن الخلف إلى الأمام، ومن الأعلى إلى الأسفل .
وأنّ مكتب المختبرات الجنائية أفادنا هاتفياً بتاريخ 6-7-2017 أنّ المسدّس المضبوط العائد للمدعى عليه محمّد الأحمر استعمل وحده في إطلاق النار وأنّ المسدّس الذي كان بحوزة المدعى عليه عدنان غندور لم يستعمل، وسيوافينا بالتقرير الفنّي فور جهوزه.
تأيّدت هذه الوقائع بالأدلّة التالية:
1- بالتحقيقات الأوّلية والإستنطاقية.
2- بإقرار المدعى عليه محمّد الأحمر وبمدلول أقواله وأقوال باقي المدعى عليهم.
3- بإفادة المدعي جوني نصّار.
4- بالمحاضر المنظّمة وبالمضبوط وبالتقارير الطبّية والفنّية والصور الشعاعية.
5- بجميع الأدلّة والقرائن المجملة في التحقيق.
ثانياً: في القانون: حيث إنّ المدعى عليه محمّد حسن الأحمر عقد العزم على قتل من كان في السيّارة التي اصطدمت بسيّارته ولم يثنيه عن مرامه هذا أي شيء، ولم يتراجع عن إصراره وتصورّه بالرغم من إضاعته مؤقّتاً للسيّارة التي كان يطارد مَنْ فيها.
وحيث إنّه أزهق روح المغدور روي الحاموش بإطلاق طلقة نارية واحدة عليه دون أيّ سبب، أو ذنب، أو رادع، أو دافع، سوى أنّه أراد أن يحرمه من زهرة شبابه، فيكون بذلك قد قتله عمداً، وينطبق فعله والجرم المنصوص عليه والمعاقب به في المادة 549 عقوبات .
وحيث إنّه وبإقدامه في السياق نفسه على إطلاق النار على المدعي جوني نصّار بقصد إزهاق روحه، فيكون بذلك قد حاول قتله عمداً وينطبق فعله والجرم المنصوص عليه والمعاقب به في المادة 549 عقوبات/201 منه .
وحيث إنّه بإقدامه على نقل وحيازة مسدّس حربي وقنبلتين يدويتين دون ترخيص، فيكون بذلك قد اقترف الجرم المنصوص عليه في المادة 72 أسلحة وذخائر.
حيث إنّ المدعى عليهما عدنان جمال غندور وهاني محمّد المولى بتصرّفهما ساعدا المدعى عليه محمّد الأحمر على الأفعال التي سهّلت جريمته، فيكونان بذلك قد تدخّلا في اقترافها، وينطبق فعلهما والجرم المنصوص عليه في المادة 549/219 عقوبات، وفي المادة 549/ 219 منه.
وحيث إنّ المدعى عليه عدنان جمال غندور بإقدامه على نقل مسدّس حربي دون ترخيص يكون قد اقترف الجرم المنصوص عليه في المادة 72 أسلحة وذخائر.
وحيث إنّ المدعى عليها أمل الياس مومجيان أقدمت على تخبئة المدعى عليه محمّد الأحمر في منزلها بعد اقترافه الجرم، فتكون بذلك قد اقترفت الجرم المنصوص عليه في المادة 222 عقوبات.
لذلك، نقرّر وفقاً وخلافاً للمطالعة:
1- إعتبار فعل المدعى عليه محمّد حسن الأحمر لإقدامه على القتل عمداً من نوع الجناية المنصوص عليها في المادة 549 عقوبات، واعتبار فعله لجهة محاولة القتل عمداً من نوع الجناية المنصوص عليها في المادة549/201 منه.
2- إعتبار فعل المدعى عليهما عدنان جمال غندور وهاني محمّد المولى لإقدامهما على التدخّل في القتل ومحاولة القتل عمداً، من منوع الجناية المنصوص عليها في المادة 549/219 عقوبات، وفي المادة 549/201/219 منه.
3- الظنّ بكلّ من المدعى عليهما محمّد حسن الأحمر وعدنان جمال غندور لإقدامهما على نقل سلاح حربي دون ترخيص بالجنحة المنصوص عليها في المادة 72 أسلحة، ومحاكمتهما بالجنحة تبعاً للجناية للتلازم.
4- الظنّ بالمدعى عليها أمل الياس مومجيان لإقدامها على تخبئة الأشخاص بالجنحة المنصوص عليها في المادة 222 عقوبات .
5- إيجاب محاكمتهم أمام محكمة الجنايات في بيروت وتضمينهم الرسوم والنفقـات.
6- إيداع الأوراق جانب النيابة العامة لإيداعها مرجعها .”
“محكمة” – الثلاثاء في 12/09/2017.