القضاة والمحامون… مواقف وطرائف: نحنا أحقّ من التراب /ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
يحلو للمحامي رشيد أبي زيد ضو ممارسة الرياضة بشكل منتظم، ويستشهد دائماً بالمثل الشعبي: “اللي بيندي ما بيصديّ، ويقول إنّه كان يعمل كمساعد قضائي وإنّ أحد المحامين كان يحضر جلسة أمام المحكمة التي يترأسها القاضي الكبير أديب عفيش والد معالي الزميلة منى عفيش عندما قال للرئيس: أرجو…
فقاطعه الرئيس عفيش قائلاً:
– يا أستاذ…المحامي لا يترجّى بل يطلب. ونحن نوافق أو لا نوافق.
* * *
نحنا أحقّ من التراب
كان النائب المرحوم أوغست باخوس يردّد أنّ بعض الزجل والشعر العامي يضاهيان في معناهما شعر أكبر الشعراء. وفي هذا المجال يقول إنّ أحدهم كتب له على ورقة بيتين من الشعر قالهما علي الحاج عن فتاة “نرفزت” لأنّه حاول ملاطفتها فقال لها:
وبتنرفزي؟ شو حاكلك
وبتعرفي الدنيا سراب
بكرا التراب بياكلك
ونحنا أحقّ من التراب.
ويضيف نائب المتن المحامي أوغست باخوس أنّ من ينظّم وقته يستطيع القيام بعدّة أعمال وإتمامها من دون تعب، وأنّ الصحّة هي أهمّ شيء في هذه الحياة التي خلقها الله وخلق معها ما يسمى الـcompensation ، فهناك أغنياء وفقراء بعضهم فرحون وبعضهم تعساء، بعضهم بصحّة جيّدة وبعضهم مرضى.
* * *
عالقليلي يموت عالعالي
على اثر وقوع طائرة قائد الجيش العماد جان نجيم على قمّة جبل ايطو قرب إهدن الأبية، كتب المحامي جوزيف الأخطل الخوري لصهره العماد هذه الأبيات:
تعبتني ولك روح من بالي
تركني بقى اقعد أنا وحالي
كنت وحدي وكنت عني بعيد
اخذك الموت وزرعك قبالي
لا تعطشي ولا تدبلي يا ورود
ولا تيبسي يا كروم ودوالي
العسكري الما مات خلف حدود
عالقليلي يموت عالعالي
* * *
بيروت المحصّنة
بمناسبة اليوبيل الماسي الذي احتفلت به نقابة المحامين في بيروت بتاريخ 15 تشرين الأوّل 1994، بعد مرور 75 عاماً على تأسيسها، ألقى نقيب المحامين في بيروت الشيخ ميشال خطّار كلمة شدّد فيها على دور النقابة ودور مدينة بيروت في السلام وإحقاق الحقّ، وقال: “ودعماً لإلحاحنا على المحافظة على مستوانا العلمي ودولة القانون، إسمحوا لي يا فخامة الرئيس أن أنقل عن كلمتكم الرائعة التي توجّت كتابنا الماسي ما قاله نونيس الاغريقي عن “بيريت” عن بيروتنا…وهو تلميذ مدرستها: “لن يتوقّف التناحر المدمّر للدول عن تهديد السلام، حتّى تتولّى “بيريت” حامية الأمان، حكم الأرض والبحار، وحتّى تحصّن المدن بقلاع منيعة من القوانين وتأخذ على عاتقها دون سواها كلّ مدن العالم”.
* * *
شو عمرك
كان المحامي المرحوم إدوار سلوان يقول إنّ القاضي والمحافظ السابق المحامي جورج ساروفيم كان قاضياً منفرداً عندما حضر أحد المدعى عليهم، فسأله القاضي ساروفيم:
– شو إسمك؟
– فأجابه: إسمي أنا؟
فقال ساروفيم: نعم إسمك أنت
فأجابه: فلان
فسأله ساروفيم: شو اسم والدك؟
فأجابه: اسم والدي انا؟
فقال ساروفيم: نعم اسم والدك انت.
فأجابه: فلان
فسأله ساروفيم: كم عمرك؟
فأجابه: عمري انا؟
فنرفز القاضي ساروفيم وضرب على القوس بيده قائلاً: لا والله عمري أنا.
فنظر إليه المدعى عليه وتأمّله قائلاً له: يعني بعطيك تقريباً 35-36 سنة.
* * *
مصالحة مع ايزنهاور
ويضيف الأستاذ سلوان قائلاً إنّه في أواخر الخمسينات كان كلّما حضر الأسطول الأميركي يبدأ أحد المواطنين بأخذ التواقيع على عريضة ضدّ أميركا فتدعي عليه النيابة العامة بجرم الإخلال بالأمن، ويحضر بصفة مدعى عليه أمام القاضي إميل أبو سمرا الذي سأله مرّة مازحاً: يا فلان، هل في مجال نصالحك مع الرئيس ايزنهاور؟
فأجابه وهو ينتحل الجدّية قائلاً: صعبة بالوقت الحاضر حضرة الرئيس.
* * *
حجز في الجوزة
المعروف عن الأستاذ مطانيوس عيد أنّه يتحلّى بروح النكتة الدائمة. وبعد كتابتي عشرات الطرائف عنه ترشّح لمنصب نقيب المحامين، ممّا حدا بالمحامي ميشال سمعان إلى القول: “لقد كتب الأستاذ ناضر كسبار عشرات الطرائف عن الأستاذ مطانيوس عيد الذي تصدّرت صوره صفحات جريدة “الديار” أملاً في كسب ودّه لانتخاب قريبه النقيب الشيخ ميشال خطّار إلاّ أنّ الأستاذ مطانيوس ترشّح لهذا المركز”…ويضيف الاستاذ سمعان: لقد ضرب اأاستاذ ناضر حجراً في الجوزة فوقع على رأسه…
“محكمة” – الجمعة في 2019/7/5