الكيان الغاصب سوف يهزم في فلسطين المحتلة كما هزم في لبنان/ سعد الدين الخطيب(كلمة نقابة محامي بيروت أمام اتحاد المحامين العرب)
المحامي سعد الدين الخطيب (أمين سر نقابة المحامين في بيروت):
سعادة رئيس الدورة، نقيب المحامين الاردنيين الاستاذ يحي أبو عبود المحترم
سعادة الامين العام لاتحاد المحامين العرب/ النقيب المكاوي بن عيسى المحترم
سعادة رئيس اتحاد المحامين العرب – نقيب المحامين في مصر الاستاذ عبدالحليم علام المحترم
السادة النقباء وممثلي النقابات والامناء المساعدين والاعضاء المنضمين
تحية الحق والعروبة،
اسمحوا لي بدايةً ان انقل تحيات وتقدير سعادة نقيب المحامين في بيروت الاستاذ ناضر كسبار الذي كلفني فشرفني بتمثيله في هذه المكتب المنعقد في عمان- الاردن، مؤكدا على تضامنه وتأييده لاجتماعكم والذي يحمل عنوان:”فلسطين القضية العادلة”
من بيروت المناضلة، بيروت العروبة، العاصمة العربية التي دخل اليها العدو الاسرائيلي وخرج منها مهزوما بقوة وشجاعة ابنائها ومقاوميها واهلها،
بيروت التي عانت ما عانته من مصاعب وما تزال، الى عمان الهاشمية نشارككم في هذا المكتب ونقول، لمن نتوجه بعنوان هذه الدورة – فلسطين القضية العادلة؟
الى انفسنا؟ او الى حكامنا وانظمتنا، او الى المجتمع العربي والدولي؟
فلسطين ليست فقط القضية العادلة، فلسطين قضية حق، انها القضية المركزية المنسية لولا طوفان الاقصى، وما اسهل النسيان لدى شعوبنا وزعمائنا وحكامنا.
نجتمع اليوم لنؤكد دعمنا وتأييدنا وتضامننا مع الشعب الفلسطيني المقهور.
نجتمع اليوم لنصدر بيان استهجان وامتعاض وادانة لآلة القتل الصهيونية، لما شهدناه من جرائم ومجازر تحصد يوميا ارواح الفلسطينيين من اطفال وشيوخ وشابات وشباب،
وماذا بعد؟
يا سادة نحن في لبنان قد نكون الاقرب الى معاناة الشعب الفلسطيني الذي حملنا قضيته منذ العام 1948. نهر الدم في فلسطين المحتلة مشابه الى نهر الدم الذي يسيل في لبنان بالامس واليوم،
ان الوحشية الاسرائيلية التي لا تفقه سوى القتل بالاسلحة المحرمة دوليا تضرب اليوم في غزة العزة وفي جنوب لبنان،
فشهداؤنا في جنوب لبنان منذ 7 تشرين الاول/ اكتوبر 2023 يواكبون شهداء غزة والضفة الغربية في حماية المقدسات واسترجاع الارض المسلوبة من غطرسة العدو الاسرائيلي،
من هذا المنطلق، نقول للشعب الفلسطيني الصامد امام مجتمع دولي وحكام دوليين صامتين لا بل متواطئين، اصبروا وثابروا فشهداء قانا 1996 من اطفال ونساء وشيوخ ممن احتموا في مركز قوات السلام الدولية التابعة للامم المتحدة ، يشدون على ايديكم.
وان شهداء حرب تموز 2006 الذين قتلوا وقصفوا بوحشية من العدو الاسرائيلي يحيّون شهداء مستشفى المعمدان ومخيم جباليا وجميع شهداء غزة والضفة الغربية ويرددون لقد هزمناهم.
ان قوافل شهداء لبنان من خالد علوان الى سناء محيدلي الى الشيخ راغب حرب وآلاف الشهداء اللبنانيين من مختلف الاطياف والمناطق سطروا باجسادهم وارواحهم ملاحم العزة والكرامة والانتصار، وما زالوا مستمرين لغاية فجر هذا اليوم، يشدون على ثباتكم ويؤكدون لكم بأنّ هذا الكيان الغاصب سوف يهزم في فلسطين المحتلة كما هزم في لبنان من بيروت العاصمة الى ابعد قرية في الجنوب الحبيب،
وفي القريب العاجل في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر.
ان الشعب اللبناني الذي يعاني ما يعانيه من أسوأ الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية ، فالفراغ الرئاسي وعدم توافق الطبقة السياسية على انتخاب رئيس للبلاد وما سوف يستتبعه من فراغ في المؤسسات الادارية والامنية والقضائية اضافة الى تدهور قيمة النقد وسرقة ودائع المواطنين في المصارف وتسيس جريمة مرفأ بيروت، كلها امور لن تكون عائقا امام دعم القضية الفلسطينية.
في العام 2002 عقدت القمة العربية في بيروت وسميت بالمبادرة العربية للسلام – الارض مقابل السلام، فهل ابقى العدو الاسرائيلي الارض لكي نتكلم بالسلام؟
وايضاً اين الاتفاق الابراهيمي المتعلق بالتطبيع في حال توقف الاستيطان؟ للاسف حصل التطبيع واستمر الاستيطان .
يا سادة، انتم نخبة المجتمع رسل الحق وفرسان العدالة، ندعوكم للضغط على حكامنا وانظمتنا لمقاضاة الكيان الصهيوني امام المحكمة الجنائية الدولية عن المجازر المرتكبة بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني وعن سياسة الارض المحروقة والابادة الجماعية الممنهجة للعائلات الفلسطينية.
الى متى سنبقى نجتمع ونصدر بيانات لا تترجم على ارض الواقع؟
في العام 2006 دمر العدو الاسرائيلي البنية التحتية في لبنان من جسور ومرافق ودوائر رسمية ومطار بيروت الدولي واليوم يقوم العدو بزحل الارض في غزة و لا ندري متى سيعاود الكرّة للتعدي على لبنان كل لبنان.
آن الاوان ان نأخذ خطوات عملانية
آن الاوان ان تقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف
آن الاوان ان يطبق حق عودة اللاجئين الى ارضهم عملا بالقرار الدولي رقم 194 الصادر في العام 1948 وعدم توطينهم في اي بلد عربي والعيش بسلام.
ان الاستنكار والمواقف الخجولة لم تعد تنفع امام هول المجازر المرتكبة في فلسطين.
يجب اتخاذ مواقف صارمة لوقف آلة القتل الصهيونية وحرب الابادة بحق العزل والابرياء واغاثة المصابين.
ان المواقف الصارمة التي لا حدود ولا سقف لها، هي الكفيلة بحث المسؤولين والحكام العرب الى اتخاذ مواقف غير رمادية تجاه “فلسطين القضية العادلة”
المجد والخلود لشهدائنا الابرار وشكراً.
* ألقى أمين سرّ نقابة المحامين في بيروت المحامي سعد الدين وسيم الخطيب هذه الكلمة باسم النقيب ناضر كسبار خلال اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في العاصمة الأردنية عمان أمس الجمعة الواقع فيه 3 تشرين الثاني 2023.
“محكمة” – السبت في 2023/11/4