المتنفّذ يطلب الحكم لمصلحته والقاضي يردّ:هل تعيرني زوجتك؟/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار*:
في مناسبة جرى الحديث فيها عن القضاء، قال النائب المحامي أوغست باخوس إنّه على القاضي أن يتحلّى بالنزاهة الدائمة مهما كانت الظروف. ويخبر عن شقيقه القاضي المرحوم جان باخوس أنّه يوم كان قاضياً منفرداً في منطقة معيّنة حضر أحد المتنفّذين وطلب منه الحكم لمصلحته وأنّه مستعدّ لأيّ شيء. فقال له القاضي باخوس:
– عندي طلب.
فأجابه المتنفّذ بحماس:
– مستعدّ لأيّ طلب
فقال له:هي تعيرني زوجتك؟
فانتفض المتنفّذ مستفسراً عن كيفية طلب مثل هذا الأمر منه.
فأجابه باخوس قائلاً: لقد انتفضت لأنّني طلبت منك أن تعيرني زوجتك التي تزوّجتها منذ مدّة، في حين أنّك تطلب مني أن أعيرك ضميري الذي ولد معي فهل هذا الأمر يجوز؟
وانتهى الاجتماع عند هذا الحدّ.
***
نعدك بتلبية دعوة الغداء
في حفل الغداء الذي أقامه المحامي نبيل أبو صعب لعدد من زملائه المحامين في كازينو نبع الصفا الكبير في صيف 2000، وقف المحامي سامي أبو جودة يلقي قصيدة طريفة وممّا جاء فيها:
نبيل، يا رمز اللياقة والاباء جعلته تقليداً عزيزاً هذا اللقاء
تجمعنا كلّ سنة حواليك نتحلّق أخوة أحبّاء
تستضيفنا، تؤنسنا، تكرمنا فنقدّر فضلك وهذا الغداء
إنّه عليم الله تقليد جميل نؤيّده وندعو لك بطول البقاء
كرّر نبيل كلّ سنة دعوتنا ونعدك بتلبية النداء
* * *
لن يخسر حسنة قدّاس لخلاصها
على اثر وفاة الوزير السابق النقيب إدمون كسبار كتب عضو المجلس الدستوري المحامي إميل بجاني الذي كان قد تدرّج في مكتبه مقالة جاء فيها:”…قال له مرّة أحد القضاة: قرأنا لوائح خصمك فلم نفهم، قرأنا لوائحك ففهمنا ما يقول. وإذا أتاه من يقصّ عليه وقائع قضيّة فكثيراً ما يقاطعه ليتابع هو عن محدّثه وقائع القضيّة لأنّ ما سمعه كان كافياً لجعله يحزر الباقي ويتنبأ بالخاتمة. ذلك أنّ الوقت في ازدحام مشاغله وزحمة انشغاله ثمين جدّاً، وأنّ ضياعه هو ضياع للحياة والثروة وإنتاج العمر، فضلاً عن أن اللجاجة كانت عنده من فرط الذكاء ويقظة الخاطر وسرعة البادرة. تحضره النكتة إذا شاء، يستلذّ سماعها ويتقنها جارحة غير قاتلة كانت أو لابسة ثوب الظرف والمداعبة. فذات يوم قرأ نبأ وفاة أسقف يعرف بخله فعلّق ضاحكاً: حتّى إذا خسر نفسه، فلن يخسر حسنة قدّاس لخلاصها”.
* * *
لن يركب طائرة
المعلوم أنّ المحامي الألمعي مطانيوس عيد يخاف ركوب الطائرة. وممّا زاد في قناعته صعوده في مصعد كهربائي سريع قلّع بسرعة فسأل مطانيوس رفاقه:
– هل تقلع الطائرة عادة مثل هذه التقليعة؟
ولما أجابه أحدهم بالإيجاب أردف قائلاً: إذا كان هيك بعمري مش رح اركب طائرة.
وهذا ما حصل بالفعل.
ووضع مطانيوس يشبه وضع الموسيقار الكبير محمّد عبد الوهاب الذي كان يخشى ركوب الطائرة. وعندما سأله أحدهم: ألا تعلم يا عبد الوهّاب وأنت مؤمن أنّ الانسان لا يموت إلاّ في ساعته؟
فأجابهم قائلاً: وإذا إجت ساعة الكابتن؟
* * *
عبقرية الأخطل التي لا تتجزأ
يخبر النقيب ريمون عيد عن الأخطل الصغير بشارة الخوري، الشاعر اللبناني والعربي الكبير، أنّ الموسيقار عبد الوهّاب حضر مرّة لزيارته في منزله في البوشرية وكان معه أحد الصحفيين. وكان النقيب عيد موجوداً بحكم صداقته مع المحامي جوزيف الخوري ابن الأخطل الصغير. وبعد حديث مطوّل بين الأخطل وعبد الوهّاب، سأله هذا الأخير عن كيفية قضاء وقته وهل يجيد لعب “الباصرة”؟ فادعى الأخطل عدم معرفته بذلك مع أنّه كان يلعب “الباصرة” عدّة ساعات يومياً. فقال له عبد الوهّاب: هل لي شرف تعليم الأخطل كيفية لعب “الباصرة”؟
فأجابه الأخطل تفضّل. وبدأ بلعب الباصرة. فخسر الأخطل عن قصد في بادئ الأمر، إلاّ أنّه بعد عدّة دقائق بدأ يربح. فدهش عبد الوهّاب.
وفي اليوم التالي، ظهر عنوان كبير في الصحف المصرية جاء فيه: “إنّ العبقرية لا تتجزأ، فبعد عدّة دقائق أصبح الأخطل الصغير ملكاً من ملكوك الباصرة”.
*القضاة والمحامون…مواقف وطرائف
“محكمة” – الجمعة في 2019/7/26