القضاة والمحامون مواقف وطرائف.. الثور وإحدى شيخات آل الخازن/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
على اثر وفاة العلامة المحامي جواد بولس، كتب المحامي عبد الله قبرصي بتاريخ 1992/10/12 مقالة بعنوان جواد بولس كان مرشحنا للرئاسة ومما جاء فيها: “توفي جواد بولس هذا العالم الكبير باخلاقه وبعلمه منذ عشر، وكان الاحتلال الاسرائيلي في ابان شراسته والحواجز لا تنقطع بين بيروت والشمال، فلم يتسن لمحبيه والمعجبين فيه، ان يشيعوه الى مثواه الاخير وانا منهم.
لم ينغرز في ذهني من مؤلفاته وهي موسوعة تاريخية، سوى ان كبير المؤرخين في اوروبا توينبي قدم لهذه المؤلفات: هل يقدم عالم كبير الا لمؤلفات عالم كبير.؟ تعاونا معا، انا كممثل للحزب الاجتماعي، وهو كمشرف “على تأليف لائحة شمالية انتخابية قوية سنة 1951 – اذا لم تخني الذاكرة – واشهد كم يعمل الرجل في السياسة – حتى الانتخابية منها، بعقلانية عز نظيرها، لانه يسحب لكل شاردة وواردة ولكل صغيرة او كبيرة حساباتها الدقيقة ليأتي استشرافه “بالنبؤات”.
ثم ان السياسة في لبنان قلما تتقيد بالقواعد الاخلاقية في اوامرها ونواهيها، الا ان الدكتور جواد بولس، لم يعرف السياسة الا على اساس قواعدها الاخلاقية. ما وعد يوما واخلف ولا حالف فتخلف.اما خلافاتنا في الشأن القومي فحدث عنها ولا حرج. كان يعلم في الامة اللبنانية والقومية وحجته الحاسمة – بحسب رأيه- ان لبنان منفصل عن الشام بجبال الانتي ليبان. وكانت حجتنا نحن القوميين الاجتماعيين ان الحياة بكل مظاهرها وتجلياتها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا متواصلة ومتصلة بين الكيانين فهما جزء من امة واحدة هي الامة السورية العربية.
كانت قناعاته بوحي التاريخ في مسيرته عبر القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ان مصير لبنان لا يقرره اللبنانيون بل الارادات الاجنبية وكانت قناعاتنا ولا تزال ان الشعب اللبناني، رغم ما واجه من بلايا ورزايا لا بد ان يستعيد حريته في تقرير مصيره رغم الارادات الاجنبية الغلابة التي تتصارع على ترابه او في دهاليز وزارات الخارجية البعيدة او القريبة.كانت قناعته اخيرا ان لبنان لو حكمه لبنانيون مثاليون، تقدميون عقائديون، لاستعاد سيادته وحريته واصبح قائداً ورائداً.
* **
بين النحيل والبدينة
في شباط 1978، كان المحامي طانيوس رزق، وهو نحيل البنية، ينزل درج احدى البنايات، وامامه آنسة بدينة قالت له:”في هذا الجو الحربي، يجب ان نمشي مشية عسكرية”. فقال لها رزق:”اجل، لكنك انت ما شاء الله تسيرين في القطار الثنائي، وانا في القطار الاحادي”.
* * *
جماعة حمير
كان المحامي طانيوس رزق في زيارة صديق تقدم شقيقه لامتحانات البكالوريا. وحضر تلميذ تقدم للامتحانات نفسها وراح يشكو حظه ويقول:”انا ضعيف في الرياضيات وكنت معتمداً على النقل وطلب المساعدة من الآخرين، لكنني بليت في الغرفة بجماعة حمير لا يعرفون شيئاً في الرياضيات”.
فقال رزق معلقاً: “سبحان من يجمع الاشكال على بعضها”.
* * *
شو كان رح يعمل اكثر منك!
كانت احدى “شيخات” آل الخازن مارة بالطريق في جونية وصادف ان كان ثور ثائر يسير في الطريق ويهجم على كل من يراه امامه وشاهد هذا المشهد احد ابناء جونية فهجم على الشيخة بقصد انقاذها من الثور وغمرها بين ساعديه ودفعها الى جانب الطريق فسقطا معا، وكسرت الشيخة يدها. فالتفتت الى الرجل وهي لا تدري لماذا فعل ذلك لانها لم تكن قد شاهدت الثور، وقالت له:
– شو قصتك؟
– قال: حاولت ان انقذك من الثور خوفا من ان يلحق بك سوءاً…
فقالت:
– شو كان راح يعمل اكثر مما عملت؟
* * *
العماد عون والاتهامات الباطلة
على اثر صدور مضبطة الاتهام بحق العماد ميشال عون، واعتبارها بأن الاتهامات باطلة وغير صحيحة، علق على الموضوع واعطى المثل الآتي في كانون الاول 2003:
“يروى ان رجلا طرق باب جاره، ولما فتح له، بادر بمطالبته بثمن كيلوغرام من اللحم ادعى ان قطه الصغير الذي تسلل الى مطبخه قد اكله، ولما رد الجار التهمة عن قطه موضحا انه لا يمكن ان يكون هناك لحم في المطبخ لان القط عاد جائعا الى المنزل، وواصل المواء حتى اطعمه. ولكن المدعي رفض هذه الحجة وبقي مصرا على اتهامه، اذ ذاك اقترح عليه صاحب القط حلاً اخر من خلال وزن القط، فاذا تجاوز الكيلوغرام الواحد يعتبر ان اللحم كان موجودا وان القط مرتكب لجريمة اكل اللحم.
ولكن القط كان قطيطاً لم يتجاوز عند الوزن الكيلوغرام الواحد.
* * *
“محكمة” – السبت في 2019/6/1