القضاة والمحامون.. مواقف وطرائف: إميل تيان والاستشارة /ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
يقول المحامي البروفسور فايز الحاج شاهين ان احدهم ارسل احد العاملين في مكتبه لوضع رسالة في مركز البريد.
وبعد فترة عاد العامل ومعه الرسالة، فسأله معلمه عن سبب عدم وضعها في البريد فأجابه: لعشرة اسباب اولها ان البريد مقفل.
فانتفض معلمه وقال له:
– اذا لا لزوم لاخباري عن الاسباب التسعة الباقية.
* * *
مش منشانك منشانو
اما المحامي سليم ياغي فقد ضرب المثل بظرفه.
فقط طلب مرة واحد موكلي المحامي ابي ياغي تنفيذ سندات دين وتم ذلك في جلسة واحدة دون اية مرافعات او ما شابه. وعند دفع الاتعاب احتج الموكل بأن أبي ياغي لم يقم الا بتقديم السندات للمحكمة ولم يترافع او يتكلم…ولذلك لم يدفع له كامل الاتعاب. وكان لهذا الموكل عدة دعاوى لدى الاستاذ ابي ياغي ولا يمكنه مخاصمته.
وفي المرة الثانية سلمه سندات لتنفيذها. ولكن ابي ياغي وقف امام القاضي وبدأ يترافع ويصرخ مدعيا ان موكله مظلوم. فنظر اليه القاضي نظرة تعجب شديد وهو يومئ اليه مستفسراً. وازاء هذا الامر اكمل ابي ياغي مرافعته وهو يدل على موكله قائلاً:
– ان موكلي مظلوم…مش منشانك حضرة الرئيس منشانو هو.
* * *
المحامي يطلب ولا يترجى
يحلو للمحامي رشيد ابي زيد ضو ممارسة الرياضة بشكل منتظم. ويستشهد دائما بالمثل الشعبي: اللي بيندي ما بيصدي.
ويقول انه كان يعمل كمساعد قضائي وان احد المحامين كان يحضر جلسة امام المحكمة التي كان يترأسها القاضي الكبير اديب عفيش والد معالي الزميلة منى عفيش عندما قال للرئيس:ارجو….
فقاطعه الرئيس عفيش قائلا:
– يا استاذ…المحامي لا يترجى بل يطلب. ونحن نوافق او لا نوافق.
* * *
استشارة من الاستاذ
بمناسبة حفلة العشاء الكبرى التي اقامتها جمعية خريجي كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية في جامعة القديس يوسف (اليسوعية)، وقف رئيس الجامعة اليسوعية الاب دوكريه لالقاء كلمة فقال: انا خريج كلية الحقوق. ثم بدأ يتذكر ما حصل مع الاستاذ اميل تيان عندما سأل احد الطلاب سؤالاً فلم يستطيع الاجابة عنه. فقال له:
– اذا كنت لا تستطيع الاجابة عن سؤال سهل فكيف ستجيب على سؤال صعب يسألك اياه الموكل؟
فأجابه الطالب:
– عندئذ احضر الى عندك وآخذ استشارة منك.
* * *
يوسف جبران ابتسامته اسبق من يمينه
على اثر وفاة الوزير السابق القاضي يوسف جبران كتب المحامي جوزيف بشارة الاخطل الخوري كلمة مؤثرة ومما جاء فيها:”هذا القروي القصير القامة كم كان عملاقا. جاء المدينة بالقليل، وغادرها وهي مدينة له بالكثير. تبوأ القوس قاضياً فوزّع العدالة ومثل امامه محامياً فدافع عنها.
لم يدع يوما المعرفة، بل ظل يغرف منها دون ارتواء. اتخيله حزينا، كلما اصطدم وجدانه المتوثب بجمود النص، ولقد ثار عليه احيانا فأقلق القضاء وادهش الناس في احكامه. تناغم فريد بين عقله وقلبه حتى يختلط عليك الامر. فلا تدري هل حكم لك ام عليك واعجب ما فيه ان شغفه بالقانون لم يثنه عن تعلقه بالادب، من نثر وشعر، فيداوي بالجمال رتابة القوانين.
يلقاك بالابتسامة، فهي اسبق من يمينه حتى تخالها طبعت على شفتيه. يحدثك وفي عينيه تلتمع الرجولة. في يومه الاخير قصد “قرية الاطفال”، ما اراد ان يأتوا اليه، كما في اوراشليم، بل ذهب هو اليهم، وكأنه اراد ان يرتحل في ربوع الطهار.
“محكمة” – الأحد في 2019/6/9