المحامي سعد الدين الخطيب نقابي قبل أن يكون عضواً في مجلس النقابة/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
قلّة هي الشخصيات التي تكون نقابية، دون أن تكون عضواً في مجلس النقابة التي تنتمي إليها، وقلّة هي الشخصيات التي تعيش نقابتها دون أن تكون غايتها أن تعتاش منها، ومردّ الأمر يعود إلى كونها تصهر روحها في بوتقة المهنة بشؤونها وشجونها وشتّى المناسبات حتّى التوحّد والذوبان، وهكذا هو المحامي سعد الدين الخطيب مع رسالة المحاماة التي يرفعها منذ أكثر من عشرين عاماً دفاعاً عن الحقّ والحرّيّات، وهو لم يتردّد للحظة واحدة في أن يكون مساهماً فاعلاً في صناعة الكثير من أحداث النقابة ومواقفها وأخبارها وتطريز انتخاباتها وتحقيق الفوز فيها لمن وقف إلى جانبهم وساندهم من نقباء وأعضاء حتّى بات كثيرون يقفون على رأيه السديد وتحليله المنطقي لمجريات الأمور النقابية والإنتخابية.
ومن النادر جدّاً أن تصادف محامياً ممارساً ويرتاد قصور العدل يومياً، لا يعرف زميله المحامي سعد الدين الخطيب المعروف بنشاطه وحيويته وديناميكيته وخُلُقه وتهذيبه ومواقفه الرجولية واندفاعه للمشاركة في كلّ المناسبات النقابية الهامة والتي صارت بصمة خالدة في تاريخ نقابة المحامين التي توصف عادةً بأنّها أمّ نقابات المهن الحرّة في لبنان.
ومنذ نجاحه في مباراة الدخول إلى النقابة، لم يتردّد الخطيب يوماً عن الإنخراط في “مطبخ” صناعة الأحداث النقابية. وعرف عنه، وهو، بَعْدُ، بلباس التدرّج وقبل أن ينتقل إلى مرحلة الإستئناف، اهتمامه بالمناسبات النقابية وفي طليعتها الإنتخابات، فشارك في الكثير من الماكينات الإنتخابية مؤيّداً ومشجّعاً وجاذباً للأصوات حتّى بات كثر يريدونه معهم، فكان يختار ما يراه ملائماً لنقابته ويعمل من أجل الإسهام في إيصاله إلى سدّة النقابة أو عضوية مجلسها، وكثيراً ما كانت خياراته صائبة وفي مكانها الصحيح والسليم، وهذا ما يعرفه القاصي والداني.
وما يميّز الخطيب، هو تواضعه الجمّ وعدم تردّده في تقديم المؤازرة والدعم المعنوي لكلّ محام يعرفه أو يتعرّف إليه، حتّى صار يستحوذ على شريحة واسعة من العلاقات والصداقات مع الكبار والصغار، ومع القدامى والشباب، دفعت هؤلاء إلى مبادلته هذه المحبّة الصادقة، ومناداته بالشيخ سعد، لأنّه يحمل وجهاً مُفْعماً بالإبتسامة والخير لنفسه وللآخرين، ويكفي أنّه يتعاطى مع الجميع بتهذيب جمّ واحترام متبادل وانفتاح كبير وكأنّه واحد منهم، وليس مجرّد زميل مهنة، تنتهي مفاعيل الزمالة بانتهاء دوام العمل في قصور العدل والمحاكم.
وتنقّل المحامي الخطيب في غير لجنة أطلقها النقباء المتعاقبون من أجل الإهتمام بعنوان نقابي معيّن يدخل في صميم عمل المحامين ورسالتهم الحقوقية، فكان خير مشارك وخير أمين على ما أسند إليه من مهام أعطاها الكثير من وقته وراحته، وذلك انسجاماً مع نفسه التوّاقة إلى العمل الدؤوب من أجل النقابة أوّلاً وأخيراً وحبّه لها ونظرته إلى إبقائها رفيعة المستوى وكثيفة الحضور في سجّل لبنان الأبيض، ولهذا، يعتبره محامون كثر نقابياً دون أن يكون عضواً في مجلس النقابة.
وكوّن الخطيب خلال مسيرته المهنية سمعة طيّبة أشهى من المسك في قصور العدل وفي نقابة المحامين، وفرض حضوراً محبّباً لدى الجميع ومن دون استثناء، واستطاع بجهده وعرق جبينه أن يؤسّس مكتباً خاصاً به للمحاماة يضمّ عدداً من المحامين من مختلف الطوائف والمناطق، ويتعاون مع كثيرين دون الإلتفات إلاّ إلى انغماسهم في إعطاء المهنة من ذواتهم والحفاظ على حقوق الموكّلين.
وما بناه “هذا السعد”، ينطلق فيه في الأساس، من تربيته المنزلية في بيت عرف عن صاحبه، أي عن والده، وسيم الخطيب مكانته العلمية كمصرفي، ومكانته الإجتماعية في منطقة إقليم الخروب الشوفية حيث كان مصلحاً إجتماعياً وفاتحاً دارته للقريب والغريب يجمع ولا يفرّق، ويقرّب ولا يبعد، ويحلّ الخلافات بلباقة واحتراف وهذا ما تعلّمه سعد الدين ويواظب عليه في ممارسته للمهنة والشؤون النقابية.
(نشر في مجلّة “محكمة” – العدد 26 – شباط 2018- السنة الثالثة)