القضاة والمحامون مواقف وطرائف.. “نحن أحقّ من التراب”/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
فيلم اميركي طويل
كان احد الزملاء المحامين يترافع امام محكمة جنايات القتل في بيروت في فصل الصيف والحر في الخارج والداخل شديد، عندما اطال في مرافعته التي بقيت اكثر من ساعة ونصف حيث بدأ العرق يتصبب من الجميع. وعندما وصل في مرافعته الى مقطع يقول فيه:
– سيدي الرئيس: البارحة حضرت فيلما اميركيا، فقاطعه رئيس المحكمة السيد حسن قواص مبتسماً وقال له:
– انشالله ما يكون طويل يا استاذ.
***
الديمقراطية التي تتدحرج
يخبر المحامي الشيخ يوسف جرمانوس انه يوم كان لا يزال طالبا في جامعة القديس يوسف اتفق مع زملائه على اجراء الانتخابات الطلابية لتمثيلهم وان المحامي الشيخ غسان الخازن كان من الداعمين له.
ويضيف انه بعد ان اقترع الجميع احس بأنه سوف يخسر فحمل صندوقة الاقتراع وهي من الزجاج ومشى بها مسافة وقال للحاضرين: الفرز في العاقورة. فحاول احدهم اخذها منه بالقوة فوقعت ارضا وبدأت تتدحرج على الدرج. فسأله الاب دوكريه:
– ماذا يحصل؟
فأجابه الشيخ يوسف:
C’est la démocratie qui dégringole sur les escaliers
– انها الديمقراطية التي تتدحرج على الدرج.
* * *
“ما زالوا ينادونني بمعالي الوزير”
“كام بانكي” المحامي الفرنسي والوزير السابق كان مرة في قاعة المحكمة يستمع الى افادة شاهدة كان يعلم مسبقا انها سوف تشهد ضده وقد حضر نفسه لهذه الجهة، فأحضر معه مستندات صورها من دائرة الشرطة الفرنسية هي عبارة عن تحقيق قديم جدا ومنذ عشرات السنين. وهذا التحقيق كان قد تم مع الشاهدة ويثبت انها قد تعاطت الدعارة يومها.
وبعد الاستماع الى افادة الشاهد، طلب “بانكي” اهمال ما افادت به لانه لا يجوز الاستماع الى افادة امرأة عاهرة. وابرز المستندات.
فانبرت الشاهدة محتجة بقوة وقالت لرئيس المحكمة: ولكن سيدي الرئيس هذه المستندات تثبت انني تعاطيت الدعارة مرة واحدة في حياتي ولم اكررها اطلاقا فلا يصح اطلاق لقب عاهرة علي.
فأجابها “بانكي” وهو ينظر اليها مبتسماً:
– لقد عينت وزيرا مرة واحدة في حياتي وما زالوا ينادونني بمعالي الوزير، وكان هذا سببا لرذل شهادة تلك المرأة.
***
المحامي الوزير ميشال اده
بتاريخ 17 ايار 2006 ويدعوة من رابطة خريجي كلية الحقوق والعلوم الساسية في الجامعة اللبنانية-الفرع الثاني، حاضر كل من معالي الوزير ميشال اده (رئيس الرابطة المارونية) والباحث عبده سعد (مدير مركز بيروت للابحاث والمعلومات) وكان موضوع المحاضرة: “ماذا نريد من قانون الانتخاب؟”.
وقد ادار الندوة المحامي الدكتور عادل يمين
والمعروف عن معالي المحامي ميشال اده انه واسع الاطلاع، كثير المعرفة، ويتمتع بثقافة عالية، وهذا سبب من اسباب كثرة الشرح لديه.
وفي المحاضرة المذكورة بدأ الوزير اده يشرح افكاره باسهاب، الى ان وصل الى مكان قال فيه انه لن يطيل الكلام، ولكنه مضطر لشرح الفكرة التي بدأها وانه بحاجة لبعض الوقت، فقال المحامي يمين الذي يتمتع بروح الفكاهة:
– هيدا شي كنا متوقعينو…خذ وقتك معالي الوزير.
وعندما تكلم المحامي اده عن الديمقراطية صفق الحضور، فقاطعهم مازحاً:”كان يجب ان تصفقوا طوال الندوة وليس الان فقط”.
فأجابه المحامي يمين: لقد جمعنا التصفيق للآخر مرة واحدة حتى لا نقاطعك.
***
فرامل السيارة
كان المحامي طانيوس رزق مع بعض اصدقائه، وراح احدهم يشيد بسيارة اشتراها ابنه. وكعادته في اقتراح ما يعود اليه، قال:”من ميزات هذا النوع من السيارات، ان له خمسة اجهزة فرامل”. فاستغرب احد الحاضرين وقال:”هنالك اولا فرامل الرجل. وثانيا فرامل اليد وثالثا فرمل علبة السرعة (الفيتاس) فما هي الفرامل المتبقية في سيارتكم؟ وارتبك الرجل. فاستدرك المحامي رزق قائلا:”هنالك رابعا الحجارة وراء الدواليب، وخامسا الاشجار والجدران على جوانب الطرقات”.
في استراليا
يقول النقيب ميشال خطار انه على الانسان ان يحفظ لسانه دائما، ويروي ان شقيقتين مغتربتين في استراليا، صعدتا في سيارة اجرة، وبعد قليل نظرت احداهن الى السائق على اساس انه استرالي وقالت لشقيقتها:
– شوفي عيون هالسائق يا اختي “معمسين” متل ولاد الضيعة الفلانية.
– فنظر ناحيتها مستنكرا واجاب بالعربية:
– وشو بهن ولاد الضيعة الفلانية؟
* * *
معي اللي ما معي
التقى المهندس اسعد باخوس المحامي جوزيف الاخطل الخوري فرأه يضع يده في جيبه وكأنه يفتش عن شيء فسأله مازحا:
– شو طلع معك؟
فأجابه الاخطل، في اشارة الى انه لم يجد مالا:
– طلع معي اللي ما معي.
* * *
الكهرباء المقطوعة
يقول المحامي قيصر اوغست باخوس انه كان في زيارة عمل في مصر التي يتمتع اهلها بروح النكتة والظل الخفيف، وانه عندما دخل مطار القاهرة استقبله احد المصريين قائلا:
– نورت مصر يا بيه…
فقاطعه الاستاذ قيصر مدعيا الاستغراب:
– ليش الكهرباء مقطوعة عندكم مثل عندنا في لبنان؟
* * *
الريجيم والاكل
ينتقد المحامي الالمعي مطانيوس عيد اولئك الذين يأكلون ولا يشبعون وخصوصا مساء، كما ينتقد اولئك الذين يدعون بأنه ليس بامكانهم اتباع حمية معينة (ريجيم).
وفي هذا المجال يروي ان جارة قالت لجارتها:
– مش عم اقدر اعمل ريجيم لان اكل الريجيم غالي الثمن.
فقالت لها:
– يقطع عمرك…ليس الريجيم بدو اكل؟
* * *
لا تغط عليها الذبابة
يخبر النائب السابق المحامي اوغست باخوس ان احد ابناء البوشرية حضر مرة الى منزل احدهم والذي كانت زوجته بشعة لدرجة الرعب وكان بحاجة الى كأس من العرق وليس لديه ثمنه فقال له:
– ما شاء الله، الله يخليلك هالمرأة، جمال، فهم، علم…فوضع صاحب المنزل كأسا من العرق، ثم كأسا ثانيا وهو يتقبل المديح.
وعندما احتسى عدة كؤوس من العرق وقف ونظر الى صاحب المنزل وقال له:
– هل قبضت كلامي؟ اذا جعلتها عارية وطرشتها بالدبس فان الذبابة لا تغط عليها.
وهرب.
* * *
اقهرها حتى تضرب حالها
والشخص اياه راى رجلا يضرب زوجته، فنهره وقال له: أليس من العيب ان يضرب زوج زوجته؟ وعندما نظر اليه الزوج نظرة استفسار، اردف قائلا:
– انا لو كنت مكانك كنت قهرتها حتى تضرب حالها.
وفي هذا المجال يخبر المحامي انطوان القاصوف ان احد ابناء بلدته الذي كان في حالة سكر دائم كان يقول:
– ما بوعى من هالسكرة؟. بدي افقع سكرة يحكي عنها التاريخ.
* * *
نحنا احق من التراب
ويقول الاستاذ باخوس ان بعض الزجل والشعر العاميين يضاهيان في معناهما شعر اكبر الشعراء. وفي هذا المجال، يقول ان احدهم كتب له على ورقة بيتين من الشعر قالهما علي الحاج عن فتاة “نرفزت” لانه حاول ملاطفتها فقال لها:
وبتنرفزي؟ شو حاكلك وبتعرفي الدنيا سراب
بكرا التراب بياكلك ونحنا احق من التراب.
* * *
“محكمة” – الخميس في 2019/4/4